الإبراهيمي
في تسلسل الأحداث التي تتكون منها روزنامة الحرب على سوريا كانت مهمة المراقبين العرب التي يراد منهم أن يكونوا غطاءا لها هي توفير الفرصة لسيطرة أطراف مجلس إسطمبول ومن يساندهم مالا وإعلاما على الساحات الكبرى في المدن الكبرى خصوصا في دمشق وحلب ولذلك كانت تسمية أول جمعة بعد قدومهم جمعة الزحف إلى الساحات.
في عنوان المهمة كان تهدئة العنف وصولا إلى بلورة شروط حوار ورد في مبادرة الجامعة العربية لكن الأداء العربي كله كان منصبا على تحطيم معنويات الدولة السورية بنظر شعبها والإيحاء أنها زائلة لتسهيل الإنضمام الإفتراضي إلى مشروع إسقاطها.
فشلت المهمة وصدق رؤساء الفريق أن مهمتهم تحديد طبيعة المسؤولية عن العنف فكتبوا تقريرهم الذي مزقه القيمون على المهمة والمبادرة وبقي مئات آلاف السوريين يخرجون إلى الشوارع دفاعا عن دولتهم.
جاءت مهمة المراقبين الدوليين وكوفي عنان وكان مرادا لها أن تنتج غطاءا لخروج المدن من تحت عباءة الدولة عسكريا بعدما وفرت مهمة المراقبين فرصة جيدة للإفراج عن مسلحين معتقلين وتزودهم بالسلاح وتهيأت عبر الحدود فرص أقوى للتهريب والإسناد.
فشلت المهمة بضربات الجيش العربي السوري المفاجئة بزخمها وحسمها في بابا عمرو ودمشق وتفاجئ في حلب.
جاءت مهمة الأخضر الإبراهيمي لتكون غطاءا لولادة شريط حدودي تسيطر عليه الميليشيات التركية الخليجية بدعم دولي عسكري ومخابراتي وتمويل خليجي مفتوح وإستحضار لكل بقايا القاعدة لتكون واحدة من حدود سوريا مع لبنان والأردن وتركيا شبيها بأفغانستان أو الصومال لذلك بدأت المهمة بمحاولة تكريس وصف الحرب الأهلية لتبرير مساعي نشر مراقبي هدنة بين حدود الدولة السورية وشريط الإحتلال الذي لا يختلف بشيئ عن الشريط الذي بناه سعد حداد وانطوان لحد على حدود لبنان الجنوبية.
هي الحلقة العسكرية الأخيرة ترافقها كل أشكال الحرب النفسية عن التدخل الخارجي كما رافقت ما قبلها فرضيات كاذبة لتكرار النموذج الليبي.
سيسقط الجيش والشعب في سوريا الحلقة الجديدة وعلى الإبراهيمي ان يعرف كيف لا يسقط.
2012-08-21 | عدد القراءات 1835