كتب ناصر قنديل - هكذا صنع النصر

 

الملخص 

-         كان موعد كيري قد تقرر منذ زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي توم ديلينون الذي بات في موسكو ثلاث ليال من التفاوض القاسي

-         حسمت ثلاثة ملفات في جولة ديلينون التفاوضية وهي الدرع الصاروخي والتشريعات العقابية والأزمة الكورية وبقي الملفان السوري وألإيراني في منتصف الطريق

-         بين زيارتي ديلينون وكيري خمسة عشر يوم يجب أن تشهد حسما للخيارات .

-         أعدت إسرائيل مناوراتها وجهزت وجربت قرب مطار دمشق ضربتها الأولى المنسقة مع ميليشيات قطر وتركيا والسعودية وحددت ساعة الصفر ليل السبت الأحد لسقوط دمشق

-         تمت العملية ... فشلت العملية

-         وصل  كيري مربكا ومنهكا و ما عليه إلاالتسليم

-         مؤتمر يضم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والرباعية الإقليمية مصر والسعودية وإيران وتركيا مع وفدين للحكومة والمعارضة قبل نهاية ايار

-         هي المئة يوم

-         ليس في بالنا من شككوا

-         المهم هو اننا نشهد النصر العظيم

-         مبروك سوريا مبروك لأحرار العرب مبروك فلسطين

-         سنحتفل في 27 ايار كما وعدناكم بالنصر ونكون معا في عيد  النصرين نصر سوريا ونصر المقاومة في عيد التحرير

النص الكامل

-         كان موعد كيري قد تقرر منذ زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي توم ديلينون الذي بات في موسكو ثلاث ليال من التفاوض القاسي شاركه فيها نظيره الروسي لكن الرئيس بوتين كان المفاوض الرئيسي شخصيا في جلستها الأخيرة التي حسمت مشاركة أوباما في قمة العشرين في موسكو مطلع أيلول تلبية لرغبة بوتين في تفعيل القمة على المسرح الإقتصادي الدولي

-         تمنى أوباما موافقة بوتين على المشاركة واللقاء في قمة الثمانية في لندن منتصف حزيران فكان الرد : يتقرر الأمر مع زيارة كيري

-         تمت مراجعة خمسة ملفات خلافية بين واشنطن وموسكو في لقاءت ديلينون وهي ملف التشريعات العقابية المتبادلة بين البلدين وملف الدرع الصاروخي في أوروبا وملف كويا الشمالية والملف النووي الإيراني و الأزمة في سوريا

-         قدم الأميركيون للروس إغراء التسليم بدورهم كشريك كامل في ما تنوي واشنطن جعله عنوان سياستها الخارجية للولاية الثانية للرئيس أوباما وهو السلام الفلسطيني الإسرائيلي وبيد واشنطن رهان على متغيرات الربيع العربي فلسطينيا في إنضواء حماس تحت الجناح المصري التركي القطري من جهة والسلطة الفلسطينية تحت الجناح السعودي الأميركي الأوروبي من جهة مقابلة بما يسمح بالتوقع بفرصة توفير أمن إسرئيل بشروطها وهو ما كان مستحيلا من قبل

-         الرغبة الأميركية بشراكة روسيا كانت محاولة للتوريط لأن سلاما فلسطينيا إسرائيليا بالمفهوم الأميركي يستدعي تحملا روسيا لأعباء قد تصل لتفجير تحالفها مع إيران وسوريا بإخراجهما من القضية التي تشكل محور سياساتهما الإقلمية والخارجية وهي قضية فلسطين فيحصر دور إيران الإقليمي بأمن النفط والخليج والملف النووي كما يحصر دور سوريا بحل سياسي  دولي ينهي البعد الخارجي للحرب عليها ويحول حربها الداخلية إلى جزء من الحرب العالمية على الإرهاب ويخير قوى المعارضة بين جبهتي الإرهاب او الحرب عليه  ومع حصتها الإقليمية بسلام يعيد  الجولان .

-         سلم الأميركيون بخسارتهم ملف السيطرة على أنابيب النفط والغاز في المتوسط وبأولوية روسيا بإدارته عبر الشبكة الإيرانية العراقية بإتجاهي الصين والساحل السوري من جهة وبإدارة التنقيب عن الغاز والنفط في الساحل السوري اللبناني الفلسطيني من حدود تركيا حتى حدود مصر من جهة أخرى وتولي حل النزاعات على الحصص أمام الجشع الإسرائيلي ومخاطر تحوله لمشروع حرب يهدد بها حزب الله .

-         حسمت ثلاثة ملفات في جولة ديلينون التفاوضية وهي الدرع الصاروخي والتشريعات العقابية والأزمة الكورية وبقي الملفان السوري وألإيراني في منتصف الطريق

-         طار وليم بيرينز معاون كيري إلى الصين لترجمة التفاهم في المسالة الكورية وطار بوغدانوف إلى لبنان لترجمة التفاهم في ملف الغاز

-         كانت المئة الأولى من ايام ولاية أوباما الثانية تقترب من اليوم التسعين وكانت زيارة كيري لموسكو قد حسمت في اليوم الخامس بعد المئة وبينهما خمسة عشر يوم يجب أن تشهد حسما للخيارات .

-         واشنطن تسلم  بفشل إختبارات القوة لتغيير موازين القوة في عناوين حكومة المعارضة مقابل حكومة الدولة السورية والتشريع الديبلوماسي للمعارضة بعد نزعها عن الدولة والرهان على بناء قوة للمعارضة عبر الأردن تعدل الموازين دون صب الماء في طاحونة القاعدة كما تسلم بأن مواصلة القتال ستزيد من نجاحات الجيش السوري الميدانية وإقتراب إنقلاب معاكس في الموازين كما تسلم أن جسم المعارضة سيزادا خضوعا لتنظيم القاعدة وأن الوقت داهم والخيار التفاوضي الإستراتيجي المقرر لولاية أوباما الثانية لا يجوز أن يتحول بسبب التوظيف التكتيكي لقضية السلاح الكيميائي و التلويح بتسليح المعارضة إلى فرصة ضائعة مع إقتراب العام الأفغاني في الروزنامة الأميركية

-         في الأيام الفاصلة عن زيارة كيري كان كل من تركيا وقطر وبندر بن سلطان والمخابرات الأردنية و إسرائيل قد إتفقوا أن شيئا نوعيا لابد من حدوثه لتفادي الهزيمة وذهاب كيري للتسليم لروسيا برؤيتها للحل في الملفين السوري والإيراني فعزل سوريا وإيران عن القضية الفلسطينية هو الهدف وشراكة إسرائيل العسكرية قد تكون ثمنا ترتضي إسرائيل تسديده لمنح أوباما فرصة القول للروس اللعبة إنتهت والمعارضة تسيطر على دمشق وعليكم إبلاغ الرئيس الأسد أنكم تضمنون له خروجا آمنا من الحكم لفتح طريق تطبيق تفاهمات جنيف وفق التفسير الأميركي و تعديل الميادرة العربية للسلام بما يحقق شروط إسرائيل سيكون هو الثمن الذي سيدفع لتل ابيب للمشاركة الفاعلة عسكريا من جهة و سيكون عندها سهلا ضمان عدم قدرة إيران على تجاهل عزلها عن القضية الفلسطينية ما دام حليفها السوري قد هزم وحزب الله بات محاصرا والملف الفلسطيني في أيدي خصومها والعرب أصحاب القضية هم من يقبل شروطا للسلام لا قدرة لها على تبرير رفضها ما دام القاضي راضي

-         تقدم حمد القطري بخطته ورحب الأميركي والإسرائيلي يريد المزيد من مستوى الإعتراف بإسرائيل دولة يهودية وقبل حمد طالبا تسديد الفاتورة السورية ليتمكن العرب مع سقوط دمشق بيد المعارضة من قول ذلك

-         أعدت إسرائيل مناوراتها وجهزت وجربت قرب مطار دمشق ضربتها الأولى المنسقة مع ميليشيات قطر وتركيا والسعودية وحددت ساعة الصفر ليل السبت الأحد لسقوط دمشق

-         تمت العملية ... فشلت العملية

-         بنتيجة العملية ترتبت ثلاثة نتائج كبرى الأولى صحوة شعبية عربية فرضت على الحكومات العربية والإسلامية بعد يومين من الغارات الإسرائيلية التي شاركت في تحضيرها أن تخرج رغما عنها لإستنكار العدوان وأطلقت مدا شعبيا شبيها بمناخات العدوان الثلاثي على مصر عام 56 ، والثانية تكتيكا سوريا وضع مسؤولية التصدي للضربة الإسرائيلية القادمة بعنق روسيا مقابل التخلي  عن حق  ممارسة الرد السوري الفوري عبر تقبل الرئيس الأسد لنداءات روسيا بالتمهل مقابل تعهد روسيا إبلاغ أميركا وإسرائيل أن الغارة القادمة تعني إندلاع حرب شاملة وروسيا ستحمي قرار سوريا عندها وتعوض لها ما تخسره من سلاح وذخائر وتزودها بحاجاتها في مثل هذه الحرب والثالثة إستعاضة سوريا عن صواريخها التي ستمنح واشنطن وتل أبيب فرصة حصر دورها في نزاعات المنطقة بإستعاة الجولان  و الحل السياسي الداخلي  لتنتزع سوريا بوضوح تثبيت حقها بتزويد حزب الله بأعلى تقنيات السلاح كما ونوعا من جهة وربط حضورها في القضية الفلسطينية بفتح جبهة الجولان لفصائل المقاومة المتموضعة في الخندق السوري من جهة ثانية

-         شعرت إسرائيل بخطر تبدل جذري في الموازين مع تبلور وضع على جبهة في الجولان تذكر بما بدأت عليه جبهة جنوب لبنان وهي تعلم اين هي الآن وشعرت بتهورها في قبول دعوات التورط التي أيقظت الوجدان الشعبي العربي من سباته الربيعي كما قدرت خطورة خروج الدولة السورية بكامل عافيتها من هذه الحرب وهي تدرك سلفا عجزها عن تحمل الحرب الشملة التي أحس طعمها نتنياهو من كلمات بوتين القاسية معه فكان الحل كالعادة أن الإستغاثة الإسرائيلية هي التي حددت جدول اعمال زيارة كيري و التسليم بنصر سوريا الداخلي وشرعيته الدولية ولملمة الخسران والخذلان بسحب مطلب تنحي الرئيس الأسد من التداول وقبول إعتباره شأنا يخص السوريين وهم من يقرره و القبول بحد ادنى هو مؤتمر للسلام الشامل في المنطقة لسوريا وإيران وقوى المقاومة دور مؤثر في رسم مستقبله مباشرة أو غير مباشرة والتسليم بحسم المف النووي الإيراني في مفاوضات منتصف الشهر الجاري وجرجرة المعارضة إلى التخلي عن شروطها الفاجرة للتفاوض وقبوله بذل وهزيمة تحت رعاية الرئيس الأسد بما يفتح باب تشقق هذه المعارضة وتعريضها لفرز محوره من سيقاتل القاعدة مع الدولة السورية جزء من الحل ومن يرفض فهو جزء من القاعدة والإرهاب العالمي

-         وصل  كيري مربكا ومنهكا و امامه النسر بوتين الواثق من نصره جالسا على كرسي قيصر آسيا و المفاوض الصقر لافروف و ما عليه إلا التلعثم والتسليم بنهاية المئة يوم مع وقت مستقطع لخمسة ايام

-         الصيغة العملية للترجمة هي مؤتمر يضم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والرباعية الإقليمية مصر والسعودية وإيران وتركيا مع وفدين للحكومة والمعارضة قبل نهاية ايار لوضع اسس الحل السياسي ونقطة البدء فيها من مع القاعدة ومن سيقاتل ضدها ؟ ومنها وقف للنار بين الراغبين بالشراكة بقتال القاعدة وتشاركهم بحكومة مصالحة وطنية تحمي ظهر الجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب وبعدها كل قضايا الخلاف تحلها صناديق الإقتراع في برلمان منتخب برقابة أممية

-         قطر خارج التغطية تتسول دورا من طهران في زيارة حمد كما تسول الملك الأردني في زيارة صالحي لعمان و بدا تلعثم وزير خارجيته معبرا

-         حصل كيري لأوباما على وعد بوتين بقة في حزيران على هامش قمة الثمانية

-         هي رحلة المئة يوم التي كان لنا شرف إستقرائها بقواعد العلم والمعايير الدقيقة للتحليل السياسي القائم على إستشراف الإتجاهات الحاكمة للسياسات وحاصل إشتباكها وتفاعلها على مسرح الجغرافيا بإيقاع تسارع الزمن كما تحسب حركة الصواريخ المضادة للصواريخ  في الفضاء بقوة تاثير الرياح والتسارع الحاكم لكل من الحركتين الباليستيين المتقابلتين ونقطة اللقاء الإفتراضية والزمن اللازم لبلوغها

-         ليس في بالنا تصفية حساب مع بعض المتفذلكين من صفوف الخصوم الذي هزمتهم نفسيا ومعنويا قراءتنا الإستباقية ودرجة دقتها والذين ما كاد يمضي اليوم الثالث بعد المئة وتقع الغارة الإسرائيلية حتى خرجوا بفجورهم يتهكمون و يعتبرون لحظتهم قد جاءت للطعن بصدقية القراءة كلها ، ولا ببالنا محاسبة بعض الأصدقاء الذي دفعتهم إعتبارات غير سياسية أو بعض الإرتباك الذي اصابهم أمام تعقيد المشهد للتبرؤ من قرائتنا وربما التشكيك فيها و خصوصا أننا نتفهم من أصابهم الإحباط من مشهد  الحشد  المعنوي والسياسي الأميركي والإعلامي العربي والعسكري الإسرائيلي أو الذين أحبطهم فشل قراءاتهم السابقة اوللاحقة من اصدقاء نحترم كما كنا ونحب ولا نزال

-         المهم هو اننا نشهد النصر العظيم لشرفاء العالم وأحراره ونشهد بزوغ نجم قائد يتخطى عبقرية ودور ومكانة وحروب الزعيمين الخالدين جمال عبد الناصر وحافظ الأسد هو جنرال القرن الواحد والعشرين وقائد الأمة العربية المظفر الدكتور بشار الأسد

-         مبروك سوريا مبروك لأحرار العرب مبروك فلسطين مبروك لكل من يتطلع لنهاية العربدة الإسرائيلية والتكفيرية الحليفين العضويين منذ الولادة و حتى الممات ولكل من يتطلع لعالم لا تديره الهيمنة الأميركية

-         سنحتفل في 27 ايار كما وعدناكم بالنصر ونكون معا في عيد  النصرين نصر سوريا ونصر المقاومة في عيد التحرير 

 

 

ناصر قنديل

8/5/2013

nasserkandil@hotmail.com

2013-05-08 | عدد القراءات 42680