كتب ناصر قنديل.. عنان والإبراهيمي

عنان والإبراهيمي

 

ينتمي كوفي عنان ونبيل العربي وبان كي مون والأخضر الإبراهيمي إلى مدرسة ديبلوماسية واحدة قوامها ان المشاريع المرسومة من واشنطن قدر لايرد ، وأن مقاومتها إنتحار ، وأن مهمة المساعي الديبلوماسية هي إقناع القادة والشعوب التي تشق عصا الطاعة على الغطرسة الأميركية بتفادي الضرر الأكبر بقبول الضرر الأصغر .

الديبلوماسية عندهم هي تنفيذ المشيئة الأميركية من دون تحديها فهذا من جهة يخفف الخسائر ومن جهة ثانية يحفظ هياكل الدولة ومن جهة ثالثة ربما يمكن تخفيف شروط الإستسلام من الإذلال إلى حفظ ماء الوجه .

 يصدق أهل هذه المدرسة أنهم يجلبون الخير للشعوب بمساعيهم ويخففون معاناتها لأنهم يعطونها خبرتهم في كيفية التسليم بالمشيئة الأميركية بنعومة ولياقة ، وإيجاد المخارج المشرفة للهزيمة ، وخبرتهم علمتهم البحث عن ممول المهمة لهم ولحاشيتهم وهو غالبا الحاكم الخليجي .

تناوب ثلاثة من هؤلاء على سوريا وفي جعبتهم شيئ واحد وهو سحب الجيش وآلياته لتمكين المسلحين من نصف سوريا ليصبح ممكنا صياغة الحل التفاوضي الذي يقوم على إسقاط الرئيس بشار الأسد بمسمى التنحي .

فشلوا رغم كل الدعم الذي قدم لجماعات التخريب في سوريا وتسليط الإعلام والفتاوى وفتح الحدود .

اليوم يتحدثون عن الفشل لكنهم يقولون أن الأمل موجود أمام فرص الحل السياسي فقد تغير شيئان :

-          الأول أن روسيا وإيران والصين قوى فاعلة لا يمكن تجاهلها وتبدو كمن صار بيده القدر بدلا من أميركا عندما يتصل الأمر بمستقبل الجغرافيا السياسية في غرب آسيا .

-         الثاني أن واشنطن ومن جمعتهم وشغلتهم في هذه الأزمة صاروا بحاجة لمخرج مشرف من الهزيمة ، فصار للمهمة الديبلوماسية النبيلة والإنسانية ممول أشد سخاءا ومبرر أشد وجاهة ، ويستذكرون كيف بدات حرب تموز 2006 بوفود تزور لبنان وتدعي الحرص على المقاومة لإقناعها بمخرج مشرف لتسليم  سلاحها وكيف إنتهت الحرب بديبلوماسية القبول بشروط المقاومة والبحث عن مخرج مشرف لإسرائيل .

يستوفدون رابعهم الأخضر الإبراهيمي في هذه اللحظة وتسقط البنود الست ومعها المطالبة بسحب الجيش وتسقط مبادرة الجامعة العربية ووصفة جنيف وضمنها شرط إسقاط الرئيس الأسد ويسقط التلويح بالفصل السابع والتدخل العسكري ، ويكلفونه بالمخرج  المشرف لهزيمتهم وليس لهزيمة سوريا هذه المرة .

ليس الإبراهيمي أشد ذكاء من عنان ولا أكثر قربا منه لسوريا .

نصر سوريا هو الذي يغير المهمة .

نقترب من نهاية الحرب فإعدوا بيارق النصر .

دوننا أشهر صمود ومواجهة لكن الضوء بائن في آخر الطريق .

 

2012-09-03 | عدد القراءات 1967