تحدث ناصر قنديل رئيس شبكة توب نيور ورئيس صحيفة البناء اللبنانية عن موضوعاً متصلاً من أربعة أقسام :
السعودية مفلسة في تغييرها للواقع اليمني لكن إفلاسها يزيد من نسب وإحتمالات تحولها إلى حرب إقليمية و الطريق الوحيد لجلب الاستقرار الى اليمن يتمثل بتلاقي المكونات الاصلية للبلد على خيار الحل السياسي
القسم الاول : هل ستذهب السعودية إلى حرب طويلة لإستتدراج إيران ومن ثم أمريكا ومن ثم تذهب إلى منطقة الخليج لتسوية شاملة تكون فيها ندا لند مع ايران بعد الصورة التي نتجت عن التفاهم النووي بأن السعودية دولة هامشية في المنطقة و بعد ذلك هل أن اسرائيل يمكن أن تفكر بحرب وأن هذه الحرب في الرهان الإسرائيلي سقف ماستجلبه في إتفاقية سلام سيكون بالنسبة لإسرائيل معادلا لما يمكن أن يعرض عليها الأن وهي عاجزة عن ملاقاته ،وتركيا هل هي لعبة المصالح وإستثمار على الوقت سيسمح للأتراك للتموضع جديد من خلال البوابة الإيرانية لتعديل موقفهم في أزمات المنطقة وخصوصا في أزمة سوريا ؟؟؟
تحدث قنديل أن الموضوع هو ما يمكن أن يقدم عليه الإسرائيلي و السعودي و التركي في مواجهة المتغيرات التي تشهدها المنطقة . فقد بات واضحاً أن هنالك تمايزات داخلة في التبلور بين المواقف لكل هذه الأطراف , أي واضح أن السعودية ذاهبة الى الحرب على اليمن أملاً بتغيير معادلة العلاقة , بين الأمريكي و الإيراني من خلال أن الأمريكي يقف إلى جانب السعودي بكل قوة .
فهل يؤدي التصعيد السعودي في الحرب على اليمن إلى استدراج إيران في الدخول بحرب مع السعودية و يضع أمريكا أمام خيارات صعبة بصفتها حليف أساسي للسعودية , وبالتالي ماذا يمكن أن تتصرف في مثل هذه الحالة و هل ستجد نفسها مضطرة إلى مشاركة السعودية في الحرب و بالتالي يتبخر الإتفاق ؟ فهذا أحد أهداف الحرب السعودية على اليمن .
الحرب السعودية في إحدى خلفياتها يتضح الآن من خلال المماطلة , العجزعن الذهاب في حرب برية , الواضح في أن المعطيات المتوافرة حول ظروف و شروط تغيير داخلي يمني و تأثير الغارات الجوية يظهر بأنه كذبة كبيرة وأن إمكانية التغيير من خلال القصف الجوي و إستنهاض قوى محلية بلا أساس , إذاً على ماذا يراهن السعودي اذا لم يكن هذا وارداً , واذا كان فهو يدرك عجزه وعدم قدرته على السير في التدخل البري ما هي حساباته؟ حتى الآن تبدو الحسابات الوحيدة التي يمكن أن تفسر خيار الحرب السعودية هي الحسابات التي تقول إستمرار الحرب جواً و العجز عن الدخول براً للوصول الى لحظة إما أن يؤدي هذا الخراب والدمار الى فرض التصعيد على التيار الحوثي وبالتالي استدراجه الى عملية برية داخل الأراضي السعودية وهي أراضي يمنية محتلة من قبل السعودية وماهو وضع الحدود مع عسير ونجران وجيزان وفي هذه الحالة سيكون للتصعيد بهذا الاتجاه
إغلاق لباب التسويات هذا يعني أن السعودية ستذهب إلى المدى الأبعد وهذا يعني تحرشا بإمدادات إقتصادية تموينية عسكرية تجد إيران مضطرة لتأمينها لليمن,دولة بحجم اليمن يسكنها 25 مليون نسمة مقطوعة من البر والبحر والجو تؤدي إلى إشتباك إيراني سعودي وإذا حدث ذلك فإن أمريكا لا تستطيع أن تكون مجرد داعية لوقف القتال ويجب أن تتخندق إلى جانب السعودية في مثل هذه الحرب وهذا التزام حصلت عليه السعودية من الأمريكيين بصورة واضحة وقاطعة وإنهم تحدثوا على لسان أوباما وكيري والقادة العسكريين بأنه في حال تعرض السعودية إلى خطر الحرب فإن أمريكا تتعهد بحمايتها والوقوف معها.
وبهذا يكشف لنا من مسار الحرب التي نراها الآن أن السعودية مفلسة في تغييرها للواقع اليمني لكن إفلاسها يزيد من نسب وإحتمالات تحولها إلى حرب إقليمية يجب أن تضع هذا الأمر تحت العين ونتابعه ونهتم به ونجيب على الأسئلة هل هناك إمكانية لإندلاع حرب سعودية إيرانية ،وإذا كانت سياسة إيران تفادي الإنجرار إلى حرب كيف يمكن أن لا تؤدي الحرب الى خسارة كاملة للحوثيين لأنه مهما كانت مهمتهم على الصمود فإن القصف الجوي المستمر بلا افق زمني بلا سقف زمني بدون خطوط إمداد مفتوحة مع إغلاق البر والجو والبحر على اليمن ككل .ماذا يمكن أن يحدث؟ ما هي خطة السعودية لإسقاط اليمن وإدخال منصور هادي.
وتابع قنديل أن نفترض سيناريو آخر بأن السعوديين لم يعودوا بوادر الاهتمام بهذه الفرضية يكتفون بأن منصور هادي مقيم في الرياض وأنه كما يدعون بأنه رئيس شرعي مما يمنحهم الغطاء اللازم للتدخل العسكري في اليمن ومما يجعله مقبولا على المستوى الدولي بالرغم من أنه غير قانوني وغير إنساني تحت شعار أن السعودية غير راضية من الإتفاق بين إيران والغرب وبالتالي أضعف الإيمان بأن نغض النظر عن إرتكاباتها على الساحة اليمنية. و المهم في الحصيلة وان كانت الاسباب أن السعودية استطاعت أن تنتزع قدرا من غض النظر و القبول عن أنها تشن حرب عدوانية بلا أي مستند قانوني وهذا يقبل أن منصور هادي رئيس شرعي رغم أنه انتهت صلاحية ولايته ورغم أنه مستقيل لكن السؤال مالم يكن تجريب حظ ولا فتح باب تسوية بل هو حرب دائمة لاتتورط بالمواجهة البرية تقوم على الحصار المستمر على اليمن مع القصف الجوي كما الطريقة الاسرائيلية في حرب غزة الأخيرة خلال شهرين مع القصف الجوي كما كانت الطريقة الاسرائيلية في حرب غزة الاخيرة خلال شهرين و السؤال في مثل هذه الحالة الى أين تتجه الامور هل ستتجه الى حرب اقليمية ؟؟
وأوضح قنديل أن هذا مفصل في الحقيقة في فهم صورة المنطقة القادمة خاصة أن الفترة الفاصلة بين الإتفاق المبدئي بين ايران والدول الغربية وبين التوقيع النهائي هي فترة حرجة وهي الفترة التي يمكن أن لكل حلفاء أمريكا المتضررين من التفاهم مع إيران بأن يضعوا ثقلهم وقدراتهم من أجل أن يفرضوا معادلة جديدة .وبالتالي هذا بعد أساسي من الأبعاد التي علينا مراقبتها ,البعد الثاني الذي يجب مراقبته هو إسرائيل هل سنكون أمام تقبل إسرائيلي أن يبتلع هذه الحصيلة بأنه جرى تهميشه وتجاوزه أي لم تعد إسرائيل خط أحمر أمريكي ولم يعد يؤخذ موقفها بالحساب أمريكا ذهبت بالتوقيع مع إيران دون أن تقيم حساب لها ،كما قال نتينياهو بأن أمريكا تمنح صك براءة لدولة تعلن نيتها تدمير إسرائيل,هل ستتقبل إسرائيل هذا أم ستفعل شيئا وماهو الشيء الذي يمكن أن تفعله؟ الحرب على ايران هي عاجزة على ذلك و الحرب على سورية هي تعرف بأنها تستدرج حرب شاملة ستكون ايران و المقاومة جذء منها الحرب على حزب الله فهي جربت غارة القنيطرة واكتشفت أن رد الفعل في مزارع شبعا فوق طاقتها على التحمل ولم تجرء بأن تقوم بالرد اذن تستسلم ... وهنا فرضية لابد من مناقشتها أن اسرائيل يصعب عليها الاستسلام وأن الفترة الفاصلة حتى الانجاز النهائي للإتفاق هي فترة ذهبية بالنسبة لاسرائيل الرهان الاسرائيلي على متغير امريكي داخلي يفقد بأنه يتراجع ويضعف مالم تفعل اسرائيل شيئ وهنا يصبح مناقشة فرضية اقدام اسرائيل على عملية عسكرية ما على لبنان وعلى سورية و العراق و ايران من اجل وضع الامريكي في وضعية تجبره على التدخل ويصبح الاتفاق جذء من خبر كان ..
أشار قنديل اذا كان الحرب على إيران..فهي عاجزة على ذلك و الحرب على سوريا ستستدرج إلى حرب شاملة ستكون إيران والمقاومة جزء منها أما الحرب على حزب الله فهي جربت غارة القنيطرة وأكتشفت أن رد الفعل في مزارع شبعا فوق طاقتها على التحمل ولم تجرىء بأن تقوم بالرد ..فتستسلم.
وتابع قنديل أن هنالك هنا فرضية لابد من مناقشتها أن اسرائيل يصعب عليها الاستسلام وأن الفترة الفاصلة حتى الإنجاز النهائي للإتفاق هي فترة ذهبية بالنسبة لإسرائيل ,وأن الرهان الإسرائيلي على متغيير أمريكي داخلي يفقد بأنه يتراجع ويضعف مالم تفعل إسرائيل شيء و يصبح مناقشة فرضية إقدام إسرائيل على عملية عسكرية على لبنان وسورية والعراق وإيران من أجل وضع الأمريكي في وضعية تجبره على التدخل ويصبح الإتفاق جزء من خبر كان.
وأضاف قنديل اذا تخيلنا أن اسرائيل أقدمت على حرب على سوريا اذ صمتت ايران على الحرب الاسرائيلية على سوريا ربحت إسرائيل,واذا صمت حزب الله ستربح اسرائيل ايضا واذا تدخل حزب الله ولم تتدخل إيران ستطول الحرب وستجد ايران نفسها في وضع محرج معنويا وأخلاقيا وأدبيا وعليها أن تكون صاحبة موقف وبالتالي التدخل الإيراني يضعها وجها لوجه أمام امريكا لأن التدخل الايراني سيجبر امريكا على الاعتراف بأن اسرائيل مهددة وعندما تكون ايران في حالة حرب ستصبح اسرائيل أمام خطر كياني ووجودي وهي تلتزم لاسرائيل بأنها ستحميها من أي خطر كياني ووجودي فيكون للإسرائيلي فرصة أن يضع الأمريكي أمام الاختبار.
وتابع قنديل أن هنالك فرضية اخرى متممة اذا ذهب الاسرائيلي الى هذا الخيار واستدرج ايران وامريكا يصبح الحل السلمي شاملا ،لماذا يذهب الامريكي للحصول على الاتفاق على ملف نووي مع ايران او اتفاق عنوانه نووي وخلفيته تفاهمات واسرائيل خارج الصورة ومهمشة .. لماذا لايكون هذا التحرك الاسرائيلي العسكري تصعيدا واستدراجا لدائرة الاشتبالك يجبر على صفقة تفاهم شاملة للأمن الاقليمي بقرار من مجلس الامن وفق الفصل السابع تشترك امريكا وروسيا بمنع مواصلة القتال ووقف فوري لإطلاق النار وبدء طاولة المفاوضات وحوار من أجل حل القضايا النزاع وهنا يصبح حل السلام الشامل في المنطقة مطروح على الطاولة و القضية الفلسطينية وفق موازين القوى وسقف ما سيفرض على اسرائيل قبوله في مثل هذه الحرب حتى لوخسرت جذء من جغرافيتها بدخول المقاومة الى الجليل وحتى لوخسرت جذء من هيبتها وقدرت ردعها ولكن ماهو سقف التنازل الذي يفرض عليها وصول أي اتفاق سلام انسحاب من ارض 67ودولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية اليس هذا الان مايشكل وحده باب الوصول إلى سلام ولكن كلفته المعنوية على أي قيادة اسرائيلية كافية لازاحته الى ان يلقى قادتها مصير اسحاق رابين بينما المنطقي بالتفكير انه اذا حصل حرب تهددية وجودية يرضىي اسرائيليون من أي قائد سياسي وأي حكومة أن تقوم مثل هدا التنازل ..
أوضح قنديل أن تركيا رأت أن السعودية ذاهبة الى حرب شاملة ليست مضطرة لها واسرائيل في حالة افلاس وان لديها اوراق يمكن ان تساوم عليها بيدها (النصرة وداعش و الاخوان المسلمين) وانها دولة قوية في المنطقة وهي جوار جغرافي مهم لكل من سورية و العراق وايران ومقايضة على الطريقة السابقة بأنها تريد سورية مقابل وقف الحرب على حلف المقاومة و التورط بالتحالفات الخارجية التي تستهدف هذا الحلف لم يعد ممكن في ضوء المتغيرات فيها التفاهم النووي و الخسارة العسكرية الميدانية للمشروع في أرض سوريا وبالتالي لابد من أن تركيا تفكر بعرض الأخر وهو ممكن أن يكون بالإغلاق على داعش فهي مهتمة بحرب الموصل وإغلاق على النصرة وهذا ماقاله اردوغان بأن النصرة جهة لايمكن التعايش معها ونعتبرها خصما وعدوا وهذا بالمقابل ألا يكون مع الحلف الخاسر ..
وأضاف قنديل أن التركي يتمايز عن السعودية ويتقاسم معها فهي تدير ملف الجنوب أي الخليج وهو يدير ملف الشمال ، زيارة اردوغان الى ايران تتضمن بحثا لكل هذه العناوين وبدأنا نرى ان التركي يمكن ان يكون طرف في لعبة سياسية هوبيده فريق أساسي في المعارضة السورية وهو يصر على دور الاخوان المسلمين ويعرف ان هذا الدور في العراق سيتم على حساب السعودية لأنها هي التي تدعي بأنها مستثناة من الحكومة الجديدة وزعماء الطائفة السنية الواقفون مع السعودية ليسوا جذء من الحومة الجديدة بينما الاتراك يعتبرون بأن لاووجود أصلا للسعودية مع الاتراك وأن سنة العراق أما أقرب الى تركيا من خلال الاخوان المسلمين وتنظيمهم واما اقرب الى القاعدة فهم واقفون مع الحكومة العراقية وبهذا الاتراك يعتبرون الاكثر والاقدر أهلية بأن يكونوا هم عنوان الشريك الاخر في التسوية العراقية ، وبالتالي يتجه في الافق تموضع ما باتجاه حل سياسي وتفاهم مع تركيا على الاقل صمت في المسالة السورية وانسحاب هادئ وتغير في اللهجة و الموقف
القسم الثاني : الموقف السعودي السعودية هل يمكن أن تفكر بالذهاب بصورة تصعيدية من خلال وضع ايران وامريكا وجه لوجه ؟؟
أشار قنديل إلى أن الشهور الثلاثة كافية للسعودية أن تصمد في الحرب لثلاثة أشهر غارات وبحر وجو وحصار على اليمن أملا بأن يخرج اليمنيون ويدخلون بحرب برية وعندما يدخلون بحرب برية تزداد القسوة ويزداد الإتهام لايران و يزداد التشنج وحجم الضغط و الخسائر الفادحة للمدنيين وتوضع ايران امام مسؤليات اما م أن تنهزم فتترك مذبحة في اليمن مفتوحة و العالم يتفرج وهي لاتفعل شيئ واما ان تجد نفسها مضطرة للتورط وفي هذه الحالة السعودي كيف سيتصرف فهو يتصرف على قاعدة أن معركة بينه و بين ايران فهي من الزاوية العسكرية سيحرج الامريكيين وبالتالي امريكا ملتزمة مع السعودية بالامن القومي و الاستقرائي مضطرة اذا واجهت السعودية حرب مع ايران ان تدخل معها . وهنا السؤال الابعد أن الامريكان كذلك الامر . اذا نشبت حرب اقليمية ضد ايران كانت فيها السعودية واسرائيل افتراضا وتدخلت ايران بثقلها الديمغرافي من خلال المؤيدين لها في منطقة الخليج وهم بالآلاف وتقوم بإعادة من هذه الزاوية سوف تراهن على بدء تغيير المعادلة وبهذه الحالة بدء التفكير الأمريكي أن الحرب التي يمكن ان تنشب قبل توقيع الاتفاق بينها وبين ايران وبدون هذا التفاهم المبدئي هي حرب مجهولة ولا أحد يعرف الى أن تنتهي .
ولفت قنديل ان أي مواجهة مع ايران من دون تفاهم تعني حرب شاملة امريكية ايرانية وبالتالي تعني حرب بكل الأسلحة المتاحة وهذا سيحمل الامريكيين وجودهم العسكري و السياسي و الاقتصادي ومصالحهم في المنطقة .
وأوضح قنديل أن التفاوض على النار هو المخرج المناسب لجميع الاطراف التي لاتملك البدائل ولا الفرص للذهاب للتفاوض لأن السعودية رفعت سقفها ودول الخليج أيضا بكلامها على ايران وتوصيفها لايران ودعمها للخليج بالرجال والسلاح .
واضاف قنديل ان التقدير و القناعة أن امريكا لن تتطور بالحرب وان ايران يصعب ان تتورط بالحرب ايضا لكن المناوشات واردة وسهل وقوعها وسرعان ماتتطور الى توتر عالي وهذا التوتر و التصعيد سيسمح بالدخول بتسويه لكن ايران بوضع لايسمح بأن تفرط الشروط على السعودية .
وتابع قنديل ان الحركة السعودية هو تصعيد مفتوح وهوضغط من اجل مزيد من الالتفاف الامني و العسكري وشعور بالعجز عن تحقيق تقدم بري ومحاولة استقراء أوراق القوة التي يملكها الحوثيون ، ولكن العمل البري قد لايكون هو العمل الذي تقدم عليه القوى الثورية في اليمن وان اغلاق باب المندب قد لايكون هو الرد وان الصواريخ قدتكون هي الرد في الضغط على السعودية لطلب وقف النار وأن مثل هذه الحالة ستجد التسوية حول الملف اليمني مفصولة عن المخاطرة بالقدرة على الزج الامريكي في حرب مباشرة مع ايران بل بعيدة حتى عن توريط ايران بالحرب وايران ستحرص على تزويد الحوثيين بكل مايحتاجونه .
وأضاف قنديل ان السعودية عاجزة عن شن حرب برية وخائفة من التقاصف وتراهن على استدراج ايران ، و الافق الذي يراهن على صناعته السعودي من خلال التصعيد و التلويح في امكانية التدخل الامريكي في غير مكانه و الامور تسير عكس مايشاؤون ، و ان الطريق الوحيد لجلب الاستقرار الى اليمن يتمثل بتلاقي بين المكونات الاصلية للبلد على خيار الحل السياسي ، فالرهان السعودي شيئ والواقع شيئ اخر . وان الواضح في الادارة السياسية للتيار الحوثي تملك درجة من النضج تسمح للإطمئنان و الثقة أنها تعرف ماذا تفعل .
القسم الثالث : كيف ستتصرف الاسرائيل ؟
أشار قنديل ان الاسرائيلي مهدد وجوديا وهو يعلم ان مابعد الاتفاق النووي اسرائيل ليست كالتي نعرفها وهو يعلم ان سورية و العراق و المقاومة اللبنانية وايران جسر حديدي متصل ومتماسك يصعب فكه فهل يقوم الاسرائيلي بالتحريك و التصعيد على الجبهة السورية من اجل ان يعقد مؤتمر سلام ؟؟ويأخذ بوصلة التأمين بيده فهذا وارد .
واوضح قنديل ان الامريكي متعهد بحماية اسرائيل عندما تدفع الاثمان وتبدو أنها في خط تنازلي وأنها في خط تراجعي وأنها غير قادرة على الصمود و الثبات في الحرب قبل ان ينضج الاطار الدولي الداعي للتفاوض و الجلوس امام الطاولة .
الامريكي قادر أن يصنع توازن نار ولكن من يستطيع أن يصنع توازن في الميدان وأذا اخترق الجغرافية الفلسطينية المحتلة ودخل المقاومون الى اجزاء منها وبدء تداعي وانهيار الجيش الاسرائيلي ماذا يستطيع ان يفعل الامريكي .
ولفت قنديل ان خطر التفكير الاسرائيلي بالحرب قادم وخطر بعض من في واشنطن يتخيل أن الاتفاق مع ايران بخطوطه العريضة وقبل توقيعه النهائي يشكل فرصة لتحييد أمريكا عن دفع أثمان الحرب الاسرائيلية و بالتالي يسمح لأمريكا أن تكون على ضفة التسويات في التقاط نتائج الحرب وفي نضوج اسرائيل للسلام وهو مطلب امريكي دائم وان هذه المنطقة لابد من أن تحدث فيها زلازل كبرى حتى تجلس الى طاولة .
وأضاف قنديل ان الجغرافية الفلسطينية ليست مضمونة البقاء تحت الاحتلال الاسرائيلي ولو كانت ايام الحرب محدودة قد يكون الرد في اللحظة الاولى قبل الصاروخ الاول و هوالوثبة الاولى ، ومن يضمن اذا بدأت اسرائيل الحرب قبل ان أن يطلق حزب الله صاروخه الاول أن تندفع مجموعته الى الجليل .
ونوًه قنديل الى ان الامريكي و الاسرائيلي و السعودي سيفكر كثيرا في الذهاب الى حرب وان هذا احتمال لا يجوز تغييبه ليست حرب تغيير موازين القوى ليست تعديل وجه اللعبة وقواعدها بل حرب الدخول في اتفاق شامل وتحويل التفاهم النووي الايراني الامريكي الى اتفاق اقليمي شامل يستدعي دمج كل أزمات المنطقة بالاتفاق النهائي بعد ثلاثة أشهر من خلال مجموعة الحروب المتفجرة و التي يجب أن تصل الى أعلى سوية ،ويدخل مجلس الامن بحثا عن حل ويصبح الحل شامل .
ولفت قنديل أن الامريكي في فترة مابين الاتفاق الاولي و النهائي لا يتسمح بهاو اذا لم يفعل سيرث شظايا لحلفاء وستكون المنطقة قد أصبحت بيد حلف المقاومة وعليه أن يرتضي معادلتها الجديدة .
القسم الرابع : كيف سيتصرف الأتراك
أوضح قنديل ان التركي لن يفعل شيئ نوعي قبل الاتفاق النهائي وأنه سيراقب مايفعله الاسرائيلي و السعودي ويحاول المعركة من الامريكي عن مايمكن ان يفعله السعودي و الاسرائيلي وبالتالي اذا كانت المعطيات عند التركي تقول أن السعودي و الاسرائيلي في دائرة التفكير بحروب هذا لايتم دون أن يعرف به الامريكي
وأشار قنديل أنه قبل الاتفاق النهائي في نهاية حزيران نحن أمام مسارين يتسابقان ،مسار تقوده ايران من أجل جذب باكستان وتركيا الى الشراكة في الحلول السياسية في سورية و العراق واليمن على قاعدة حسم عسكري في وجه داعش و النصرة و القاعدة و المسار الثاني تقوده السعودية واسرائيل تريد أن تؤسس للحروب تستدرج إليها ايران وتستهدف فيها سورية ويحرج فيها الامريكي أو يكون منسق لها لتنتهي بإطر تسويات ،العقدة أمام المسار الاول هو الارتباك التركي و العقدة أمام المسار الثاني أي التصعيد العسكري هو الخوف من خسارة في الجغرافية في فلسطين المحتلة والسعودية أيضا .
وتابع قنديل أن هذا هو المشهد الذي بحاجة لمراقبته كيف ستتجه الامور وكيف يمكن أن نراقب التركي في معركة ادلب فنعرف من معطياته اذ هناك حرب فسيكون متورط واذ لم يوجد سيغض النظر. الامور تجري في الميدان وعندها سيكون الجيش السوري قادر مع معطيات ووقائع في ميدان ادلب ، ومن جهة اخرى نراقب التصرف السعودي و الاسرائيلي على الجبهتين السورية و اليمنية فهل الاسرائيلي يريد تصعيد عمليات الحماية لجبهة النصرة في جبهة الجولان خارق قواعد الردع والتي سجلتها عملية مزارع شبعا .
وأشار قنديل الى أنه عندما نرى الطيران الاسرائيلي في الاجواء السورية في خدمة سيطرة المجموعات الارهابية المسلحة في حزام أمني في الجولان فهذا يعني أننا امام احتمال حرب .
وختم قنديل أنه عندما نرى السعودي يحرك الحدود البرية مع اليمن فهذا يعني أننا أمام حرب ، وعلى الطيران الاسرائيلي اذا تخطى الجغرافية السورية لدعم المجموعات المسلحة، و الأداء التركي في حال إندلاع مواجهة مفتوحة في حلب منها ثلاثة مؤشرات نقدر أن نستخلص ماهي عناوين مرحلة الشهور الثلاثة الفاصلة بين توقيع إتفاق في الملف النووي وبين التوقيع النهائي .
تحرير : ب ف
2015-04-11 | عدد القراءات 3546