كتب ناصر قنديل - في سوريا اسم واحد ؟

كتب ناصر قنديل

 

في سوريا اسم واحد ؟

 

منذ بدء الأزمة في سوريا و ثمة إصرار على إخفاء وجود شبكة دولية تضم حكومات وتملك جيوشا ومالا وسلاحا وإعلاما ومخابرات وتديرها غرفة عمليات واحدة تقوم بقيادة حرب بكل معنى الكلمة ، رغم انها اشرس من الحرب العالمية الثانية بقي هناك حرص على تظهير مواقف هذه الشبكة كمجرد تجاوب عفوي مع نداءات المعارضة سورية تتعرض لمذبحة وتستغيث طلبا لعون حماة حقوق الإنسان ، وفي لحظة الإشتباك الكبير ينسى هؤلاء المنخرطون في الحرب أن أسماءهم وتاريخهم ومواقفهم الموازية من قضايا اصيلة في مجال حوق الإنسان ، تكفي لفضح الكذبة الكبيرة وان كمية الحماس والمتابعة وتشكيل مؤتمرات دائمة تجمعهم ولها لجان متابعة وموازنات وخطط لا تتناسب مع زعمهم بعفوية ما يمثلون ولا بحجم ما تعنيهم واقعيا القضايا المشابهة .

يسقط القناع أنهم بدلا من السعي للوصول إلى حلول تنهي الطابع الدموي للأحداث حتى لو حملوا مسؤوليتها كلها للدولة السورية ، يركزون على إسم واحد في سوريا لا يريدون رؤيته شريكا في مشهد الشرق الأوسط في القادم من الأيام ، فتتعقد الأمور اكثر ويزيد مشهد الدماء ويحولون بين من يفترض من يؤيدونهم ويرأفون لحالهم وبين المشاركة في أي دعوات للحوار وأي مساع لوقف الدم واي مساع للإحتكام لغير السلاح ، لسبب وحيد هو أن في سوريا إسم واحد لا يريدون رؤيته في المشهد .

ومنذ بدء الأزمة في سوريا وكل قريب من المشهد السوري يعرف أن التسعير النفسي والعصبي والعاطفي و الاعلامي عبر منابر الدين والسياسة لن يجد آلة داخلية او خارجية لهذه الحرب ، الا مفردات القاعدة وفكرها ومنوعاتها وذلك ببساطة لان هؤلاء من يملكون بنية جاهزة في سوريا والجوار ومن يملكون مصلحة وخطة ومنافذ للوصول والات لالحاق الاذى والخوف والقلق ، والاهم انهم الوحيدون الذين تتناسب معهم شعارات الالغاء والاقصاء ولأن شحنة الغضب والحقد اللازمة للتخريب لا يوفرها الا خطاب التحريض المذهبي والتكفيري و لان الدماء اللازمة للاثارة في تجميع الغضب والحقد والتواطؤ والتبرير للخطاب الذي يتبعها بالعداء والتهويل بالحرب لا يملك احد تقديمها بالغزارة اللازمة الا القاعدة ومفرداتها .

لان هناك اسم واحد في سوريا يريدون عدم رؤيته في المشهد القادم كان الدم لتشوية صورته واسمه ومكانته وتاريخه وانجازاته ومحبة كثيرين له في بلده وبلاد العرب والمسلمين والعالم بعد انتصارات المقاومة التي حماها في العراق ولبنان وفلسطين فكانت الدماء اللازمة لكل ذلك تحتاج شرا وقتلا وموتا بحجم اسم القاعدة ومفرداتها .

لان هناك اسم واحد في سوريا يثير همة الناس ويتشكل في وجدانها ويلتف حوله بنيان الدولة والجيش والمجتمع ويريدونه خارج المشهد القادم في المنطقة ، لا بد من صناعة اسماء اخرى وتقديمها والاضاءة عليها ولو استعملوا اشعاع الاسم الذي لا يريدونه لجعلها ذات قيمة ، فكان الخبر العاجل وخروج فلان وانشقاق فلان وهروب فلان وحوار مع فلان واختراع مكانة ودور لفلان .

القضية انهم لا يريدون لهذا الاسم ان يبقى مضيئا في سماء المنطقة ويتوهمون بان اختراع الاسماء وتسليط الضوء عليها يغيب ويخفي قوة سطوع هذا الاسم .

حاولوا اخفاء انهم شبكة حرب فوقعوا في شر اعمالهم وانكشفت شبكتهم يوم لم ينتبهوا وشكلوا مؤتمرا دائما اسموه اصدقاء سوريا .

حاولوا اخفاء استنادهم على الارهاب والقاعدة فانكشفت حكايتهم واضطروا للاعتراف بها ووقعوا في الحفرة التي حفروها ووصلوا للاعتراف بما لا يريدون .

حاولوا اخفاء رعبهم من اسم واحد في سوريا فانكشفوا في تكراره في بياناتهم وتصريحاتهم وفي حجم ما اخترعوا من اسماء وصنعوا لها من ادوار .

كلمة واحدة لم يفهموها هي كلمة سر سوريا .

اسم واحد تخاض الحرب بوجهه ويصنع السلام معه و قد قاربت اللعبة على النهاية

هذا الاسم هو الرئيس بشار الاسد قدرهم العودة اليه

الايام قادمة

جون كيري في الربيع يزور سوريا ويلتقي الرئيس بشار الاسد فماذا سيقولون ؟

 

 

2012-12-19 | عدد القراءات 1836