كتب ناصر قنديل
4 أمور و3 أشهر
الأمر الأول : واشنطن أبلغت إيران أنها سائرة بسرعة في نهاء الخلاف على الملف النووي لأنه لم يعد هناك مجال للمناورة وإخفاء حقيقة أن إسرائيل مأزومة داخليا وغير مؤثرة في قرار واشنطن التي تعتبر ان تحولات مصر وحركة حماس هدية كافية لأمن إسرائيل ، بينما الأزمة المالية في اميركا واوروبا ستنفجر في شهر شباط المقبل عندما تصل درجة الحرارة إلى ما دون الصفر وتصبح فاتورة التدفئة محور النفقات الحكومية والعائلية ، وأن الفوضى ستعم السواق والتظاهرات ستعم الشوارع والمتوقع تهاوي حكومات و أحزاب وان حكم أوباما يريد ترتيبات مع الصين ورويا وإيران سريعة وعاجلة قبل هذا التاريخ ، ليتفرغ للهموم الداهمة وبالمقابل إيران وروسيا والصين إشترطت سلوكا اميركيا جديدا في الملف السوري فإلتزمت واشنطن أن يكون نشر بطاريتي الباتريوت في تركيا والإعتراف بالإئتلاف سياسيا آخر الخطوات السلبية كوعود وإلتزامات سابقة ، وإعطاء عنوان جديد للأزمة في سوريا هو مكافحة الإرهاب وتحديد التحالفات على أساسه ، والتفاهم قد تم على تحديد 25 كانون الأول لنقلة أولى بخطوات أميركية مهمة نحو إيران في المفاوضات و10 كانون الثاني لنقلة نوعية في الملف السوري .
الأمر الثاني : الدولة السورية تستعد لحملة الشتاء القارس بمواجهة المجموعات المسلحة بأسلحة وقوات نوعية لم تشترك في القتال بعد ، إنطلاقا من أن الإستنزاف الذي خاضته القوات السورية بوجه هذ المجموعات قد كبدها أكثر من 15 ألف قتيل خلال الشهور الستة التي مضت ، بينما لم يصل عدد الوحدات المستجلبة من الخارج خلال الشهور نفسها ثلاثة آلاف ، بصورة أفقدت هذه المجموعات قدرة شن هجمات نوعية خصوصا بعد معركة داريا و محيط مطار دمشق حيث زاد عدد قتلى المسلحين عن 4 آلاف قتيل ، وحملة الشتاء ستنهي شهر شباط وقد إنتهى الوجود المسلح في ريف إدلب وريف حلب ، بعدما ينتهي في نهاية هذا الشهر ومنتصف الشهر المقبل في ما تبقى من احياء دمشق وحمص وحلب ودير الزور .
الأمر الثالث : مجلس إسطمبول وإئتلاف الدوحة تبلغا أن لا تسليح نوعي لميليشياتهم وان لا تدخل عسكري وأن المطلوب وقوفهم عسكريا بوجه جماعات القاعدة فإنهارت معنوياتهم وبدأوا يتداولون الحديث عن صفقة تمت على مصيرهم ، وان الدعم الإعلامي بالحديث عن إنتصارات لا يخفي الهزائم لأن من يحقق بعض الإختراقات العسكرية هي مجموعات القاعدة وليس المعارضة المسلحة ، ويروي رياض الأسعد رواية تهكم على القيادة الجديدة للمعارضة العسكرية ومجالسها يتناقلها اصدقاؤه الأتراك وصفحات الفايسبوك التركية ، كيف ان الدولة السورية وأجهزة مخابراتها إستفادت من الحملة الإعلامية عن السلاح الكيميائي فقامت طائرات هيليوكبتر برش أكياس من الجفص والكلس في شوارع داريا وبساتينها مما تسبب بحساسية جلدية لعدد من المسلحين وترتب على ذلك أوامر بخروج مئات المسلحين إلى العراء خشية أن يكون سلاحا كيميائيا فلاقتهم الطوافات برشاشاتها حيث تمت إبادتهم ، والرواية صحت ام لم تصح تنتشر في تركيا وبين المسلحين للدلالة على عدم كفاءة القيادة العسكرية للمعارضة من جهة وإنهيار المعنويات من جهة اخرى .
الأمر الرابع : كلفة دول الخليج من الربيع العربي وأزمات اوروبا المالية للعام 2012 بلغت ستمتية مليار دولار حسب صندوق النقد الدولي ، حيث عليها إعانة الإقتصاد التونسي المصري الواقفين على شفا هاوية ، كما عليها دفع المستحقات لكل من الأردن وتركيا التي تزيد وحدها عن مئة مليار دولار ، بعد جفاف السياحة في الشرق الأوسط كله وتجمد الدماء في عروق الإقتصاد التركي بوقفها ووقف الترانزيت ، وما يصيب تركيا تتنتفسه مصر من السياحة والترانزيت بالتناظر والتشابه وتكامل الدورة الإقتصادية بينهما ، وكل منهما زاد عجزه المالي هذه السنة عن 180 مليار دولار وفقدت عملته نصف قيمتها ، و كلفة الحرب على سوريا وحدها لتغطية نفقات مئتي الف ناشط عسكري وإداري وإعلامي تزيد عن نصف مليار دولار شهريا فقد جاوزت ال10 مليارات غير ثمن الأسلحة والمعدات وكلفة الحرب الإعلامية ، وأمام المخاطر الداهمة لأوروبا طلب من دول الخليج ضخ ثلاثماية مليار دولار في شرايين الإقتصاد الأوروبي بصيغة تمويل صفقات سلاح وشراء طائرات مدنية ومعدات ثقيلة وعقارات وبناء فنادق وقد قاربت السيولة الهائلة درجة الخطر بعدما تخطى الإنفاق الخط الأحمر .
شباط موعد البرد القارس فمن يتدفأ ينجو خاصة في أفغانستان هكذا يقول الأميركيون قبل دخول المفاوضات مع إيران .
2012-12-15 | عدد القراءات 2139