من سيدفع ثمن الفشل السعودي في اليمن ؟-مقدمة نشرة اخبار توب نيوز -ناصر قنديل

لم يعد ثمة نقاش  حول  مستقبل الحرب  السعودية على اليمن ، فالفشل صار ثابتا  كنتيجة ، والدلائل لم تعد تحصى ، فقد دخلت الحرب أسبوعها الثالث وليس بيد السعوديين أي إنجاز ، عدن وباب المندب والمكلا ، ثلاثة مواقع إستراتيجية دخلها الحوثيون في ظل الحرب ، والرهان على إستنهاض غير المرتزقة ومقاتلي  القاعدة وإسترداد الجيش اليمني لعباءة منصور هادي ، و تحريك  حرب  مذهبية في اليمن ، باء بالفشل ، وما بقي إلا التكرار أو الأصح الإجترار  على طريقة الجمال للأهداف التي سبق قصفها أو إرتكاب المجازر التي بدأت تجلب المزيد من الضغوط والنقمة ، بعد اسبوع ثالث  من الحرب  الفاشلة ، فلن تكون السعودية موضع دلال أكثر من إسرائيل ، التي  دفعت أثمان  مجازرها في  حروبها على لبنان ، على الأقل بتقصير المهل الممنوحة لها قبل وقف شامل للقتال يقع بينما لا إنجاز فيصير الفشل  مدويا .
يعرف السعوديون ذلك فبدأوا يتخبطون ، لذلك  حاولوا إختبار فرص الحرب  البرية على الحدود ، فكانت النتيجة العاجلة خسارة أول  موقع حدودي لهم ، فالمنارة أول  الغيث  ولا يغطي خسارتها بيان عن خسارة الحوثيين لخمسمئة شهيد  في حرب  الحدود  .
الإنتقال للفبركات الإعلامية علامة إفلاس كبرى كحال القرصنة لحساب  قناة العالم على موقع تويتر ، وترويج خبر لم يعش لساعات الصباح عن إستشهاد السيد عبد  الملك الحوثي بإحدى غارات التحالف .
الفشل يكشفه كحال المركب الغارق ، قفز الركاب  منه ، وهذا هو حال التحالف الذي غادرته باكستان الدولة الأكبر بين دول جيران إيران والحليف الموثوق لأميركا ، وما تعنيه خسارتها من خسارة لتغطية للحرب ، وما تلاها من إنسحاب خجول لتركيا بتأكيدها أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية .
الذين بقوا  في الحلف  هم توابع سعوديون ، ولن يدفعوا ثمن الفشل لا مع ولا عن السعودية ، سيعذرون لصغر حجمهم وتبعيتهم ، هذا يصح في دول الخليج ، لكن ماذا عن مصر ، وماذا عن السودان ؟
لن يحصدا إلا سواد  الوجه .
ستدخل السعودية في مأزق الخروج من الحرب ، وتبحث عن مركب  نجاة  بديلا عن مركبها الغارق ، ولن  ينتظرها احد ، صحيح يمكن أن تستمر الحرب شهورا أخرى ، لكن الصحيح أنها شهور إنجاز الإتفاق النووي الإيراني ، والبدء بتطبيع العلاقة الغربية مع إيران ، وشهور الإنتصارات على القاعدة بمسمياتها ومتفرعاتها ، وشهور التحضير لمؤتمر جنيف 3 حول سوريا وفقا لورقة موسكو ، وهي شهور التموضع التركي على السجادة الإيرانية ، تمهيدا للضربات الحاسمة ضد داعش والنصرة في سوريا والعراق .
في الصيف سيندم السعوديون وربما السودان ومصر يبدأن بدفع الثمن ، فليس السيسي أقوى من مرسي الذي سقط بالفشل في سوريا وتبعيته لقطر ، ليسقط  الفشل اليمني  والتبعية للسعودية خلفه ، والرئيس السوداني الذي صنعت مهابته من موقعه مع حلف المقاومة مثله مثل حماس من سيحميهما من المتغيرات من زحف رياح الفوضى ، وإذا كانت حماس لفلسطينيتها وموقعها المقاوم تنال فرصة ثانية فمن سيمنح الرئيس السوداني فرصة ثانية ؟
الأهم أنه في الصيف  عندما سيندم السعوديون ويلجأون لباكستان وتركيا ومسقط  لحل سياسي في اليمن ، عبر المؤتمر الإسلامي ، ويبدأ التداول بالشروط ، و في المؤتمر الإسلامي سوريا حاضرة والعراق  حاضر ، سيسمع السعوديون تتمة خطاب الرئيس الأميركي  عن حاجة السعودية لإصلاح سياسي وثقافي شامل ، لمعالجة أسباب الخطر الذي يسببه  سخط  المجتمع وتنتجه ثقافة التطرف ، ويكون الموعد ربما مع ربيع قادم في الحجاز ونجد .
ربيع عربي حقيقي يبدأ من حيث الأشد إستبدادا وفسادا وتبعية .
ليس ربيعا عندما يبدأ ربيع العرب  من غير السعودية .
فكيف  عندما  يكون إسمه ربيع وتقوده السعودية ويخصص لإستهداف سوريا أكثر بلدان العرب إستقلالا ومقاومة للإحتلال وتعبيرا عن عزتهم كرامتهم وأشد أنظمتها تعبيرا عن نبض شعوبها و حيث أكثر قادتها نزاهة وزهدا وتنسكا في الحياة  ؟

2015-04-12 | عدد القراءات 4787