كتب ناصر قنديل

14 و8 آذار في دول المنطقة

في لبنان كان الإنقسام حول خيارات الصراع العربي الإسرائيلي بين 8 و14 آذار رغم كل محاولات 14 اذار لتقديم اطروحات تغطي وظيفتها الأساسية وهي نزع سلاح المقاومة وفك التحالف الجيوسياسي اللبناني السوري الذي شكل ركيزة قوة المقاومة .

فشلت محاولة تصدير 8 و14 على أساس طائفي الى سوريا عام 2005 بقوة دماء الرئيس رفيق الحريري لكنها نجحت على إيقاع الربيع العربي لتنشأ تحالفات وتكتلات تقود المعارضة للدولة السورية بشعارات وتحالفات وأهداف ليس خافيا تشبهها وتحالفها وحصولها على الدعم من 14 آذار .

في إيران تشكلت 14 آذار بشعارات إصلاحية لكنها لم تلبث أن كشفت موقعها من الصراع مع إسرائيل بالدعوة لوقف دعم المقاومات في المنطقة وقبول أمبراطورية فارسية بلا دور في قضية فلسطين .

ظن البعض أن دول الربيع العربي تستطيع أن تنتقل بشرعية الثورات إلى 14 بهدوء دون الإنقسام وجاءت حرب غزة لتكشف حقيقة موقف السلطات الجديدة من إسرائيل فإندلع الإنقسام و انفجرت مصر تحت شعار مواجهة الديكتاتورية لكن النبض لا يخفي شبهة 8 و14 خصوصا لجهة تمسك جماعة 14 في البلاد العربية بدعم نظام الاخوان كونه عصب مشروعهم في المنطقة .

غزة نفسها بتحولات حماس تعيش الحالة والمناخ والتموضع على خيار 14 آذار وتخضع لإختبار القدرة على تحمل زيارة القوات اللبنانية ضمن وفد 14 آذار ومشهد انطوان زهرا كرمز لجهة نفذت مجازر صبرا وشاتيلا .

الحراك يكمل دورته و14 اذار اللبنانية تضيع في تشوش الصورة فكيف تكون مع السلاح في غزة وضده في لبنان وكيف تكون مع ما سمي انقلاب على الشرعية في غزة وتتهم خصمها اللبناني بهذه  التهمة .

14 اذار حركة سياسية عابرة للطوائف والدول و8 ايضا والبوصلة اسرائيل والموقف منها ومن سلاح المقاومة بوجهها .

لم تكتمل معالم الفرز بعد فكثير من جماعة 14 يحملون السلاح كحال حماس ولم يكملوا تموضعهم وكثير من جماعة 8 الجدد لم يجاهروا بموقفهم من المقاومة بقوة بعد والمخاض مستمر حتى يكتمل الفرز .

المخاض مصري أولا واخيرا .

2012-11-28 | عدد القراءات 1886