كتب ناصر قنديل.. عمليات ناجحة ومشروع فاشل

عمليات ناجحة ومشروع فاشل

 

ليس مورد الحديث هنا هو حجم التحالف الدولي الإقليمي العربي المالي والتسليحي والإعلامي والديبلوماسي المستنفر للنيل من سوريا .

 

ولا مورد الحديث هو أسطورة الصمود السوري ومعجزة النصر الذي يقترب موعد إعلانه .

 

ما سنقف أمامه يتصل بحجم المعارك التي أدارتها الفرق العسكرية والأمنية المرصودة للعمل داخل سوريا وقدراتها في مجالات التخطيط التكتيكي للعمليات والنجاح في تنفيذها والنتائج التي تترتب عليها .

في العمليات العسكرية يكفي حجم الأنفاق المكتشفة في بابا عمرو والتي لا تزال تتوالى فصولا فيها وفي غيرها ومعنى السيطرة على مدينة حمص لشهور ويكفي النجاح في السيطرة على أحياء أساسية من مدينة حلب بعد إحكام السيطرة لشهور على ريف حلب وريف إدلب والطرق المؤدية إلى تركيا .

 

في العمليات الأمنية تكفي عمليتان الأولى تفجير مكتب الأمن القومي وما تلاه من هجمات سريعة لقدرات تسليحية وبشرية في أحياء عديدة من العاصمة ومناطق مختلفة من ريفها وضواحيها والثانية التفجيرات الدقيقة في مبنى الأركان وما أعقبها من هجوم منسق من الداخل والخارج .

 

الحصيلة لمجهود تنفق لأجله سنوات ومليارات وغير قابل للإعادة هو صفر .

لا تغيير في المعادلات .

موت وخراب فقط .

إنسحاب تكتيكي بعد خراب البصرة .

الناس والبلاد حقل تجارب لإعلان الهزيمة لمشروع ينتحر فقط ليصبح خبرا عاجلا على الفضائيات .

لو كانت لهذا المشروع حضانة شعبية لكانت واحدة من عملياته الناجحة والمحكمة كافية لتغيير المعادلة .

لو يوفر أصحاب المشروع على السوريين دما وخرابا ويعلنون الإنسحاب الإستراتيجي .

سوريا ليست ليمونة لتعصر وليست نخلة يابسة لتكسر .

السنديان يتمايل ولا يقع لأن جذوره عميقة في الصخر والتراب . 

2012-09-27 | عدد القراءات 1860