عبر التاريخ كانت العشائر الكردية تنتشر في جبال ممتدة في الجغرافيا المشتركة بدولتي العراق وتركيا الحاليتين، وكانت الهجرات المتتالية بسبب قساوة الطبيعة وشراكة المصير مع شعوب المنطقة عبر مئات السنين توسع انتشارها باتجاه كل من سورية وإيران.
المسألة الكردية والكثافة السكانية الكردية موجودتان بين العراق وتركيا، والملاذ الآمن للمهاجرين من الظلم والجور وخصوصاً في زمن العنصرية الانكشارية كان سورية وإيران، وتجدد دور الملجأ الحاضن لسورية وإيران في العقود الماضية لمهجري العراق وتركيا من الأكراد بقوة الحماية السياسية.
في إيران بعد الثورة لم يعد للدولة هوية قومية ونالت القوميات المكونة للجمهورية الإسلامية حقوقاً ثقافية وشراكة سياسية واسعة، وفي سورية كانت قضية الأكراد التطلع لنيل حق المواطنة وليس حفظ الخصوصية، وقد أنجز الأساسي والباقي على الطريق، وفي العراق شكل النظام الجديد بصيغته الفدرالية المتلازمة مع هوية أغلبيته العربية كإطار للهوية تلبية لتطلع الأكراد نحو خصوصية ضمن الوحدة ترجمها رئيس دولة كردي هو زعيمهم التاريخي جلال الطالباني.
هذا يعني:
1- أن المسألة الكردية باتت محصورة بمستقبل تعامل الدولة التركية مع الأكراد.
2- أن ما تعرض له أكراد تركيا مع حزب أردوغان من عنصرية آخرها مجزرة أمس تجاوز مجازر الانكشارية.
3- أن العدائية التركية لجيرانها في العراق وسورية وإيران تشكل فرصة لأكراد هذه الدول للتعبير عن تضامنهم مع أشقائهم في تركيا.
4- أن مستقبل المسألة الكردية في تركيا لا يتسع لحلول الترقيع بل سيكون النموذج العراقي الفدرالي سبيل الاستقرار الوحيد.
5- أن ما قاله حزب أردوغان عن القتل في سورية يكشف النفاق فيه عبر حرب الإبادة التي يشنها حزبه على جزء مكون من الشعوب التي تتشكل منها تركيا المعاصرة.
2011-12-30 | عدد القراءات 1871