قنديل: الرد اليمني لن يتأخر ... صواريخ على العمق السعودي وتوغل بري ...وتركيا تعيد حساباتها بالتموضع عبر إيران ...و اوباما نجح بتسويق التفاهم مع إيران ... لأن البديل هي الحرب

إنتصرت إيران وكسبت الإتفاق.. الذي لايريد إتفاق مع إيران اليوم هويريد أحد أمرين إما أن تصبح إيران أكثر قربا من القنبلة النووية وإما أن يذهب إلى حرب

المنتظر من الثواراليمنيين هو معادلات ردع استراتيجية كالتي وضعتها المقاومة اللبنانية في وجه الاحتلال الإسرائيلي مابعد حرب تموز

حسم الموصل والإستعداد لحسم إدلب,  سيكونان على طاولة التفاوض مع أردوغان

تحدث ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيوز ورئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية عن ثلاثة أقسام .

الحدث الأبرز و الأهم و الذي يستحوذ على الاهتمام وعلى التطورات التي يتابعها الناس والذي يحتل المشهد السياسي في المنطقة كلها , وهو التفاهم النووي الإيراني الذي هو في جوهره تفاهم بين إيران و الغرب هو تفاهم بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وفي قلب هذا المعنى للتفاهم لم يعد خافياً أنه إصابة مباشرة في الصميم لمكانة ودور إسرائيل ومكانة ودور السعودية ومكانة  تسعى تركيا لاحتلالها في المنطقة ،أما مضمون التفاهم بدأ يكشف أن ايران في موضع الخاسر و بالتالي أن الرهان الإسرائيلي التركي و السعودي على إضعاف إيران من خلال إجبارها على تقديم تنازلات أمام الضغوط وأمام دور أوروبا وخصوصا فرنسا وبريطانيا الخصمين اللدودين لإيران و التفاهم معها . هل أدى هذا إلى مكانة لم تسمح بأن تكون الحصيلة هي معادلة إيران فيها قوى عظمى في المنطقة وتركيا و السعودية وإسرائيل على ضفة الخاسرين وهذا سؤال أساسي اذا كان هذا غير صحيح واذا كانت ايران قد فازت بمكانتها التي تطمح إليها فالسؤال يصبح ماهو حال اسرائيل ؟وماهو  الرهان الاسرائيلي على مايمكن أن تراهن إسرائيل بعد هذا الاستضطراد ،ماهو حال تركيا و السعودية كيف ستتصرف كل منهما ،وماهي الابواب المتاحة أمام كل منهما ..

 وبدأ قنديل حديثه بالتوجه  بالتحية و التبريك لكل الذين يحتفلون بالآعياد المجيدة بعيد الفصح المجيد وفقا للتقويم الغربي ولكن في الحديث عن التقويم الغربي توجه برسالة لدول الغرب و الكنيسة الغربية والفاتيكان أنه قبل ألف عام غزت بلادنا وتم غزوها بقيادة الكنيسة الغربية وبابوات الكنيسة الغربية وأن هذا الغزو تم بإدعاء وزعم تأمين الحج إلى الأماكن المقدسة و الدخول إلى بيت المقدس ومنع أن تكون سلطة غير السلطة البابوية معنية بتنظيم حجاجه  إليها أين هو هذا الكلام مما يجري في القدس كان الشعار الثاني هو حماية مسيحي بلاد الشرق من حكم عنوانه إسلامي هل يتعرض مسيحي الشرق اليوم من حكم أوشبه حكم أن إمارة عنوانها إسلامي لما يمكن أن يقارن بماكانوا عليه في تلك الأيام وقد دفعوا الألوف من كهنتهم ورعاياهم ضحايا أمام المجازر التي ارتكبها الغزاة الفرنجة . أين هي النخوة و الهمة و الحماية التي تدعيها الكنيسة الغربية وحكومات تدعي إنتمائها بالكنيسة الغربية نحو التأجير المنظم و القتل المبرمج الذي يتعرض له مسيحي الشرق وذلك من أجل إشعال الفتنة بينهم وبين المهاجرين المسلمين الذين يرادوا اختزالهم زوراً بتنظيم "داعش" وفروع القاعدة بينما قضيتهم مع حكومات الغرب ومن لايتذكر المشكلة الأساسية في فرنسا هي مع ذوي الأصول الجزائرية الذين عانوا ل 100عام من الإضطهاد الفرنسي ومن الجرائم الفرنسية ولا تزال ثمة صحاري في الجزائر لاحياة من التجارب النووية الأولية التي أجراها الفرنسيون وبالتالي إدانة الغرب وموقفه سواء من القدس وفلسطين و الأماكن المقدسة أو من مسيحي  الشرق وكيفية التعامل  معهم هي مهمة واجبة في مثل هذه الأيام المجيدة التي يتوجه فيها المسيحيون للسيد المسيح المخلص ويرفعون أيديهم للدعاء وطلب البركة ومن أمه مريم .

وأشار قنديل أن مايجري في سورية فيه الكثير من اللغط يدور حول ماجرى في ادلب هل هو بداية تحول ومايجري في اليرموك ودور" داعش" ودخولها إليها وحول الذي جرى قبل إسبوعين في بصرى الشام ومايجري في مخيم اليرموك في دمشق ومايجري على الحدودين في اليرموك ،أن الحملات الاعلامية المنظمة تحت حصار الجيش السوري هو في جنوبه مفتوح على الحجر الأسود وفي جنوبه متصل بالحجر الأسود وفيه تنظيم "داعش" وجنوب المخيم جبهة النصرة وهي تكوين شكًله في المخيم فلسطينيون كانوا يبايعون الولاء لحركة حماس ،و الذي جرى أن النصرة حماس سابقا سلمت "لداعش" مواقعها بالتالي نحن أمام لعبة إستخبارتية ،

ولفت قنديل أننا نحن أمام حل نجحت الدولة السورية بإقامته مع المجموعات المحلية في المخيم اللجان الشعبية وحركة فتح بصورة أساسية بالإضافة إلى التنظيمات الصديقة لسورية التي شاركت حركة فتح الإنتفاضة و الجبهة الشعبية القيادة العامة في إنتاج هذا الحل وأحرجت جبهة النصرة التي ينتمي تركيبها إلى أبناء من  المخيم وإضطرت لقبول نسف الإتفاق ، قامت جبهة النصرة من خلال إستجلاب "داعش" تسليمها مواقع في المخيم ،من الذي يقف وراء هذه اللعبة هو"داعش" و النصرة أي التحالف التركي السعودي و الحركة  في المخيم هي لمنع الحل ومنع الحل لن يؤدي إلى تغيير في المعادلة .

وتابع قنديل أن  دخول "داعش" وخداع النصرة أدى إلى حالة نزوح كبيرة من المخيم حتى الأن خرجت قرابة خمسة ألاف ومتوقع أن  تخرج خمسة ألاف  أخرى من أصل قرابة 50ألف عدد سكان المخيم ، مذبحة وكارثة إنسانية بحق الفلسطينيين ،وتحمًل حركة حماس في الخطأ التاريخي و الجسيم فهي  اليوم تدفع المخيم نحو أن يكون لقمة سائغة "لداعش" وتدفع أهل المخيم بزروة المعاناة الإنسانية بأشكال متعددة ومختلفة .

أوضح قنديل أن الحدود مع الإردن وتركيا من الواضح أن السعودية و الأردن على رأس هجوم بري في سورية وضعت في خدمة جبهة النصرة و المشروع هو تقديم النصرة كجزء من الحل السياسي لأن لم يبقى رهان على قوى محلية في المعارضة يفخخ فيها الحل السياسي وتضمن من خلال دخولها في بنية الدولة  السورية الجديدة جزء من الدور و النفوذ للسعودية أو إسرائيل ،وتركيا حسابها أخر تركية تريد لها وليس عبر النصرة الدخول إلى إدلب من بوابة النصرة عبر الحدود ودفع ثلاثة ألاف مقاتل للدخول إلى إدلب هو ليكون لتركيا دور .

القسم الاول : أوباما وإيران هل فاز في تسويق الإتفاق وفازت إيران بالإتفاق وهل هذا الإتفاق لمصلحة إيران بالفعل وهل نجح أوباما في إقناع الأمريكيين و الرأي العام الغربي بصوابية خياره ؟

تحدث قنديل سابقًا عن الأبعاد التقنية للإتفاق ولكن هنا أوضح كلام أوباما لقياس ومعرفة من الذي قدم التنازل الجوهري و الأساسي، لم يكن إمتلاك إيران لطاقة نووية في مجال إنتاج الكهرباء طالما أن إيران تحتاج إستيراد الوقود النووي فهي ليست دولة نووية ( اي السعودية ومصر سوف يتفاوضان على مفاعلات نووية يشترونها من روسيا والمانيا من فرنسا غدًا

 بيًن قنديل إن أي مفاعل نووي من دون إنتاج الوقود النووي ليس له قيمة، القيمة التي يمكن أن تكون ذات مغزى في الدورة النووية هي دورة التخصيب الدولة التي لاتقوم بالتخصيب اليورانيوم وطنيًا بمنشآت وطنية ومعدات وخبرات وابتكارات وطنية هي دولة غير نووية بينما الدولة التي تملك مفاعلات نووية ، ثمة دول لاتنتج الوقود النووية تشتريه وكل المفاوضات كانت تدور مع إيران في الفترة الماضية خلال سنوات قبل أن تنتج دورة التخصيب وأن تتمكن من دورة التخصيب وتصبح لديها أجهزة طرد مركزي عالية الجودة تسمح لها بإنتاج السريع وبالنسبة المرتفعة من التخصيب فكان النقاش كله يدور حول تحجيم إيران عن تفكير بالتخصيب وإمتلاك أجهزة الطرد المركزي وعن إنتاج الوقود النووي وسوف نبيعها الوقود النووية الجاهز لتشغيل مفاعلاتها .

وقال قنديل أن تفوز إيران بأن تنتزع حقها بالتخصيب إنتصرت ايران أي حق التخصيب إنتصار بدون تخصيب هزيمة، إنتصرت إيران وكسبت الإتفاق .

أوباما قام بالضغط بالعقوبات و الحصار و التهديد بالحرب للرأي العام وذلك لمنع إيران من دورة التخصيب ولكن فشل ولم يعد ينفع الكلام عن عقوبات . ونتنياهو قال أن الإتفاق يعني أن إيران سيصبح لديها مخزون من اليورانيوم المخصب بعد شهرين أو ثلاثة يعادل مايحتاجه إنتاج أول قنبلة نووية حتى لولم تريد إيران قنبلة نووية .

وقال الإمام الخامنئي أن هذا الالتزام ديني وأخلاقي يجب الالتزام به .

الأن الغرب يعتمد على مصداقية لإيران سيصبح رهينة لهذه المصداقية و المصداقية أكثر بعد سنة اذا لم يكن هنالك إتفاق لأنه عندما يصبح لإيران كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لإنتاج 4أو 5 قنابل يصبح بالتالي الوقت اللازم لإنتاج قنبلة 10ساعات أي بالحظة التي يمكن لأحد في العالم أن يقرر تهديد إيران تعلن الحرب .

وأشار قنديل أن أوباما يقول " أن الذي لايريد إتفاق مع إيران اليوم هويريد أحد أمرين إما أن تصبح إيران أكثر قربا من القنبلة النووية وإما أن نذهب إلى حرب عليها وبما أن نتنياهو لايريد أن نصبح مع إيران أقرب إلى إمتلاك القنبلة فهل تستطيع الخضوع للحرب إذن الذي يطلب إتفاق غير هذا الإتفاق يطلب تمديد التفاوض لكن سيصبح الوضع الإيراني أقرب لإمتلاك قنبلة نووية.

بالتالي نجحت ايران في أن تحصل على الإتفاق الذي يلبي تطلعاتها لأنه يحفظ التخصيب وسيفرج لديها  عن 120مليار دولار هي ودائع وأرصدة مجمدة وسيسمح لها برفع إنتاج النفط الى 4.5مليون برميل وأيضا بأن تشتري معدات تقنية وتزويد مصانعها بأجهزة كومبيوتر حديثة وعالية الجودة ، وبالتالي إيران حققت إنتصار كبير وتاريخي وأوباما نجح في أن يحصد 75%من التأييد داخل امريكا لدى الرأي العام لهذا الأتفاق وفي اوروبا نسبة أعلى بكثير تصل في بعض الدول إلى حد 90%في ظل القلق على خطر فقدان النفط من الأسواق اذا وقعت المفاجئ وأغلق مضيق هرمز .

وأوضح قنديل أننا أمام معادلة تقول فازت إيران بالإتفاق وفاز أوباما بالتصويت فسقط بيد المراهنين على سقوط الإتفاق الأمريكية إسقاط بيد المراهنين من الاسرائيل و السعودية وتركية على ضرب ونسف الاتفاق . و الاتفاق مبرم وذاهبون في 30حزيران على التوقيع وفك العقوبات و الإتفاق ساري ومن هنا اسرائيل تراهن على ماذا ستفعل السعودية وتركية .

القسم الثاني : السعودية كيف ستتصرف وماهو الرهان الإسرائيلي على ماتؤديه السعودية لقلب الطاولة ؟

أشار قنديل أن السعودية أخذت حرب اليمن كطرق لخلق وقائع لتعزيز وضع الأمريكي و الغربيين (الفرنسي و البريطاني وهذا لم يحصل لأن هذا كان يستدعي إنتاج معادلة في اليمن في اليوم الأول للحرب تستنهض قوى مساندة للسعودية تستولي على مناطق التي كانت خارج سيطرة الحوثيين الثوار وتهجم على المناطق التي بين أيديهم  إنتفاضة بصنعاء وتعز وتراجع الثوار إلى صعدة .

الرهان السعودي الاول على تغيير الوضع التفاوضي لإسقاط الاتفاق أو تعديل شروط الإتفاق قد تأخر لأن السعودية لم تنجح في أن تنتج معادلة ووقائع تسمح للأمريكي وللغربي بتعديل شروط التفاوض .

يعتقد قنديل أننا ندخل مرحلة جديدة من الرهان السعودي لم يعد ثمة فرصة للرهان السعودي على نسف الإتفاق أوعلى تعديل في شروط  أو على تعديل في التوازن داخل أمريكا في تطبيق الاتفاق

وبيًن قنديل أنه اذا فاز الجمهوريون في الانتخابات الرئاسية القادمة فلن يكون على جدول أعماله فرصة لإعادة النظر بالإتفاق لأن الأرضية الشعبية الأمريكية العامة باتت لصالح هذا الإتفاق .

أشار قنديل أن إيران لن تهدد دول الخليج وليس على جدول إيران إستعمال القوة العسكرية لغزو دولة من دول الخليج .

وأضاف قنديل أن الرهان السعودي هو على خلق أمر واقع يمني يسمح للسعودية بأن تفاوض من موقع قوة أي خيار السعودية الذي كان عدم التفوض مع إيران ونسف الإتفاق الأمريكي الإيراني، أصبح التسليم بأن الإتفاق بات أمرا واقعا ويحظى بمقبولية شعبية على مستوى الرأي العام الإمريكي وصولا إلى قبول أن يكون هنالك تفاوض سعودي إيراني حول وضع الخليج وخصوصا اليمن .

وتابع قنديل أن إيران منذ البداية ترى أن الحل بالتفاوض اليمني اليمني وأن تدعم دول الخليج هذا الخيار وأن تساعد هذا الخيار وتشجع الأطراف اليمنية عليه . وبالتالي الإيراني جاهز للتفاوض و الحوار و الوصول إلى حلول سلمية .

وأوضح قنديل أن موضع الرهان هو عدن فنرى هستيرية سعودية تحيط بمعارك عدن برا وبحرا وجوا وترمي السعودية بثقلها في عدن لكي تنشئ موطن قدم فيها لتنزل منصور هادي ومن معه من جماعته عبر البحر وتمسك عدن وتنتج صيغة تفاوض عدن صنعاء .

واضاف قنديل أن القصف المجرم على صعدة وسائر أماكن التيار الحوثي و الثوار سوف يكون أشد قسوة في المرحلة القادمة وسنكون أمام مشهد يمني مليئ بالدماء و الدمار وصولا إلى أن ينجح السعوديين في أن يدخلوا عدن في قلب الجغرافية التي تخرج عن سيطرة الثوار الحوثيين وتسمح بإنزال بحري يوصل منصور هادي إلى داخل عدن ويمارس دور سياسي وأمني لتتمكن السعودية من العودة خطوة إلى الوراء و القبول بالتفاوض و الشراكة مع إيران في إدارة حوار يمني يمني أو بتفاوض مباشر إيراني سعودي حول وضع الخليج ومن ضمنه اليمن .

وأشار قنديل أنه سنسمع تطورا في الحرب البرية عبر الحدود أولا ،وثانيا المواجهة في عدن واضح أن يد الثوار هي العليا حتى الان رغم القصف البحري و الجوي،لكن أن الضغط العسكري المدمر لايعطي ضمانه بأن ينجح الثوار في الحفاظ عليها في الظروف الراهنة لذلك لابد من بناء معادلة ردع عسكرية تضع أمن عدن مقابل أمن أخر مدينة سعودية مثلا ، فلا بد من رسم معادلة قائمة على شيئ يشبه الذي جرى في تفاهم نيسان عام 1996بين المقاومة وقوات الاحتلال أو الذي جرى في 2006حرب تموز ، هذا مايحتاجه الوضع في اليمن فالعيون تتطلع نحو الثوار لرسم معادلة هذا النوع ، معادلة تستدعي شيئ من الرد الاستراتيجي وهذا الردع نتوقع أن الثوار يمتلكونه ويضعونه في حسابهم وبالتالي أنهم سيكونون أمام معادلة البر من جهة في فترة غير طويلة ومعها ردع تضع مقابل عدن باب المندب معادلات ماداخل العمق السعودي من نوع الذي وضعته المقاومة اللبنانية في وجه الاحتلال الإسرائيلي مابعد حرب تموز ،أفق التطور اليمني اذاً هو لمزيد من الإشتباك و التآكل و الإنتشار لتنظيم القاعدة و التي هي القوة الوحيدة التي يمكن للسعودي الرهان عليها في مقاتلة الثوار .

وتابع قنديل أن الجيش اليمني يقف مع الثوار و لم يستسلم للسعودية فهو يقدم الشهداء و التضحيات و الإمكانيات ,و الرهان السعودي هو على الإمساك بعدن و على تلافي حرب عبر الحدود من أجل فرض موقع تفاوضي لإعادة منصور هادي إلى عدن و حتى لو كانت الكلفة هي دمار اليمن . أما الردّ المنتظر من الثوارفهو معادلات ردع استراتيجية , تضع مقابل عدن ما يقابلها , كمنطقة عسير التي هي بالأساس أرض يمنية , و تضع المطارات و الموانىء السعودية تحت القصف مقابل المطارت و الموانىء اليمنية .

و أشار قنديل أن هذا ماننتظره من الثوار أمام إفلاس السعودية و عجزها عن تقبّل الأمر الواقع و سعيها لقطف أي انتصار و بأي ثمن , فنحن أمام أيام حاسمة يمنياً لابد أن تنتج معادلة جديدة تُضاف إلى معادلة التفاهم النووي الإيراني,  حيث يصير الوضع السعودي من سيء إلى أسوء,  و يصير قبوله التفاوض من موقع الضعيف أمر شبه محسوم , على قاعدة الحوار اليمني اليمني الذي ينطلق من نقطة أن منصور هادي طرف لا يستطيع أن يكون رئيساً لكل اليمنيين,  و بالتالي يعودون إلى ما طرحه الثوار في اليمن لتشكيل مجلس رئاسي تعددي و حكومة مؤقتة تُشرف على انتخابات برلمانية و رئاسية . و توقع قنديل أن تتمكن مسقط من أخذ المفاوضات إلى أرضها .

القسم الثالث : تركيا كيف ستتعامل وهل ثمة خطة رقم 2 ستلجئ إليها في ضوء معطيات التفاهم الإيراني الغربي وبالتحديد الإيراني الأمريكي ؟ تركيا عشية زيارة أردوغان الى طهران .

ماهي رهانات أردوغان و لماذا تردّد في زيارة طهران الى درجة إعلانه  أنه ربما يعيد النظر فيها بعد بدء الحرب على اليمن . فحسب زعمه أن إيران تمارس سياسة هيمنة و تدخل في شؤون دول المنطقة .

هنالك حسب ما يراه قنديل ثلاثة احتمالات لما سيعرضه أردوغان على الإيرانيين :

1-الاحتمال الأول أنه قرّر التموضع و الإنتقال من ضفة إسرائيل و السعودية إلى ضفة إيران و سيسعى إلى دور يحفظ لها مكاناً في التسويات .

2-أو أن ذاهب ليقول أن تركية ماتزال في هذا الحلف وتريد التفاوض مع إيران على أساس موقفها من حرب اليمن و سورية و لبنان و سيقول أن الوضع في المنطقة لم يُحسم بعد , و أن سورية ماتزال مُهدّدة بالتقسيم و حزب الله مُهدد بالفتنة , أي سيذهب أردوغان و بيده أوراق قوة بحيث يستطيع أن يضع شروطاً و مطالب

3-أو الإحتمال الثالث أنه يريد ثمن تنازله عن خيار إسقاط النظام في سورية,  و ثمن إغلاق الحدود و ثمن تراجعه عن دعم "داعش" .

لفت قنديل إلى أن التركي تمكّن طوال الفترة الماضية في ألا يكون في الواجهة بل وضع بدلاً منه القطري و "داعش "و النصرة . و التركي لم يُعلن موقفاً في السياسة يضعه في موقع التورط في الحرب .

و أشار قنديل إلى أن النصرة و"داعش" غير قابلتان للتسوية عند الإيراني وحسب رأي قنديل أن أردوغان سيسعى لدور للإخوان المسلمين في العراق و هذه هي القطبة المخفية في زيارة أردوغان لإيران. أما سعيه لدور للإخوان في سورية فهو أمر مستحيل فهو يعلم أن الدولة قوية و أن الدولة لم ترمي بعد بكل ثقلها في معركة إدلب , فهي قادرة على إستعادتها كما استعادت غيرها في تجارب سابقة .

فورقة إدلب في يد أردوغان غير مُحصّنة , و عندما تتخذ الدولة السورية القرار بتحريرها ستغير المعادلة .

أشار قنديل الى ما قاله سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي بعد زيارته أنقرة " الأتراك مهتمين بالشراكة في معركة الموصل "

و لفت قنديل إلى الإتفاقية التي وقّعها حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي و مسعود البرزاني حول تشكيل غرفة عمليات للبدء بمعركة تحرير الموصل . فبعد الموصل ستكون الحسكة موازية لها و بعدها الأنبار و دير الزور, يعني "داعش" على أبواب النهاية .

فالتركي لا يمكنه أن يدخل مباشرة و يكون شريكاً "لداعش" و هو أمر لا يحمله أي مواطن أو حزب في تركية .

و توقّع قنديل أن يقول الإيرانيون لأردوغان أن القرار اتُخذ بحرب الموصل و نحن ندعم هذه الحرب بكل إمكانياتنا . و هناك الجيش السوري سيخوض معركة إدلب و سيحررها و هاتان المعركتان هما على الحدود التركية .

أما التركي سيقايض الشراكة في حرب الموصل و لن يتورط في إدلب , مقابل صيغة ما لجماعته في العراق و أمل بتسوية لجماعته في سورية .

و أكد قنديل أن الوضع تغير بعد أن خسرت السعودية في سورية و العراق و لبنان , ففي لبنان تيار المستقبل لا يشكل ثقلاً من الناحية الأمنية بل "داعش" و النصرة تستحوذان على هذا الثقل .

و بيّن قنديل أن العقل الإيراني في تفكيره لا يريد مساهمة السعودية في أي حل في العراق و خاصة بعد نجاح أيران  في إنتاج حكومة عراقية تشاركية بين السنة والشيعة .

و أوضح قنديل أن المصالحة السورية التركية ممكن أن تكون هدفاً يشتغل عليه الإيرانيون .و إن الإشتغال الإيراني على إعداد قرار الذهاب إلى حسم الموصل و تلقُف القرار السوري بالإستعداد لحسم إدلب,  سيكونان على الطاولة في التفاوض مع أردوغان , فالإيراني معني الآن بملفين إقليميين كبيرين , هما ملف الخليج و ترتيبات الاستقرار فيه , و ملف سورية و العراق و محاربة الإرهاب . فالتنازل الأمريكي لإيران كان واضحاً عبر التفاهم النووي الإيراني و هو إعتراف بمكانتها القوية و إعتراف غربي شامل أن إيران دولة عظمى تدخل نادي الكبار , و أما من يكابرون في المنطقة سيندمون مع مرور الوقت . فإيران تقف على رأس حلف المقاومة هذا الحلف لا يوجد فيه من يبيع بعضه بعضاً.

و توقع قنديل أن تركية تحت ضغط مصالح رجال الأعمال و قادة الجيش و المخابرات و مالديهم من معطيات حول ما يدور في أمريكا سيفرضون على أردوغان معادلات جديدة و خاصة بعد أن أعطوه فرصته في مشروعه العثماني و هزيمته في تحقيقه .

وختم قنديل حديثه أننا سنكون أمام حلقة و نقلة في الأداء التركي على ضوء الزيارة لإيران و الشهر القادم سنشهد معارك جدية بإتجاه الموصل يعني ستكون في شهر أيار معركة الموصل و معركة إدلب .

تحرير : ب ف 

2015-04-07 | عدد القراءات 5771