كتب ناصر قنديل.. العرب والسموءل .. ينشر في تشرين اليوم

حكاية السموءل في التاريخ العربي شهيرة وهي حكاية الفارس الذي نقل على صهوة حصانه لصاً أوقفه في سفره متظاهراً بالمرض، فنزل الفارس وأعانه على الصعود إلى ظهر الحصان، فلما تمكن من اللجام فرّ هارباً بالحصان.

حينها ناداه السموءل صارخاً يا أخا العرب لا تَروهِا لأحدٍ كي لا تموت المروءة عند العرب. ‏

نتذكر هذه الحكاية بحزن أمام مشهد تهديدات الجامعة العربية بالعقوبات على سورية والمهل المقطوعة للبدء بها. ‏

فقد أعلنت الجامعة أول مرة ذهابها إلى تعليق عضوية سورية قبل المهلة التي كانت قررتها للبت بمصير مبادرتها بأربعة أيام تحت شعار لا وقت ينتظر.. ‏

كما أنه منذ إقرار العقوبات والجامعة تكتشف أن هناك المزيد من الوقت وتخترع الأسباب لتقديم مهل جديدة لم تطلبها سورية.. هذا يعني: ‏

أن الجامعة ومن وراءها كانوا يركبون حصان التصعيد وفي ظنهم أنه سيغير في حال السوريين ومعنوياتهم وخياراتهم. ‏

أن الجامعة ومن وراءها كانوا يعلمون أن لا خطوة تالية للعقوبات يلجؤون إليها ولما رأوا أنها لم تحقق الهدف اخترعوا وقتاً ومهلاً. ‏

أن الجامعة ومن وراءها كسارق حصان السموءل تظاهروا بغير حالهم لسرقة حصان الشعب السوري، وهو عروبته عبر دعوته لقبول المعونة العربية، بداعي حفظ الاسم العربي، ولما تمكنوا من اللجام فروا بالحصان وسلموا اللجام للغرب أملاً بأن يغضب السوريون من عروبتهم ويلعنوها .

 ‏

لسان حال السوريين للجامعة يقول لا تعطونا المزيد من المهل وعاقبونا، كيلا تهان سمعة العرب وهيبتهم، ولا ترووها لأحد كي لا يرفض عربي معونة شقيقه العربي لأنه يخاف سلفاً أن تكون مسمومة كمعونتكم لسورية. ‏

2011-12-07 | عدد القراءات 1783