عندما تسنى لواشنطن أن تتصرف كحاكم منفرد للعالم قدمت لموسكو نموذج العلاقات الذي تتطلع إليه معها فكانت ثورات جورجيا وأوكرانيا وبعدهما الدرع الصاروخية.
عندما تتحدث واشنطن مع موسكو بلغة الدعوة للتعاون ويكون المحور فقط، حيث تواجه واشنطن مأزقاً وتحتاج غطاء روسياً، تدرك موسكو أن واشنطن تتمسكن حتى تتمكن.
الانتخابات الروسية كانت مفصلاً تنتظره القوى القائدة في روسيا الجديدة، الكنيسة الأرثوذكسية ومصانع السلاح و شركات النفط والغاز العملاقة والجيش، والتي يشكل بوتين لها جميعاً رمز القوة والعزم على العودة دولة عظمى مقررة في العالم.
وقفة بوتين الرئيس المقبل لروسيا لمواجهة الغزوة الأميركية الفاشلة وتصفية آثارها ورسم معادلات جديدة معها تبدأ من العراق رمز الهزيمة الأميركية بالتفاهم مع إيران على تعزيز القرار المستقل للعراق ودخول سوق النفط والغاز فيه بقوة .
كلام بوتين الرسمي -وهو رجل المخابرات القوي- عن قيام وحدات أميركية خاصة باغتيال العقيد معمر القذافي بداية فضائح استخبارية كثيرة ستعقّد المشهد الأميركي.. هذا يعني :
أن الدب الروسي عائد إلى المسرح بقوة .
أن استعمال الداخل الروسي كجزء من المواجهة يؤكد لموسكو طابع ما يجري في سورية.
أن الهجوم الروسي المعاكس اختار توقيتاً مناسباً هو بدء الانسحاب الأميركي من العراق.
أن الفوز في المواجهة تحكمه موازين المدى الأقرب جغرافياً وتوازنات القوى الحليفة، والعاملان لمصلحة روسيا هذه المرة.
2011-12-16 | عدد القراءات 4247