منذ إعلان المبادرة العربية وكثير من الحريصين على سورية ينصحون القيادة السورية بعدم إضاعة الفرصة وقبول المبادرة رغم التحفظات عليها .
مع الإنذارات العربية ولغة المهل كان كثير من المحبين يخافون أن تذهب سورية إلى ما هو أسوأ بسبب موقفها المبدئي ورفضها التسليم بالمس بسيادتها وكرامتها الوطنية .
حفظت سورية نصائح الأصدقاء لكنها صمدت لعنفوانها وكرامتها ومبادئها.
العقوبات العربية تحولت إلى عبء على مطلقيها, والتدويل بعد المشروع الروسي- الصيني تحول إلى فزاعة لمن يهددون به .
كنا نقول سورية صامدة ولن تثنيها التهديدات وكلما اقترب الانسحاب الأميركي من العراق سيتغير المشهد لمصلحتها وستقطف ثمار صمودها .
وضعت سورية شروطها وثبتت عندها وقالت: لا دور للجامعة العربية في الوصاية على سورية فكل شيء يتم تحت رقابة الحكومة السورية وموافقتها التفصيلية ووفقاً لصفتها السيادية كدولة مستقلة.
من هددوا وتوعدوا عادوا عن مهلهم وإنذاراتهم واستنجدوا بالعراق لوساطة حفظ ماء الوجه وقبلوا أغلب الشروط السورية لأن معلمهم في البيت البيض قبل وأعطى الإشارة إلى أنه خسر الجولة الحاسمة.
هذا يعني :
أن سورية على عتبة قطف ثمار صمودها والجماعة العربية التي ناصبتها العداء وشاركت في العدوان تدفع ثمن تآمرها .
أن الكذب بات الملح الوحيد لعراب العدوان العربي بلغة الإيحاء الإعلامي أن سورية تذعن للشروط بينما المهزوم معلوم والمنتصر واضح و من سيقرأ ما كتبوا وما وقعوا سيعرف الفرق بوضوح.
أن الحكمة والشجاعة اللتين مثلتا أسلوب الرئيس بشار الأسد شكلتا مرة أخرى بوليصة تأمين لفوز جديد لسورية في التوقيت الذكي والمحسوب لتوقيع البروتوكول بالشروط السورية ما لم يلعب الإسرائيلي في يد عربية في ربع الساعة الأخير وقد بات شريكاً في قرار بعض العرب.
2011-12-19 | عدد القراءات 1801