الجريمة الأصلية إسمها ثورة

 

الجريمة الأصلية إسمها ثورة

 

تسمية الأحداث في سوريا بثورة إنطلق من إستثمار إستغلالي لما جرى في البلاد العربية الأخرى لمنح الأنشطة المعارضة للدولة السورية قوة دفع أخلاقية وتشجيع السوريين الذين يشبهون كل الشعوب برغبتهم بالتغيير ورأوا سهولة إنجازه عند غيرهم للمزيد من الحماسة وقد قدمت لهم هذه الصورة الوردية سواء عبر الإعلام أو الفتاوى أو الخطاب السياسيى لقيادات المعارضة للإنضمام إلى ساحات المواجهة مع الدولة بكل أشكالها .

لم يصارح أحد السوريين بأن وصفته للمسمى ثورة هي ما شهدته سوريا منذ سنة ونصف فقد جرى توريط الذين زج بهم في أتون هذه المحرقة بوهم أن القضية هي بسهولة ما جرى في تونس ومصر بينما كان ممكنا للمصارحة أن تحول المسمى ثورة إلى محظور خطير يقف عند حدود حركة إصلاحية سلمية ذات مطالب متدرجة وواقعية لو أدرك السوريون سلفا السيناريو الذي يعيشونه الآن .

اليوم سوريا تخسر سلمها الأهلي والسوريون يخسرون أملاكهم وأرزاقهم وأمنهم وربما يهاجرون من بلدهم ويستقرون في المهاجر فيخسرون وطنهم .

اليوم يقتل السوريون مجانا بعدما سلم الذين دعوهم للثورة البلاد لمجموعات التكفير والتفجير والذبح الحلال وسلموا مصيرها لحكام عرب يعرف السوريون أنهم في كل المقاييس دون أبسط السوريين تعبيرا عن قيم الحرية والديمقراطية ولحكام أجانب يعرف السوريون أنهم يتربصون ببلدهم منذ زمان .

وضع السوريون اليوم في مرحلة العجز عن الـتأثير في منع المحرقة عن بلدهم بعدما أستخدم كثير منهم لإشعالها وهو يصدق أنه ذاهب إلى ثورة نبيلة بنبل ما كان يختزن من رغبة بالأفضل.

هول الجرائم الذي شهدته سوريا في الأيام التي مضت لتقديم اوراق الإعتماد للمشاركة في مؤتمر الدوحة للمعارضة حيث المقاعد الأكثر لمن يقتل أكثر يقول شيئا واحدا أنه مهما كانت أسباب البعض ليكون معارضا وجيهة فإن التاريخ لن يرحم الذين مارسوا الغباء أو الحقد أو العمالة حتى قالوا للسوريين تعالوا إلى نزهة صارت جريمة العصر وإسمها ثورة .

فوز أوباما توقعناه مبكرا وقلنا لماذا ؟سنكتب عنه لكن واضح لنا أنه ترجمة لقرار إستبعاد التورط الأميركي في الحروب وإستبعاد جنون بوش آخر إسمه رومني .

حسبها الأميركيون نحافظ على السيئ منعا لبلوغ الأسوأ ، لو فعل المغرومون بنموذج اميركا من قادة المعارضة ذلك لجنبوا السوريين هذه المحرقة الأسوأ بالتأكيد من اي واقع كان قائما قبلها مهما كان سيئا .

2012-11-07 | عدد القراءات 1894