قبل التوقيع على البروتوكول هددوا كثيراً وقالوا: لا تعديلات وعدلوا، وقالوا: لا مجال للانتظار وانتظروا، وأمس تم التوقيع على بروتوكول معدل وبعد شهر من مهل الأربع والعشرين ساعة مكررة.
بعد التوقيع سيكذبون، وسيحاولون تحويل مهمة المراقبين والإعلام إلى مصدر لتغيير التوازنات السورية الداخلية بعدما يئسوا من التغييرات الوافدة من الخارج وتأكدوا أن القلاع لا تسقط إلا من الداخل .
سيستمر الفجور الإعلامي وسيحاولون تظهير صورة تناسب مشروعهم، وسيراهنون على توفير مناخ يشجع على توسيع رقعة الحراك التابع لمعارضتهم التي يمثلها مجلس إسطنبول، ويحاولون جعل تخفيف الحضور الأمني مدخلاً لتنشيط الوجود المسلح للقوى التي يمولها ويحركها مشروع تركيا وقطر .
لكن بعد التوقيع، سيكون أي سلاح غير شرعي معرضاً للسحق بقوة نص البروتوكول، والتجاهل الإعلامي لتظهير ميزان الشارع السوري الحقيقي سيكون شبه مستحيل .
هذا يعني :
أن ما بعد الانسحاب الأميركي من العراق يتبدل الكثير من المشهد الإقليمي وجماعة الاحتلال في الداخل والخارج يدفعون ثمن التبدل .
أن الشعب السوري المقاوم ونخبه أمام إعلان الاستنفار والتعبئة في كل الساحات للحضور اليومي، وإيصال الرسائل القوية المعبرة عن إرادة السوريين غير المزورة .
أن المحافظات المسروقة ستعود مسرحاً للتنافس الشعبي الحر والمحافظات التي حمت ساحاتها من اختراقات قطر وإسطنبول سيكون صوتها مسموعاً والكلمة الفصل ستبقى لحلب والساحل ودمشق .
شهران يستمر فيهما الصراع بطرق أخرى وستربحه سورية كما ربحت الأشهر الماضية .
2011-12-20 | عدد القراءات 1812