من تابع خطاب المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري خلال ليلة ما قبل سقوط بابا عمرو بقبضة الجيش العربي السوري سمع معزوفات من عيار هي ستالينغراد التي ستغير وجهة المعركة مع النظام ، ولن يدخلوأ إلا على جثثنا ، سنخوض مواجهة القرن ، و قبلها بأسابيع وشهور كانت الرستن قلعة القلاع وكانت الزبداني بنغازي سوريا ، و على ضفة حال النظام والجيش وقدرته على شن هجوم كان خطاب جناحي المعارضة متطابقا ، الجيش يتلاشى تحت ضربات الإنشقاقات و أعجز من أن يخوض مواجهة والمنشقون على بعد أمتار من القصر الجمهوري وما على الرئيس إلا جمع اغراضه قبل وصولهم ، وكذلك الجيش مجموعة مرتزقة بلا قضية ومجموعة مقهورين ينتظرون بفارغ الصبر لحظة الإنضمام للمعارضة و يتواصلون معها لتأمين طريق الإنشقاق ، وكل ذلك للقول لا قدرة للنظام على شن هجوم ،وفي السياسة منذ شهور وقادة المعارضة يقولون فلترفع الجامعة العربية يدها عن القضية السورية وتحيلها إلى مجلس الأمن وينتهي كل شيئ ،ولما أحيل الملف وسقطت مشاريع القرارات بالضربة القاضية للفيتو الروسي والصيني أجاب قادة المعارضة بجناحيها لا تخافوا نحن توقعنا ذلك فالطريق إلى مؤتمر اصدقاء سوريا يجب ان يمر بمجلس الأمن وفشله ليصبح مبررا تشكيل تحالف دولي من خارجه داعم للمعارضة ، ولما خرج مؤتمر تونس بخفي حنين قالوا الطريق إلى التلسيح والتمويل مفتوح ولما لم يبق في الميدان إلا حديدان السعودي وحميدان القطري سقطت بابا عمرو فقالوا أنشأنا مكتب عسكري وتقاتلوا من يقبض الأموال وإنشقوا وتقسموا وقالوا إنسحاب تكتيكي .
المعارضة السورية مكون من أشد الأنظمة العربية تخلفا وتفاهة تذكرنا بما قبل وما بعد حرب 67 والإنتصارات الكاذبة والإنسحابات التكتيكية وخطاب بعض المنظمات الفلسطينية في زمن البيانات المدبجة عن إنتصارات وهمية وحفظ الرأس ويبدو ان الجميع بات يدرك قرب نهايتها بما في ذلك اصحابها فإرتضوا جمع الأموال بديلا من تحقيق النصر وفهم اصحاب المال فدفعوا وأبرأوا ذمتهم .
2012-03-02 | عدد القراءات 1714