كتب ناصر قنديل - معجم الأسماء الخطير

 

 

 

 

كتب ناصر قنديل :

 

 

معجم الأسماء الخطير

 

الملخص :

 

كل عام وأنتم بخير وميلاد مجيد أملا بميلاد جديد لأمتنا

فحيث يحتفل المسلمون بفرح بقدوم ميلاد السيد المسيح يكون الاسلام الحقيقي ، وحيث يحتفلون مجاملة أونفاقا أو لا يحتفلون يكون الاخوان المسلمون ، وحيث لا يبقى مسيحيون ليحتفلوا يكون السلفيون قد تسلموا مقاليد الامور

جيلنا دخل السياسة وهمه مكافحة مرض الطائفية وكانت الأسماء أحد اسلحتنا وهكذا حمل ولداي عيسى وعدرا اسميهما ،واليوم تتفشى المذهبية فلماذا لا يترجم الشيعي حبه للامام علي الذي يعصمه عن الخطأ وقد بايع عمر بن الخطاب بالرضا والقبول فيسمي إبنه عمر وهو يردد لولا علي لهلك عمر بكل التباهي ؟

لماذا لا يسمي السني المؤمن ولده عليا أو حسينا وإبنته فاطمة وهو يردد ان ذكر وحب أل بيت الرسول جزء من محبته ؟

المسيحي يسمي اولاده عمر وعلي والمسلم يسمي اولاده عيسى وبطرس ولم لا ؟

أليس أشرف لنا من أن نغير أسماءنا  في بلاد العم سام فيصير محمد مايك بلا خجل وعلي آلكسي بلا حرج ؟

صرنا أشداء فيما بيننا رحماء على الاعداء

الجهاد حلال في سوريا حرام في فلسطين

ومالو

 

النص الكامل :

في عيد ميلاد السيد المسيح صار مهما أن نبدأ  بالمعايدة في وجه الجنون الطائفي والمذهبي الذي يجتاح أمتنا وعالمنا العربي والإسلامي .
فحيث يحتفل المسلمون بفرح بقدوم ميلاد السيد المسيح يكون الاسلام الحقيقي وحيث يحتفلون مجاملة يكون الاخوان المسلمون قد عبثوا، وحيث يحتفلون نفاقا يكون الاخوان المسلمون قد حكموا ، وحيث لا يحتفلون يكون الاخوان المسلمون قد انجبوا السلفيين المتطرفين والوهابيين  و سلموهم الدفة ، وحيث لا يبقى مسيحيون ليحتفلوا يكون هؤلاء  السلفيون قد تسلموا مقاليد الامور .
هذا اليوم بارومتر صالح لقياس احوال الامة.
نحتفل في بيتنا المسلم بتواضع الميلاد ونهدي ولدي عيسى وابنتي عدرا هدايا العيد .

عندما كنا في اوائل دخولنا السياسة والنضال وكنا ما دون العشرين في سبعينات القرن الماضي ، ما كان متيسرا أن نتعرف على طوائف اصدقائنا ولو أردنا ، لأن الأسماء الدالة على الهوية الطائفية كانت نادرة ومحدودة التداول ، وبالأصل كان الواحد منا يخجل من نفسه عندما يريد .

في تلك الفترة كان مرض المجتمع العربي هو خطر الانقسام الطائفي المسلم المسيحي الذي بدأ بالتسلل من النافذة اللبنانية ، وكان النقاش بيننا نحن جيل الحرب حول كيفية مكافحة هذا السم بعدما بدأت الزيجات المختلطة تصاب بالفشل في كثير من الأحيان ، وتتسبب بتصدع اسر كانت في قمة السعادة والتآلف ، فكان ما إكتشفناه هو الأسماء غير الدالة على الطوائف والتمسك بها علامة على الثقافة الإنسانية العابرة للطوائف ، فإنتشرت بين أسماء أولادنا الأسماء العربية القديمة أو المستحدثة مثل وسام و رنا ومجد ولينا وعصام ونوال ، وكان الأشد جرأة يذهب إلى التسميات المعاكسة لعصبيته الطائفية فيسمي المسلم أولاده اسماء مقدرة عند المسيحيين والعكس ، فنشهد مسيحيين يحملون أسماء كخالد وعمر وعلي وحسين ومسلمين يحملون اسماء عيسى وماريا وعدرا و بطرس وبولس .

و الإسم ثقافة فلا يمكن لحامل الإسم أن يتقبل شتيمة من يحمل إسمه ولو على سبيل المزاح المفتعل للتعبير عن عصبية طائفية ، كما أن الإسم ثقافة لحامله فهو ثقافة لمحيطه ايضا ولزملائه و بيئته المباشرة .

في التسعينات بدأ تسلل العصبية بين السنة والشيعة للفتك بروح العروبة والمقاومة و صار التحدي مشابها ، وشهدنا في الأعوام العشر الأخيرة ذروة العدوى الهيستيرية تفتك بمجتمعاتنا وشهدنا معها تفكك اسر زيجات مختلطة غامر أصحابها بتحدي العصبيات .

مرة أخرى يصير التحدي أخلاقيا وشخصيا لكل فرد في المجتمع ويصير سؤالا حول مساهمته في وأد الفتنة وتعميم ثقافة العقل بدلا من العصبية وممارسة نوع من التحدي للجنون بدلا من المشاركة في انفصام الشخصية ليكون في سره عقلانيا مدعيا الترفع عن العصبيات وفي بيئته العلنية منافقا أو جبانا فيصير جزءا من اعصار العصبية .

البطريرك الماروني بشارة الراعي قاد مبادرة تشكل نواة لحركة خلاقة في مجتمعنا عنوانها الحوار بثقافة فاطمة وفاطمة عند المسيحيين هي مريم العذراء ، في اسبانيا وايطاليا بلاد الكثلكة لا يعرفون العذراء بإسم مريم أو ماريا بل بإسم فاتيم ، وعند الشيعة هي رمز قداسة وطهارة زوجة الامام علي وابنة الرسول وام الحسين ، وعند السنة هي ابنة الرسول واول المكرمين بقلب ال بيت رسول الله الواجب حبهم وذكرهم .

وتحت هذا العنوان تنطرح أسئلة التحدي الأخلاقي لمن يفترض أنهم نخب مثقفة في الطوائف الإسلامية والمسيحية وخصوصا في المذاهب السنية الحنفية والحنبلية والشافعية والمالكية وكذلك المذاهب الشيعية والعلوية والدرزية على تنوعها في تسمية أبنائنا .

الشيعي يتحدث دائما عن سيرة عمر بن الخطاب وكيف أن الإمام علي بايعه بقناعة ورضا ويذكر قوله يوم يقول لولا علي لهلك عمر فهل يتجرأ على تسمية ولده بعمر ؟

السني يتحدث عن فاطمة وعلي والحسين من الوجهة الدينية بالتكريم والتقدير عندما تحضر لغة الدين والمذهب فيذكرهم كأهل بيت رسول الله خارج عصبية القبيلة والجنون فهل يجرؤ على ان يحمل أولاده أسماءهم ؟

المسيحي يتحدث عن فاطمة والمسلم  يتحدث عن عيسى وتلامذته و العربي عموما يتحدث عن اسماء في تاريخه موضع فخر قبل أن يتطلع إلى موقعها بين المذاهب .

نشهد اليوم عودة إلى إستخدام الأسماء بالطريقة التي تثير الرعب الطائفي والمذهبي ، فيتباهي بعض السنة الذي لا علاقة لهم بالدين أنهم منحوا ابنهم إسم يزيد و هو مكروه عند أئمة أهل السنة من شافعي وحنفي وحنبلي ومالكي ، و نسمع عن شيعي مريض يطلق اسم السيدة عائشة وهي زوجة الرسول الذي يفترض أنه يحب ويحترم ويقدر ويعصمه عن كل خطأ على قطة عنده في البيت ، او عن مسيحي يسمي كلبه باسم الرسول تكرم ذكره وحاشاه الاساءة .

هذه علامات الانحطاط والجنون و الماساة ، أما المهزلة فهي عندما نرى هؤلاء انفسهم عندما يعيشون في اميركا كيف لا يخجل محمد السني ان يسجل اسمه مايك ، وبالمناسبة مايك مرسي اسم مسجل هكذا في جامعته ، وان كان الشيعي اسمه علي يصير آلكسي ولا يرف له جفن  فالمصلحة أولا ، ويوسف يصير بلا حرج جو ، هكذا نحن اشداء فيما بيننا رحماء على الاعداء .

والنعم من مستقبل هكذا ثقافة ؟

عكسنا الآيات بعبقرية بدلا من أشداء على اعدائهم رحماء فيما بينهم .

هنا نفهم كيف صار الجهاد في سوريا حلال وفي فلسطين حرام والقرضاوي ومالو .

انها الصهيونية الاسلامية والصهيونية المسيحية اخطر من رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول او للمسيح لانها باتت تقيم بنسب مختلفة داخل كل منا .

 

 

 

 

ناصر قنديل

25-12-2012

nasserkandil@hotmail.com

2012-12-25 | عدد القراءات 2016