لم يعد ثمة نقاش حول مستقبل الحرب السعودية على اليمن ، فالفشل صار ثابتا كنتيجة ، والدلائل لم تعد تحصى ، فقد دخلت الحرب أسبوعها الثالث وليس بيد السعوديين أي إنجاز ، عدن وباب المندب والمكلا ، ثلاثة مواقع إستراتيجية دخلها الحوثيون في ظل الحرب ، والرهان على إستنهاض غير المرتزقة ومقاتلي القاعدة وإسترداد الجيش اليمني لعباءة منصور هادي ، و تحريك حرب مذهبية في اليمن ، باء بالفشل ، وما بقي إلا التكرار أو الأصح الإجترار على طريقة الجمال للأهداف التي سبق قصفها أو إرتكاب المجازر التي بدأت تجلب المزيد من الضغوط والنقمة ، بعد اسبوع ثالث من الحرب الفاشلة ، فلن تكون السعودية موضع دلال أكثر من إسرائيل ، التي دفعت أثمان مجازرها في حروبها على لبنان ، على الأقل بتقصير المهل الممنوحة لها قبل وقف شامل للقتال يقع بينما لا إنجاز فيصير الفشل مدويا .
يعرف السعوديون ذلك فبدأوا يتخبطون ، لذلك حاولوا إختبار فرص الحرب البرية على الحدود ، فكانت النتيجة العاجلة خسارة أول موقع حدودي لهم ، فالمنارة أول الغيث ولا يغطي خسارتها بيان عن خسارة الحوثيين لخمسمئة شهيد في حرب الحدود .
الإنتقال للفبركات الإعلامية علامة إفلاس كبرى كحال القرصنة لحساب قناة العالم على موقع تويتر ، وترويج خبر لم يعش لساعات الصباح عن إستشهاد السيد عبد الملك الحوثي بإحدى غارات التحالف .
الفشل يكشفه كحال المركب الغارق ، قفز الركاب منه ، وهذا هو حال التحالف الذي غادرته باكستان الدولة الأكبر بين دول جيران إيران والحليف الموثوق لأميركا ، وما تعنيه خسارتها من خسارة لتغطية للحرب ، وما تلاها من إنسحاب خجول لتركيا بتأكيدها أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية .
الذين بقوا في الحلف هم توابع سعوديون ، ولن يدفعوا ثمن الفشل لا مع ولا عن السعودية ، سيعذرون لصغر حجمهم وتبعيتهم ، هذا يصح في دول الخليج ، لكن ماذا عن مصر ، وماذا عن السودان ؟
لن يحصدا إلا سواد الوجه .
ستدخل السعودية في مأزق الخروج من الحرب ، وتبحث عن مركب نجاة بديلا عن مركبها الغارق ، ولن ينتظرها احد ، صحيح يمكن أن تستمر الحرب شهورا أخرى ، لكن الصحيح أنها شهور إنجاز الإتفاق النووي الإيراني ، والبدء بتطبيع العلاقة الغربية مع إيران ، وشهور الإنتصارات على القاعدة بمسمياتها ومتفرعاتها ، وشهور التحضير لمؤتمر جنيف 3 حول سوريا وفقا لورقة موسكو ، وهي شهور التموضع التركي على السجادة الإيرانية ، تمهيدا للضربات الحاسمة ضد داعش والنصرة في سوريا والعراق .
في الصيف سيندم السعوديون وربما السودان ومصر يبدأن بدفع الثمن ، فليس السيسي أقوى من مرسي الذي سقط بالفشل في سوريا وتبعيته لقطر ، ليسقط الفشل اليمني والتبعية للسعودية خلفه ، والرئيس السوداني الذي صنعت مهابته من موقعه مع حلف المقاومة مثله مثل حماس من سيحميهما من المتغيرات من زحف رياح الفوضى ، وإذا كانت حماس لفلسطينيتها وموقعها المقاوم تنال فرصة ثانية فمن سيمنح الرئيس السوداني فرصة ثانية ؟
الأهم أنه في الصيف عندما سيندم السعوديون ويلجأون لباكستان وتركيا ومسقط لحل سياسي في اليمن ، عبر المؤتمر الإسلامي ، ويبدأ التداول بالشروط ، و في المؤتمر الإسلامي سوريا حاضرة والعراق حاضر ، سيسمع السعوديون تتمة خطاب الرئيس الأميركي عن حاجة السعودية لإصلاح سياسي وثقافي شامل ، لمعالجة أسباب الخطر الذي يسببه سخط المجتمع وتنتجه ثقافة التطرف ، ويكون الموعد ربما مع ربيع قادم في الحجاز ونجد .
ربيع عربي حقيقي يبدأ من حيث الأشد إستبدادا وفسادا وتبعية .
ليس ربيعا عندما يبدأ ربيع العرب من غير السعودية .
فكيف عندما يكون إسمه ربيع وتقوده السعودية ويخصص لإستهداف سوريا أكثر بلدان العرب إستقلالا ومقاومة للإحتلال وتعبيرا عن عزتهم كرامتهم وأشد أنظمتها تعبيرا عن نبض شعوبها و حيث أكثر قادتها نزاهة وزهدا وتنسكا في الحياة ؟
2015-04-12 | عدد القراءات 4787