ميرسي والجعفري
كمية الغضب التي شحنت بها نفوس السوريين ومحبي سوريا لدى سماع كلمة محمد مرسي في طهران تكفل بإفراغها وإستبدالها شحنة عز وفرح كلام بشار الجعفري في نيويورك.
تحدث مرسي عن ثورة شعب في سوريا وعن اسقاط النظام بعد مرور ستة شهور على صعوده منابر الخطابة مرشحا ورئيسا صمت خلالها كإنتهازي محترف عن ذكر سوريا وموقفه من أزمتها، وكل ما قاله كان تهربا من كلام يقوله شركاؤه في إعلان الحرب على سوريا، لأنه يعرف من غرفة عمليات الأخوان أنها حرب خاسرة.
كان يطلب مرسي أن يجري إقرار المنطقة العازلة والحظر الجوي كي يرفع صوته شريكا في الحرب، فكانت وديعة الملياري دولار القطرية وتسهيل تخلصه من قادة الجيش المناوئين ثمنا بديلا للإنتقال.
إبتلع مرسي وهم الزعامة بما قاله، وطعم الظن أنه سيكون وسيطا في الحل السياسي إذا قبلته قوى الحرب ممثلا لها، في مقابل إيران كممثل لحلف دعم سوريا ومساندتها.
لن يغير كلام مرسي شيئا في موازين المواجهة فجماعته متورطة في الحرب بكل ما تملك دون إعلان.
كما أعلنت البحرين الحرب على ألمانيا قبل وقف النار في الحرب العالمية الثانية يعلن مرسي الحرب على سوريا.
وقف بشار الجعفري في مجلس الأمن بكشف حساب، مزودا بجعبة من الوقائع، ما قاله الوزير الفرنسي عن تزويد قطر والسعودية للمسلحين بالمال والسلاح، وما كتبته الصحافة الأالمانية عن تحضير لتهجير مسيحيي سوريا الى المانيا وهي تتحدث عن ثورة مدنية وعلمانية، وما نشرته الصحافة التركية عن وحوش التطرف و الذبح الذين تستضيفهم حكومة اردوغان، وأسماء أكثر من مئة ارهابي قتلوا في حلب على يد الجيش العربي السوري من كل بلاد العالم، وعادات الديمقراطية المغربية من تقبيل يد الملك والسجود أمامه، إلى سجل سوريا في إستضافة أشقائها النازحين بالملايين دون ان تطلب معونة ودعما أو تحمل منة وجميلا، مقابل التجارة السياسية والمالية للذين جاؤوا يحملون السنتهم الطويلة وحقائبهم الفارغة يتباكون على آلاف فقط من السوريين لجأوا إليهم في المحنة فتحولوا رهائن لتجارتهم.
الرجال تقاس بمدى اصابع تفصل الدماغ عن اللسان.
كم هورجل رفيع المقال بشار الجعفري وكم هو وضيع بين الرجال محمد ميرسي.
2012-08-31 | عدد القراءات 1785