كتب ناصر قنديل - المزان العسكري في سوريا

 

 

 

 

 

كتب ناصر قنديل :

الميزان العسكري في سوريا

الملخص :

- تتناوب الفضائيات على إستنتاجين أن الميليشيات المعارضة ومنذ اشهر تتقدم و أن الجيش يتقهقر

- صحيح أن مؤيدين للجيش تحدثوا عن مواعيد للحسم ولم تصح وان مواقع للجيش سقطت بيد المسلحين في مناطق متفرقة لكن هذا لا يلزم الجيش طالما لم يعلن مواعيدا ولم يشن هجوما وطالما هو يعيد تموضع قواته وفقا لمعطيات الحرب خلافا لما كان قبلها ؟

- بالمقابل المواعيد المعاكسة للحسم صدرت عن الميليشيات بلسان قادتها فهم  قالوا  أن معركة حلب الحاسمة قد بدات قبل أشهر وفشلوا وحددوا مواعيد لدمشق الثانية  و حمص   حماة  وفشلوا

- الواضح ان خطة الجيش كانت في هذه الشهور الستة إمتصاص الطاقة التي أستجلبتها قوى الحرب على سوريا والمقدرة بمئة ألف مقاتل جرت إبادة الآلاف منهم

- في حلب تعجز الميليشيات عن التقدم و في حمص تسقط الأحياء  بيد الجيش وفي ريف حماة وفي ريف دمشق معارك ضارية ميزانها يختل  لصالح الجيش

- التراكم العسكري مستمر لصالح الجيش حتى تحين اللحظة السياسية الدولية وعندها سوف نشهد كيف يكون الحسم

- الساعة تقترب فليخرس صفوت الزيات وجزيرته

 

 

النص الكامل :

- يدور نقاش على الفضائيات حول الوضع العسكري بحصيلة المواجهات الدائرة بين الجيش العربي السوري والميليشيات المسلحة المتنوعة التي تقاتل بدعم دولي وإقليمي

- يخرج الخبراء ويعرضون الخرائط وينشرون الأخبار بصفة عاجل أو تقارير مصورة وثائقية معدة من الميليشيات نفسها أو من الفضائيات

- تتناوب هذه الفضائيات وخبراؤها على تعميم إستنتاجين أساسيين الأول أن الميليشيات المعارضة ومنذ ستة اشهر تحقق الإنجاز تلو الاخر والثاني أن الجيش يتقهقر ويفقد قدرته القتالية و القدرة على المبادرة العسكرية

- بعيدا عن كل ما يعرض تستند التقارير ويستند الخبراء الذين يدعمون الميليشيات بتحليلاتهم في قوة نبرتهم  إلى طول المواجهة العسكرية وإتساع رقعتها وقدرة المعارضة المسلحة على الصمود والهجوم في حالات معينة

- حقيقة أولى هي أن مواعيد كثيرة تحدثت على ألسنة مؤيدين للجيش عن قرب الحسم العسكري ضد الميليشيات سواء في حلب أو في دمشق وربما أكون واحدا من الذين توقعوا عمليات حاسمة في كثير من المرات المذكورة ولم تتحقق رغم مضي أشهر عليها

 - حقيقة ثانية هي أن مواقع عائدة للجيش في مناطق متفرقة من سوريا قد تمكنت الهجمات التي شنتها عليها الميليشيات المعارضة من تحقيق نجاحات عسكرية بالسيطرة عليها مثل قلعة حارم ومدرسة المشاة ومطار تفتناز وعدد من المواقع المتفرقة في ريف دمشق

- السؤال الأول هو بمعزل عن هاتين الحقيقتين هو هل أن عدم صحة التنبؤات بقيام الجيش العربي السوري بحسم سريع للوضع العسكري يمكن أن يمنح المصداقية لتنبؤات معاكسة بقدرة الميليشيات على الحسم ؟

- السؤال الثاني هو أيضا هل أن النجاحات التي حققتها هذه الميليشات تسمح بالبناء عليها للإستنتاج ان تحولا نوعيا في الميزان العسكري قد تحقق أو هو قيد التحقق لصالح هذه الميليشيات ؟

- الثابت هو أن المواعيد والتوقعات التي صدرت عن الميليشيات كانت بلسان قادتها فهم  قالوا على أشرطة مصورة بثتها الفضائيات أن معركة حلب الحاسمة قد بدات في تموز وأن معركة حسم دمشق الثانية بدأت في أيلول وأن هجوما شاملا بدأ في حمص في تشرين الأول وفي حماة في تشرين الثاني ولم ينجح أي منها

- الثابت أيضا ان ما قالته الفضائيات التي باتت اقرب للناطق الرسمي عن مواعيد لتحقيق أهداف هذه الهجمات الشاملة تتكرر بصيغة التنبؤ منذ اشهر دون ان يتحقق شيئ منها

- الثابت أيضا وأيضا أن الحديث عن مواعيد لقيام الجيش بالحسم لم تصدر من اي موقع له صفة رسمية في سوريا سياسيا كان ام عسكريا أو إعلاميا فكل ما صدر كان هو أن الجيش يواصل مهامه في التصدي للمجموعات الإرهابية وسيواصل هذه المهام

- الثابت أيضا وايضا وأيضا أن المواقع التي وضعت الميليشيات يدها عليها رغم كل الهالة التي أعطيت لها كمصدر لتحول نوعي إستراتيجي لم تغير شيئا في سير العمليات القتالية عدا عن كونها بالأصل نقاط تمركز لم يجر إختيارها على معطيات القتال الراهن بل على معطيات الإنتشار التقليدية السابقة للأزمة والطبيعي ان تقرر قيادات الجيوش اشكال تموضعها الجديدة في قلب الحرب كما هو حال الوضع في سوريا

- أن يتسرع المؤيدون للجيش بحماستهم للحديث عن حسم عسكري قريب شيئ يحتمل الخطأ في الإجتهاد طالما لم يكن هناك شيئ مؤسس على معطيات ومعلومات علنية من مصادر القرار أما أن تعلن الميليشيات رسميا هجومها الشامل في حلب ودمشق وحمص وحماة وتتم هذه الهجومات وتفشل ويبقى الترويج الإعلامي لتقدم موهوم لدى الميليشيات شيئ آخر

- الأكيد هو أن علاقة كلام المحللين المؤيدين للجيش بالتعبير عن القرار العسكري ليست كعلاقة الجزيرة والعربية المملوكتين لحكومتين تقفان على رأس قرار الحرب على سوريا وقد ثبت موقع المحطتين في غرفة العمليات العسكرية وليست بالتأكيد بلاغا عسكريا رسميا كالذي ظهر فيه قادة الميليشيات يعلنون هجماتهم الحاسمة ويحددون مواعيدا لإعلان النصر

- لم يعلن الجيش هجوما كي نسأله اسباب الفشل ولم يخض هذا الهجوم بلا إعلان كي نحكم عليه فالعكس هو الذي حصل فقد أعلنت الميليشيات وحشدت وبدأت هجومها على أربعة مراحل في المدن الأربعة الكبرى وفشلت الهجمات وسقطت المواعيد ووقعت المحطات المواكبة في الدجل

- تمكنت الميليشيات من السيطرة على مواقع عسكرية لا عمق لها ينتمي تموضعها لخريطة إنتشار سابقة لكنها لم تغير في الميزان العسكري للمواجهة رغم الترويج والتنبؤات والتحليلات المتنوعة عن أن لحظة إسقاط النظام قد دنت

- الوقائع الموثقة تقول ان خطة الجيش كانت في هذه الشهور الستة إمتصاص الطاقة التي أستجلبتها قوى الحرب على سوريا والمقدرة بمئة ألف مقاتل مع كمية هائلة من السلاح النوعي وقد جرت إبادة الآلاف من هؤلاء في المواجهات التي رسمت خريطتها قيادة الجيش والتي ربما كان من ضمنها الإيحاء لعدد من المحللين للقول بأن الجيش سيحسم بينما هو ينصب الكمائن للقادمين

- الوقائع ايضا تقول ان الميدان العسكري بعد هذه الشهور الستة لم يشهد اي تقدم في قلب مدينة حلب لحساب الميليشات و أن العكس حصل في حمص حيث تتالى سقوط الأحياء من ايدي الميليشيات بيد الجيش وفي ريف حماة وفي ريف دمشق تجري معارك ضارية تشير وقائعها ان ميزانها يختل بقوة لصالح الجيش

- اللحظة السياسية الدولية تشير إلى إقتراب موعد نهاية اللعبة والمهل الممنوحة للميليشيات ومووليها ورعاتها لتحقيق إنجاز ميداني يؤسس عليه لمواصلة الحرب باتت على آخرها وهي تحصد الفشل لهجماتها ويمضي الجيش في إنجازات تتراكم بهدوء لكن بثبات

- السياق العسكري للمواجهات يقول ان ما شهدناه هو سقف ما تستيطعه هذه الميليشيات وان لا جديد تملك ضخه في ميدان الحرب يمكن ان يشكل جديدا نوعيا وقد بانت نوعية وهوية مقاتليها ومشروعهم القائم على الذبح الحلال والسرقة والخراب والمجازر

- السياق العسكري نفسه يقول اننا رغم ضراوة المعارك لم نشهد في الأجواء أكثر من طائرة أو طوافة ولم نسمع اكثر من مدفع أو راجمة لكن طاقة النار التي نعرفها عن الجيش العربي السوري في حالة حرب لم تزج في القتال بعد لتواكب ما يفترض أن يكون عندما تكون لحظة الحسم

- سياق التراكم العسكري يبدو مستمرا لصالح الجيش حتى تحين اللحظة السياسية الدولية وعندها سوف نشهد الاف الجنود تواكبهم مئات الدبابات وعشرات الطائرات وعشرات بطاريات المدفعية والراجمات لدخول مدينة أو فتح طريق لا تقف قوة بوجههم ويحسمون معاركهم بساعات

- الساعة تقترب فليخرس صفوت الزيات ويعتذر عن قوله المتكرر منذ ستة شهور قبض خلالها نصف مليون دولار ثمنا لأكاذيبه بان" ثواره على طريق القصر الرئاسي والمسألة ربما نسمع عنها خلال ساعات "

- فلتضبط ساعتك وجزيرتك يا صفوت على توقيت الجيش العربي السوري فالجنود وضباطهم يستعدون وهم قادمون

 

 

ناصر قنديل

18-1-2013

nasserkandil@hotmail.com

 

 

 

2013-01-18 | عدد القراءات 2139