كتب ناصر قنديل.. هل سيناريو التصعيد وارد ؟ .. ينشر في صحيفة تشرين السورية اليوم ..

تتداول بعض الأوساط فرضية أن يكون إرسال المراقبين العرب بعد توقيع البروتوكول بداية لمرحلة جديدة من التصعيد ضد سورية.

يستند أنصار هذا السيناريو إلى عدم تغير النيات العدوانية للأطراف المتورطة بالعدوان على سورية من البوابة العربية، وإلى ما سيوفره وجود المراقبين من فرصة لتحميل سورية في عدة مناسبات مسؤولية فشل مهمة الجامعة العربية ومن ثم الذهاب إلى التدويل وصولاً إلى تكرار السيناريو الليبي .

 

كما يستند هؤلاء إلى ما سيوفره وجود المراقبين من فرص للمعارضة التي تنضوي وراء مجلس إسطنبول للتحرك العلني في ساحات ومواقع كانت تخشى الظهور فيها وإمكانية الذهاب لتكرار نموذج بنغازي .

بالمقابل يتجاهل هؤلاء حقيقة أن الذي فرض على الجامعة إعادة فتح ملف خطتها بعد المهل المنتهية والممددة ليس كرم الأخلاق ولا حسن النيات، بل حقيقة فقدان الخطوة التالية للقطيعة والعقوبات سواء كانت العمل العسكري أم العقوبات الدولية المشددة من بوابة مجلس الأمن أي الطريق المسدود أمام السيناريو الليبي، والمثال الواضح هو عدم تجرؤ أي من شركاء العدوان عرباً وغرباً على تسليم سفارة سورية واحدة لمجلس إسطنبول رغم الوعود المتكررة ورغم كونها الخطوة الوحيدة التي يملكونها من خطوات السيناريو الليبي.

هذا يعني : ‏

- أن المعركة المقبلة هي معركة اختفاء المسلحين لإسقاط الرواية السورية عن التخريب والإرهاب وهذا كسب لاستقرار الأمن وإتاحة لأسر الشهداء وضحايا الإرهاب لتقديم وثائقهم وروايتهم, أو تصعيدهم وهذا يعني إثبات الرواية السورية ومنح الدولة شرعية سحقهم .

- أن المعركة المقبلة هي معركة الظهور في الساحات وقد أثبتت الأشهر الماضية انحياز أغلبية كاسحة من السوريين إلى قيادتهم بوجه العدوان لكنها حرمت الحضور في الإعلام ولن يكون تجاهلها ممكناً مع وجود الفضائيات على أرض سورية بشرط نقل المعلومات بقدر من التوازن.

2011-12-22 | عدد القراءات 1884