كتب ناصر قنديل... النسخة المريضة

 

النسخة المريضة

 

معارك طرابلس يجب أن تنتهي بإعلان منطقة صافية طائفيا وعسكريا كما يقول قادة التيارات التكفيرية الذين يقودود التفجير هناك وينظرون للجيش اللبناني كعدو لهم بينما يتملق لهم قادة السياسة في المدينة من رئيس الحكومة وصولا إلى تيار المستقبل .

القرار الميداني لجماعات التكفير والقرار المالي بيدها والقضية التي تجري التعبئة تحت لوائها عصبية مذهبية تطهيرية تجاهر بغقامة إمارة للسنة لا مكان فيها لسنة الإعتدال قبل تطهيرها من العلويين والمسيحيين .

عمر بكري واحمد الأسير متفقان على إنشاء جيش السنة وأبلغا كل المجموعات السياسية الإسلامية أن من لا ينضم تحت لوائهما سيلقى التاديب المناسب .

يقارن الشيخان ما يطلبونه بما فعله آل المقداد متجاهلين أنه لولا قضية المخطوفين التي صارت مظلومية لما تجرأ آل المقداد ولما تعاطف الناس معهم من طائفتهم وخارجها .

لا ينتبه هؤلاء إلى أن الشيئ الإستثنائي الذي يحدث في الطائفة الشيعية القائمة تاريخيا على التعدد السياسي لا تفسره العصبية المذهبية ولا المرجعيات الدينية بل وجود قضية توحد ولا تفرق وهي مقاومة إسرائيل .

القضية التي يحمل لواءها الشيخان تقسم الطائفة السنية ولن توحدها وهي قضية إستبدال العداء لإسرائيل بالعداء لسوريا .

سبقهم الحريري إلى ذلك وإنتهى متسولا إفطارا في قصر المهاجرين .

السنة اللبنانيون أولا معتدلون وثانيا عروبيون وثالثا لا يتحملون إمرة السعودي إلا في باب رزقهم عندما يكونون يسعون وراء لقمة العيش خارج بلادهم .

المنطقة العازلة او الامارة العتيدة ستفشل ولو فعلوا ما فعله بشير الجميل لتوحيد البندقية المسيحية بقتل كل مناوئيه في الثمانينات قبيل الغزو الصهيوني للبنان .

 

2012-08-25 | عدد القراءات 2013