هيلاري وأوغلو وسماحة
إجتماع القطبين الرئيسيين للحرب على سوريا واشنطن وأنقرة ليس أمرا عاديا لأن باقي الجوقة تتلقى الأوامر فمصدر الخطة أميركي وقوة التنفيذ الرئيسية تركية.
ما هو الموضوع؟
الرهان على جعل حلب بنغازي يتهاوى بسرعة في ظل عمليات الجيش العربي السوري السريعة والفعالة.
الرهان على حكومة منفى تعطى إعترافا بشرعيتها وتسلم السفارات دون رؤيا تقول بفرضية تقدمها العسكري نحو دمشق يعني تغطية لدولة طالبانية على الحدود التركية السورية يتنقل رجالها عبر مساحة أوروبا بداعي الجهاد في سوريا لكن عينهم ستكون داخل اوروبا.
الرهان على فلتان حدودي تركي مع سوريا يعني فتح الحدود ذهابا وإيابا فتذاكر الذهاب محجوزة للقاعدة وتذاكر الإياب محجوزة لحزب العمال الكردستاني.
الرهان على تصعيد تركي مباشر يمهد للتورط يعطي سوريا فرصة إعتبار السلوك التركي إعلان حرب ومثلما تعيش حلب ودمشق حالة الحرب ستنتقل الحالة تدريجا إلى أنقرة الهادئة وإسطمبول الهانئة.
الرهان على إعلان منطقة حظر جوي يستدعي إستقدام أسراب طيران تغطي المنطقة جاهزة لتلقي صواريخ الدفاع الجوي الروسية المتطورة وتستدعي إستهداف منصات الصواريخ وتلقي صواريخ أرض أرض مقابل ذلك في اكثر من عاصمة إقليمية ودولية.
إذن ما الحل؟
الحل بمزيد من مال الخليج لنقل المواجهة إلى حدود اخرى تبرر إجراءات أقل وترتب حرجا أقل وتسمح بإستنزاف اطول.
لبنان والأردن يجب تسخينهما أكثر.
قرر الأميركي والتركي نقل اللعبة إلى لبنان والأردن.
بدأ التسخين اللبناني وسيبدو قريبا التسخين ألأردني ويواكبهما العراق.
جولة حدودية لا تشكل خطرا عسكريا على سوريا لكنها جولة حرب المخابرات لإحداث الشروخ والفتن وتعميم الفوضى في الجوار كما نصح كيسينجر بهدم حدود الأزمة والفوضى بين سوريا والعراق والأردن ولبنان ليصبح ممكنا رسم الخريطة الجديدة.
ضعضعة النظام في الأردن وصولا لإسقاطه وسقوط الحكومة في لبنان سيكونان حدثان كبيران يخلطان الأوراق والضغط الأمني والسياسي في العراق.
المقدمات جاهزة فالإسلاميون في الأردن وأغلبهم مناصر لحماس مستعدون للمقايضة في الأردن بين الإنقلاب على النظام والتهدئة مع إسرائيل والتقسيميون في لبنان من جنبلاط إلى جعجع جاهزون لمقايضة الفوضى بوعد الدويلات وفي العراق لعبة تناقضات حكومية وسياسية ومخزون امني كاف للعبث.
من هنا تبدأ حكاية توقيف ميشال سماحة.
2012-08-12 | عدد القراءات 2168