كتب ناصر قنديل - عقاب الحريري

كتب ناصر قنديل

 

عقاب الحريري

 

بعد الكلام المباح والموثق والإعتراف العلني المزدوج من عقاب ومعلمه الحريري حول المسؤولية التي لم تعد تقبل نقاشا عن توريد السلاح والمتفجرات وكل أدوات القتل إلى سوريا صرنا أمام عقاب الحريري مرتين .

مرة بأن عقاب صقر صار إسمه عقاب الحريري ومرة بأن نجاة مشروع الدولة في لبنان يتوقف على إنزال العقاب بالحريري .

في الأولى لا جديد سوى التوثيق أما في الثانية فمصير الإمتحان هو الفشل .

لقد دأب اللبنانيون على التعامل مع حياتهم السياسية وهم منقسمون وفقا لمعادلة قوامها معرفة الجميع للجميع بأن الشعارات المسماة توافقات وطنية هي مجرد عناوين يحرص الجميع على عدم خرقها علنا ويعرف الجميع أنها تخرق ألف مرة في السر .

في هذا السياق مثلا كان صمت حلف المقاومة و8 آذار على إلتزام الصمت في قضية الوزير سماحة لأنها ضبط علني لخرق علني للتفاهمات ومن هنا بقي الضباط الأربعة في السجن ومن هنا إعلان المقاومة حرصها وهي تفعل المستحيل لنصرة المقاومة في فلسطين أو لمنع الأذى عن سوريا وإيران على التأكيد أنها لا توظف سلاحها إلا للدفاع عن لبنان ولو أدى هذا الإلتزام في لحظة إلى إلزامها بمعاكسة مصالحها ومصيرها وقناعاتها .

الواضح منذ ولادة 14 آذار أن فريق الحريري يفعل العكس ويصر على إستفزاز الآخرين بتحدي خرق الخطوط الحمراء المتفق عليها علنا وفي وضح النهار .

هكذا بقيت حكومة السنيورة تتحدى الميثاق والملايين في الشوارع وهي بلا تمثيل شامل للطوائف ولا يرف له جفن ، وهكذا طرح سلاح المقاومة للتشهير وليس للحوار ، وهكذا صارت الخامس من ايار بقرار علني بتفكيك شبكة إتصالات المقاومة فكان 7 ايار اول عين بالعين وسن بالسن خرق بخرق مقابل ، باستخدام السلاح في الداخل وجاء إتفاق الدوحة ليعيد ترميم الإنكسار ومنع الإنزلاق للحرب الأهلية ، هذه المرة الخرق أخطر وأكبر بالصيغة العلنية للتسليح الوقح لتجارة الموت في سوريا .

ما لم ترد الدولة بصفتها مؤسسة حيادية في الشكل تضبط إيقاع التوافق العلني القائم على مراعاة شروط النفاق الوطني المسمىى وفاقا فإن شيئا إنكسر نهائيا في معادلة الداخل اللبناني نحو الحرب الأهلية .

هكذا تنزلق الشعوب نحو الحروب الأهلية .

عقاب الحريري اليوم صاعق تفجير للحرب و بوليصة تأمين ضدها .

إعلان عقاب تغيير عائلته من صقر لايشبهه إلى الحريري الذي يشبهه حتى جينيا صاعق تفجير والعقاب للحريري بوليصة تأمين ضد الحرب .

فمن يجرؤ ؟

الواضح أن شروط النفاق الوطني تمنع محاسبة زعماء الطوائف .

إذن سيحمي الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي ذهاب البلد إلى الحرب الأهلية .

الأرجح هو هذا للأسف والسلام على لبنان .

2012-12-05 | عدد القراءات 1846