كتب ناصر قنديل - هل أستطيع زيارة غزة

 

 

هل أستطيع زيارة غزة؟

 

ليست العداوات دائمة ولا الصداقات دائمة هذا معلوم ، ويمكن لزيارة وفد من 14 اذار الى غزة ان تندرج في هذا السياق وهنا لا اناقش سياقها اللبناني فله نقاش لاحق بل من زاويتها الفلسطينية التي ارتبطت دائما من الزاويتين الاخلاقية والنفسية بمجزرة صبرا وشاتيلا ولأن غزة ليست منشاة سياحية وحماس ليست مكتبا سياحيا فهناك سياسة .

ما هي السياسة التي تملي على حماس وبهذه السرعة كسر جليد يزيد عمره عن ربع قرن وما هو الكنز الذي يحمله زهرا الى غزة ؟

اذا كان الامر تحويل زيارة غزة الى امر طبيعي وكسر الحصار السياسي فالسؤال لماذا لم ترحب حماس بطلب الزيارة وتقترح على المنظمين ان تكون زيارة لبنانية موحدة على نمط مشاركتهم في احتفالات تنصيب البطريرك الراعي في روما فتكون بالتعاون بين 14 و8 ويفتح الباب للراغبين و يذهب وفد من مئة شخصية لبنانية يمثل مختلف المكونات السياسية والدينية ومختلف مستويات الشخصيات الحزبية والنيابية والمرجعيات الدينية وكان بالتأكيد أهم واقوى كرسالة لبنانية وإعلامية وديبلوماسية لصالح كسر الحصار عن غزة واعلان التضامن مع مظلوميتها وصمودها والاعتزاز بنصرها ؟

كان بمستطاع حماس مثلا ان تقول لتكن زيارة نيابية موحدة من الكتل النيابية او زيارة مختلطة وزارية نيابية او زيارة سياسية حزبية فلماذا لم تفعل ؟

زيارة ل 14 اذار وحدها وسريعا وفي طليعتها انطوان زهرا بما يرمز للقوات اللبنانية والذاكرة السوداء فلسطينيا ؟

من يعطي الموافقة على دخول الافراد والشخصيات الى غزة ؟

حماس وحدها؟

قيادات حماس كانت تاتي وتخرج من لبنان بالتنسيق مع حزب الله وكان هو من يتولى الترتيب مع السلطات اللبنانية فكيف يتم الامر في غزة ؟

هل يجري ابلاغ الاسرائيليين بالوفود الزائرة من قبل المخابرات المصرية ؟

هل الموافقة الاسرائيلية الزامية ؟

هل كان ممكنا ان تزور قيادات من حزب الله غزة ؟

هل استطيع شخصيا زيارة غزة ؟

انا صديق القادة الشهداء لحماس ورفيق درب لقادتها الأحياء رغم الخلافات السياسية ولائحة الأصدقاء تبدا من الراحلين ابو عمار وابو جهاد الى الراحلين الشيخ احمد ياسين ود عبد العزيز الرنتيسي ، فهل يمكن لي ان ازور غزة بدون موافقة اسرائيلية ؟

اذا كان الجواب نعم أستطيع ، فلماذا تسرعت حماس ؟ وفي تسرعها تفسير للزيارة وما وراءها ومن وراءها  .

واذا كان الجواب لا أستطيع فنكون قد فهمنا ما حصل .

2012-11-29 | عدد القراءات 1868