خمسة عشر يوماً تفصلنا عن مغادرة قوات الاحتلال الأميركي للعراق, ونحن نعلم أن هناك عدداً منها باق ، لكننا نعلم أن السياق الدولي والإقليمي للانسحاب هو هزيمة نكراء للاحتلال، رغم محاولات الإنكار وإشعال الحرائق لإخفاء الهزيمة وتغطيتها .
بدأ الاحتفال العراقي بالنصر من الفلوجة التي تحمل اسم فلوجة جمال عبد الناصر والتي سطرت ملاحم البطولة بوجه المحتل ، وقد شرفني قبل أيام في دمشق وفد من محافظات العراق لدعم الشعب السوري, أفرحني وجود عدد من أبطال ومناضلي الفلوجة والبصرة معاً بين صفوفه، لدعوتي للمشاركة في احتفالات النصر وإعلان بدء حملة لدعم صمود سورية بوجه العدوان الأجنبي .
موقف العراقيين يتناغم رغم الخلافات مع موقف الحكومة العراقية في كثير من النقاط، محورها أن العراق لن يكون مقراً أو ممراً للتآمر على سورية، وأن ضغط الاحتلال إلى زوال، كما أكد لي صديقي ورفيق مشروعنا المشترك لتوب نيوز العراق، المناضل منتظر الزيدي منسق المبادرة الأهلية العراقية لدعم الشعب السوري وشراء منتجات السوريين، والذي أعلن طي صفحة ما تعرض له من الحكومة العراقية تكريماً لموقفها العروبي تجاه سورية.
هذا يعني :
صحة المبادرة العراقية لإحياء المبادرة العربية بدءاً من إلغاء العقوبات والعودة لعلاقات طبيعية بين سورية والجامعة .
توقيت المبادرة وتوسع دائرة داعميها عربياً ودولياً يجعلها فرصة لتظهير التراجع الأميركي عن التصعيد .
الأهم هو موقف العراق شعباً وحكومة بدعم الاقتصاد السوري و مبادلة العقوبات التركية على سورية بعقوبات عراقية على تركيا .
أن العراق الذي كان أول ضحايا الهجوم الأميركي على المنطقة سيشكل رأس الجسر لبدء الهجوم السياسي المعاكس لحلف المقاومة مع نهاية العام.
2011-12-15 | عدد القراءات 1749