كتب ناصر قنديل
لماذا نعومة العربي؟
اعلنت الجامعة العربية قبل اكثر من أسبوع في اجتماع الرباط الذي كان مخصصاً لاتخاذ العقوبات الاقتصادية بحق سورية، انها اقرت مذكرة لإرسال مراقبين إلى سورية ومنحت الحكومة السورية مهلة ثلاثة أيام لتوقيعها.
ردت سورية بإعلان الحرص على التعاون ودراسة المذكرة وارسلت في اليوم الثاني مشروع تعديلات مقترحة، وردت الجامعة ان لا تعديلات بل توضيحات.
ردت سورية بأسئلتها وقبلت التوضيحات طالبة ضمها للمذكرة، رفضت الجامعة وأعلنت العقوبات.
قالت سورية كلمتها، وفيها لاتلعبوا معنا بالنار وعقوباتكم ستكون بالاتجاهين وسورية لا تشتغل بلغة المهل والإنذارات.
أعلن أمين عام الجامعة العربية أن العقوبات يمكن عدم السير بها إذا وقعت سورية المذكرة رغم إعلان العقوبات. لم ترد سورية وقالت عودوا إلى المبادرة الاصلية، فأضافت الجامعة أنها جاهزة لإدخال تعديلات على المذكرة إذا رغبت سورية.
هذا يعني:
- ان الجامعة كانت محكومة بمهل التصعيد على سورية بمعزل عن قدرتها على السير بالعقوبات.
- ان موقف سورية الصلب وموقعها الجغرافي سيجعلان العقوبات مصدر ضرر على من يسير بها.
- ان ارتباك الجامعة صعوداً وهبوطاً تعبير عن فقدان الإرادة المستقلة من جهة وفقدان القدرة من جهة أخرى.
- ان رد الشعب السوري العفوي على عدوان الجامعة ونزول الملايين إلى الساحات اسقط هدف التصعيد وهو ضرب معنويات السوريين وقاد العرب إلى البحث عن مخرج.
- زمام المبادرة بيد سورية لفتح الباب لمبادرات أخرى بديلة للمبادرة العربية ويضيع دور الجامعة لأنها ركبت موجة التصعيد التي قرارها في مكان آخر.
- بإمكان الجامعة لو رغبت أن توقع على مبادرتها الأصلية وربما تنظر سورية بالأمر، فليطلبوا مهلة بدلاً من نعومة العربي.
2011-11-28 | عدد القراءات 1722