الحرب أعصاب
ليست قضية فبركة وكذب والة كشف الكذب بل قضية حرب أعصاب فالسؤال لم يعد هل تصدق كلام الجزيرة والعربية عن إتساع سيطرة المسلحين بصورة تهدد النظام وهو كلام يعاد منذ شهر ؟
الناس ترى أن شيئا لم يتغير بل ربما تغير بالعكس لصالح الجيش ولو في عدد محدود من المناطق لكن الضخ مستمر وكأنه تحصيل حاصل نهائي على ألسنة رؤوساء مخابرات دول كبرى وصحف كبرى تبشر بسقوط قريب للنظام والإيحاء أن الأمر لم يعد سقوط النظام ولا متى بل ماذا بعد السقوط .
ليست القضية أن تصدق او لا تصدق الكلام عن السلاح الكيميائي او الحاملة ايزنهاور وانت تعرف ان لادور للسلاح الكميائي في هذه الحرب وان ايزنهاور ذاهبة لأكثر من سنة من التصليحات .
المهم هي حرب الأعصاب فقد دخلت الحرب مراحلها الأخيرة وستكون سمتها إعلامية وهدفها أن يمضي السوريون يومهم في الداخل والمهاجر يسألون في اليوم عشرين مرة هل صحيح كذا أو كذا وكلما سألتهم ومن قال ذلك ستجد اسماء كبرى هي من قال .
مصدر هذا الأسلوب في الحرب الإعلامية هو دراسة حال مدمن البورصة الذي يموت بالسكتة القلبية على وقع خبر إرتفاع سعر عملة او سلعة أو إنخفاضه وتحويل الخبر السوري الى لعبة بورصة والسوريين إلى مدمنين في هذه البورصة حتى يقتلهم خبر بالسكتة الوطنية .
في غالب الأحيان يموت مدمنو البورصة بخبر كاذب لكن ينكشف كذبه بعد فوات الأوان ومن لم يمت منهم بالخبر الكاذب يتصرف على أساسه فيبيع أو يشتري على اساس خبر كاذب لتقع الخسارة الفادحة وفي النهاية يموت والحرب الإعلامية تهدف لقتل السوريين بالسكتة الوطنية بخبر كاذب ينكشف كذبه بعد فوات الأوان أو يتصرفون من وحيه فيخسرون وفي النهاية يموتون .
سنستمع لأخبار عن إنشقاقات بدأت بجهاد المقدسي ووصلت لنمير الغانم وهما في السلك الخارجي وستتصاعد اخبار مشابهة كاذبة ومثلها أخبار سقوط مطارات ومواقع ومناطق ونقاط إستراتيجية .
بالأمس العربية قدمت تقريرا مع خريطة عن تحولات إستراتيجية في السيطرة بين الجيش والمسلحين وقالت أن أهمها المناطق الجديدة ولما وصلت للمناطق لم تجرؤ على ذكر منطقة جديدة سيطر عليها المسلحون بل ركزت على عمليات الجيش في ريف دمشق ودير الزور وريف حلب فقالت إستدراكا المهم المطارات ووصلت للمطارات فلم تجرؤ على ذكر مطار واحد سيطر عليه المسلحون بل تحدثت عن وجود مسلحين قرب مطارات كدمشق وحلب وسواها .
مثلها الجزيرة جلبت المنافق صفوت الزيات ليعيد ما قاله منذ شهر تموز عن أن ايام تفصلنا عن معركة حاسمة في دمشق وقال ان داريا وعقربا تبعدان 2 كلم عن القصر الجمهوري ولم يغير سوى ألوان المناطق على الخريطة .
إنتباه للخبر الكاذب الذي يريد قتلنا بالسكتة الوطنية والأهم أن لا نستجيب لحرب الأعصاب والدخول في اللهاث وراء بورصة مفتعلة تريدنا مدمنين لديها .
2012-12-10 | عدد القراءات 2260