كتب ناصر قنديل... شمال لبنان

 

شمال لبنان

 

التفجير المتكرر للاشتباكات في شمال لبنان بعد التنامي المتصاعد لتواجد مجموعات من الميليشيات التركية الخليجية والتجمعات التابعة للقاعدة وقواعد ما يسمى بالجيش الحر هناك يتقاطع مع المعلومات والتقارير حول الدور المرسوم لشمال لبنان في الحرب على سوريا .

تقاطعت زيارات كل من داوود اوغلو وجيفري فيلتمان وجو بايدن عند نقطة واحدة هي ضرورة التحضير لجعل شمال لبنان المنطقة العازلة الوحيدة الواقعية كملاذ آمن للمسلحين المنخرطين في الحرب على سوريا .

تنطلق الفرضية من الحاجة لبلد ضعيف يطلب الحماية الدولية مما يسميه خطر التدخلات العسكرية السورية ويحرج طلبه حلفاء سوريا في مجلس الأمن أي روسيا والصين وقضية ميشال سماحة هي واحدة من المداخل المصنعة لهذا الغرض وزعل ميشال سليمان مقدمة اخرى ايضا ، إذن ليست تركيا هي المؤهلة والخيار هو لبنان اليوم وقد يكون الأردن غدا  ، فيجري العمل لقرار دولي بنشر وحدات عسكرية أممية على الحدود وفي عمق كاف لبنانيا وتحديد منطقة حظر جوي وبري على الجيش العربي السوري داخل حدود سوريا وتقوم المنطقة الخاصرة المطلوبة للتصعيد ضد سوريا.

البداية يمكن أن تكون أقل إذا ترددت رئاسة سليمان وميقاتي بالطلب الصريح للحماية الدولية فيتم طلب نشر وحدات من اليونيفيل على الحدود تحت مسمى منع التداخل القتالي بين البلدين أي بداعي النأي بالنفس نظريا فالعنوان يكون محرجا لسوريا نفسها بالقول ان الجيش اللبناني غير قادر على منع تحركات المسلحين المعارضين ولا على منع الجيش العربي السوري من العبور من والى لبنان ويطلب نشر وحدات دولية على حدوده مع سوريا بذريعة تطبيق النأي بالنفس عن الاحداث السورية ،  وعندها يراهن على التطبيق ان يستدرج  قرارات تعميق شريط الانتشار بالاتجاهين وجعله منطقة حظر بداعي تمكين الوحدات الدولية من توفير شروط نجاح مهمتها وحماية حركتها فيصير ال1701 بنسخته الاصلية اي قوات متعددة جنسيات وفقا للفصل السابع مطبقا بلا ضجيج ويسقط البقاع والشمال بالتدويل ويقطع شريان الوصل للمقاومة حكما .

ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط يتشاورون في خيار الأولوية بين هذا القرار وإسقاط الحكومة ولذلك يتاخرون باسقاطها .

تفجيرات الشمال ستستمر حتى ينضج أحد القرارين .

ماذا ينتظر أهل المقاومة والدفاع عن سوريا لإسقاط الحكومة منعا للعبث بالقرار الرسمي ؟

وعندما تأتي حكومة باغلبية معادية صدقوني سيكون قتالها اهون .

2012-08-23 | عدد القراءات 1937