مشاورات موسكو "2" - روزانا رمّال

تتحضر العاصمة الروسية لاستضافة الجزء الثاني من مشاورات موسكو المتعلقة بالازمة السورية و الذي يندرج ضمن سلسلة مؤتمرات عقدت من اجل ايجاد حل سياسي لازمة سوريا توزعت بين جنيف و موسكو.

بلا شك فان ظروف موسكو 2 تختلف عن  ظروف موسكو 1  ان كان لجهة الدولة السورية او حلفائها في المنطقة او لجهة المعارضة السورية المشاركة و الغير مشاركة في الاجتماع و بين من فيها مرتهن للخارج و للجماعات الارهابية .

ائتلاف استطنبول المعارض اعلن رفضه المشاركة في جلسات حوار موسكو الذي دعي اليها من دون تقديم سبب واضح .

الرهانات المتعددة عند جميع الافرقاء مؤكدة فمجموعة استنطبول اليوم التي ترفض الانخراط تحت هذا الحوار و مقرراته تراهن اليوم على تقدم المسلحين و تحديدا ارهابيي النصرة التابعين لتركيا مباشرة و داعش الممتدة في مناطق اخرى يراهنون اليوم على زخم اوسع بعد عمليات ادلب و اليرموك بالرغم من انها ليست مؤشرات على ان تقدما للمسلحين قد حدث انما مؤشرات على ان هناك من يود تحريك جبهات في سوريا تتناغم مع ما يجري في المنطقة بمحاولة لاثبات نفوذ و سطوة باتت مستحيلة الدوام .

ما يجري في اليمن انعكس مباشرة على كل ما يجري في المنطقة فحلفاء السعودية و معهم تركيا المساندة في بعض المعارك و المختلفة معهم في اخرى في ازدواجية مريبة حاولوا من خلال تعزيز عملياتهم في المنطقة التاكيد انهم ما زالوا قادرين على التاثير و ان لديهم مجموعاتهم الخاصة في سوريا و العراق  وان كل حلفاء المقاومة معهم الحوثيين مستهدفين .

المفاجاة اليوم التي تاتي و تحكم ظروف مشاروات موسكو ان امكانية التعويل عليه كمقدمة او جسر عبور لحل سياسي حقيقي هي الاتفاق التاريخي الذي سلك طريقه بين ايران و الغرب و الذي لا يمكن له سوى ان يرخي بظلاله على مجم ملفات المنطقة المتعلقة بحلفاء ايران شاءت تركيا و السعودية ام ابت و هي بلا شك نعرف ذلك .

ظروف الحوار تتغير و الجدية السورية واضحة وواشنطن التي باركت مشاروات موسكو 1  تعرف ان الوقت يمر بسرعة قبل التوقيع الرسمي على الاتفاق النووي مع ايران الذي تصل مهلته الى اخر شهر حزيران و هي المهلة التي تعتبر مقبولة لوضع باقي الامور في نصابها و المقصود الاسراع في العملية السياسية في سوريا و التواصل مع رسميا مع دمشق و الا فان ما يرجى من نتائج الاتفاق بالنسبة لايران و حلفاؤها اقل مما يحقق لها تفوقا و نفوذا و يحمي مصالحها

موسكو 2  مختلف بظروفه الخاصة التي  يتزود كلا الطرفين فيها و يحولها رهانات يصرفها في افشال او انجاح المؤتمر و ان كانت الاطارف المشاركة تسعى للحل فان المقصود هنا من لم يشارك في هذا الحوار و التي تبقى عينه على فشله بحسابات اصبحت ابعد كا يكون عن الواقع بعد الاتفاق مع ايران و الذي لا يمكن فصله عن باقي ملفات المنطقة مهما حاولت ايران التاكيد انها لم تناقش اي ملف سوى النووي مع الولايات المتحدة و مهما حاولت بدورها ايضا الولايات المتحدة اعتبار ان جل مهمتها كانت الاطمئنان الى سلمية النووي الايراني و الذي تعرف عنه سلفا .

و اخيرا ..يفيد هنا التذكير بان ايران على موعد مع لقاء بالرئيس التركي اردوغان في 7 نيسان  اي خلال مشاروات موسكو و ما يمكن ان تحمل هذه الزيارة المتزامنة مع الاتفاق التاريخي من تاثيرات على مسامع اردوغان .

 

2015-04-05 | عدد القراءات 2389