كتب ناصر قنديل - مصر والجرح فتح

 

 مصر والجرح فتح

 

بعدما تحققت الأهداف من الإعلان الدستوري و جرت حماية الجمعية الـتأسيسية من قرار الحل الذي كان قيد الصدور من المحكمة الدستورية وانجزت مسودة دستور تناسب حكم الأخوان وتحدد موعد الإستفتاء عليه لم يعد هناك ضرورة لبقاء هذا الإعلان .

جمع ميرسي شيخ الأزهر وقادة الموالاة في المعارضة وقدم لهم الإعلان الذي صار جثة هامدة قربانا لمصالحة يبشرون فيها لوقف الإحتجاجات التي فجرها الإعلان بالقول ألغي الإعلان كما كنتم تطالبون فماذا عساكم تريدون ؟

المبادرة المناروة تقول يحصل الرئيس على مراده من الإعلان ويلغيه وهو الدستور الجديد والسير بالإستفتاء ويقول ألغينا الإعلان أما موعد الإستفتاء فليس بيد الرئيس أن يعدل مهلة ال15 يوما لطرح الدستور للإستفتاء والحقيقة أنه كان بيده طبعا في الإعلان الجديد الذي ألغى القديم أن يلغي ما ترتب عليه فتعود الجمعية التأسيسية عرضة للطعن ومسودتها غير مؤهلة للإستفتاء .

الطعم الثاني في المبادرة مخاطبة المعارضين بالقول إذا كنتم تريدون ديمقراطية تعالوا نحتكم للصناديق وتعالوا قبل نتفق على التعديلات وأعدكم بدراستها طبعا وليس الأخذ بها وإذا قال الشعب لا للدستور فسننتخب جميعة جديدة لدستور جديد.

يعرف ميرسي أن الدساتير توضع للبلاد لتعيش أزمنة تتغيرفيها الأغلبية وتنقلب أقلية ويبقى الدستور يرعى هذا التبدل والتداول برضا الأفرقاء كلها فلا يجوز أن يفوز دستور باغلبية بل بتوافق يكرسه الإستفتاء شكلا ومن يصر على دستور بأغلبية يضع البلاد على أبواب حرب أهلية .

الديمقراطية هي التنافس وفق لوائح ومعايير متفق عليها وهذه المتفق عليها هي الدستور أما أن صياغة هذه القواعد نفسها تتم بالأغلبية فهذه ديكتاتورية الأغلبية وليست الديمقراطية ويصبح خارجها الآخرون إلى أن تنقلب الأغبية فتستبدل بديكتاتورية أغلبية أخرى .

حتى إقصاء جماعات النظام السابق الذي حصلوا على 25% من الناخبين في أول دورة رئاسية ليس ديمقراطية .

من يريد ديمقراطية عليه تقبل شروط متكاملة أولها دستور توافقي وثانيها حق طعن لا يحول دونه تحصين أمام قضاء مستقل وحر وثالثها توازن بين رئيس منتخب وحكومة اغلبية برلمانية منتخبة ورابعها منح المواطنين حقوقا متساوية في دخول التنافس لا يحجبها عنهم نص إقصاء ولا إحتثثات فيما خلا من بحقه قرارات قضائية موصوفة .

مصر جرح فتح ولن يقفل .

أميركا تحتاج حكم الأخوان لتغطية أمن غسرائيل صحيح لكن هذا لا يحمي إستقراره.

2012-12-09 | عدد القراءات 1766