فلسطين 194
ليست مجرد صدفة تلك العلاقة بين فلسطين والرقم 194 هذا الرقم الذي يرمز إلى القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة العام 1948 والذي ينص على حماية حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم واملاكهم وتعويضهم عما لحقهم من أضرار .
مرة أخرى يطل الرقم 194 مع فلسطين للتذكير بزواج أبدي بين فلطسين والرقم 194 بعد تصويت الجمعية العمومية للأمم المتحدة على عضوية فلسطين كدولة مراقب غير عضو والفوز بأصوات 138 دولة مقابل 9 لا وو41 إمتناع لتكون فلسطين الدولة رقم 194 في لائحة الدول في الأمم المتحدة .
لن يكون بمستطاع احد إعادة منح فلسطين رقم آخر غير ال194 لرقم مقعدها في الأمم المتحدة ومنظماتها فهي الدولة رقم 194 .
لن يكون بمستطاع أحد إعادة ترقيم القرار الخاص بعودة اللاجئين فهو قرار حجز مقعده بين القرارات تحت الرقم 194 .
كلما أراد بعض الفلسطينيين الإحتفال بالفوز بالمقعد الأممي عليه أن يذكر ان فلسطين صارت الدولة الرقم 194 فيتذكر الفلسطينيون حق العودة وقضية اللاجئين .
منح فلطسين المقعد المراقب لم يكن صحوة ضمير دولي وقد شاركت فيه دول جاهرت بإعتبار حرب إسرائيل على غزة قبل ايام بالدفاع المشروع عن النفس مثل فرنسا واسبانيا وإيطاليا ولا دول إمتنعت او عارضت مثل بريطانيا وأستراليا وأميركا وكندا فقد كان واضحا ان لا حرب تخاض ضد القرار .
لا حرب ضد القرار بدليل قول نتنياهو أن لاشيئ سيترتب على سير السلطة الفلسطينية بالتصويت على القرار كمثل إلغاء الإتفاقات مع السلطة ومثل قول المندوبة الأميركية ووزير خارجية بريطانيا أن المهم اليوم التركيز على التفاوض الثنائي .
لا حرب إذن لأن المقعد هو جزء من وصفة إنهاء قضية عودة اللاجئين ومعها طبعا قضية فلسطينيي ال48 فمن اليوم وصاعدا صارت القضية الفلسطينية بتوافق حركتي فتح وحماس هي قضية إقامة دولة على الاراضي المحتلة عام 67 .
و لأن حرب غزة قالت بإستحالة القدرة الإسرائيلية على تحمل المواجهة العسكرية فكيف بالتفكير بتصفية المقاومة عسكريا و لأن اتفاق غزة قال أن رصيد إسرائيل الحقيقي الذي لم يعد في قوتها العسكرية صار في الحلف الإقليمي الممسك بطرفي الحياة السياسية الفلسطينية في الضفة وغزة أي فتح وحماس وهو حلف يتلحف بذات الغطاء الدولي للغرب وقادر على فرض تموضع فلطسيني يوقف أعمال المقاومة المسلحة بداعي وقف الأعمال العدائية من كل نوع كما ورد في تفاهمات غزة .
المسار الذي فتحه القرار هو مسار التفاوض والمسار الذي يريد إغلاقه هو مسار المقاومة وبعد أن تهدأ نشوة الإحتفالات لشعب كان يحلم بقرار مشابه دون تحديد جغرافيا العام 67 وإسقاط اللاجئين والعام 48 من الرزنامة الفلسطينية ، عندها سوف يتبلور مشهد فلسطييني جديد .
سوف يظهر الرقم السحري 194 ومفاعيله وما هو مصير اللاجئين في الحياة السايسية الفلطسينية وما هو المدبر لهم في الشتات غير التوطين الذي بشرت به زيارة وفد 14 آذار اللبنانية إلى غزة .
المثل يقول إلحق البوم بيدلك عالخراب .
2012-11-30 | عدد القراءات 1833