الملخص
- مشكلة الكثير من الحكام العرب واتباعهم من اصحاب الاقلام أن عبوديتهم لأميركا عقلية و طوعية فهم لا يستطيعون تخيل انها قد تهزم يوما
- حتى عند كثير من النخب والجماهير المساندة للمقاومة هناك من يبقى متسائلا وهل يعقل ان تسلم واشنطن ؟
- أما الأنكى فأدعياء الخبرة بوصفات الهجوم المبكر والحرب الشاملة و كل مصطلحات العسكرة العقلية
- وعي الشعوب يصنع في قلب المعركة ومعه تتغير إصطفافاتها ولمن يسأل ما الذي يتغير في عامين حتى صار الهجوم المعاكس السياسي والعسكري ممكنا نقول الشعوب تغيرت
- المعادلة الدولية مثل المعادلة الشعبية صنعها الصبر والتحمل والدفاع والإحتواء وتقديم الفرص
- القدرة الإستثنائية لصناعة الهجوم المعاكس لسوريا سياسيا وعسكريا كشفت للروس فرصة قد لا تتكرر
- روسيا اليوم محجة الديبلوماسية وصانعة السياسة والكل يقاقي في واشنطن ويبيض في موسكو
- الدب الروسي يتشعر دفء الشمس على جلده و الشمس سورية
- السلاح الروسي صار سوريا إنتهى
- الروس قادمون فإنتبهوا
- سيكتب المؤرخون عن مئة يوم غيرت وجه العالم والبعض عندنا همه أن يجادل كيف أصابت حسابات المئة يوم
النص الكامل
الروس قادمون
- مشكلة الكثير من الحكام العرب واتباعهم من اصحاب الاقلام و وجوه الشاشات أنهم لا يصدقون ما ترى أعينهم و يتمسكون بما تسمعه آذانهم فلا زالوا يؤمنون بأن أميركا هي القضاء والقدر
- حتى عند كثير من النخب والجماهير المساندة للمقاومة والمناوئة للهمينة الأميركية هناك عقدة الأميركوفوبيا حيث يستمع البعض لكل ما يؤكد دنو أجل الحقبة الأميركية في آسيا ومن شرق المتوسط خصوصا فيختم متسائلا وهل يعقل ان تسلم واشنطن بذلك ؟
- الأغرب أن ثمة من يتفرغ للمماحكة بالسؤال ما دمنا قادرين على هزيمة هذا المشروع الجهنمي فلماذا لم ننتصر عليه من قبل ليستنتج إما غمزا من جدارة قيادة حلف المقاومة أو تهوينا من حقيقة التغيير الكبير الذي يجري
- ليست المرة الأولى ففي أعقاب حرب تموز 2006 قال جورج كالوي السياسي البريطاني أنه بقدر ما كانت متعبة عمليه إقناع القادة العرب بهزيمتهم عام 67 كان إقناع فؤاد السنيورة مستحيلا بنصر المقاومة
- المصرون على معجزة القدرة الأميركية أو على التفلسف بكيفية مواجهة مشاريعها بإعتبارهم اصحاب الوصفات السحرية كمثل لو فعلوا كذا وكذا لتغيرت الأمور من زمان أو المصرون على رفض الإقرار أن تغييرا جوهريا يحدث في العالم هم في أحسن أحوالهم خارج التاريخ
- أثبت قيادة محور المقاومة خلافا لكل التذاكي الذي يتباهي به بعض المحللين أنها قيادة ذات اهلية إستثنائية عبقرية في إدارة الحروب سواء في تعطيل فتائلها وصواعقها أو في تحويل الصبر وطاقة التحمل إلى اسلوب حرب أو في إحتواء الصدمات والضربات وصولا إلى الحفاظ على الإحتياط الإستراتيجي سليما لساعة صفر يختارونها
- ليس صحيحا ان الهجوم أفضل وسائل الدفاع دائما بل قد نكون امام معادلة الدفاع أفضل وسائل الهجوم و هي بالمناسبة إستراتييجة صناعة محمد علي كلاي فوق حلبة الملاكمة حيث كان يستنزف كل طاقات خصمه ويكشف كل خططه ثم يقرر الفوز بالنقاط بإنهاكه حتى يترنح أرضا
- وعي الشعوب يصنع في قلب المعركة ومعه تتغير إصطفافاتها ولمن يسأل ما الذي يتغير في عامين حتى صار الهجوم المعاكس السياسي والعسكري ممكنا نقول مشكلتكم ان الشعوب صفر في معادلتكم بينما هي في معادلتنا كل المعادلة الذي حدث ان وعي الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم وفي قلبها شعب سوريا قد صنعته تجربة السنتين بصورة جعلته متطابقا مع وعي وفهم قادة المقاومة على عكس ما كان عليه في بداية العامين الماضيين فإنظروا ماذا فعل فيديو إلتهام عسكر النصرة لقلوب وأحشاء شهداء الجيش في أنحاء العالم في حسم مناقشات حول حقيقة الحرب على سوريا كانت لا تنتهي ؟
- المعادلة الدولية مثل المعادلة الشعبية صنعها الصبر والتحمل والدفاع والإحتواء وتقديم الفرص وصناعة الأدوار فلولا هذه القدرة القيادية الهائلة لدى الرئيس بشار الأسد على إدارة مسرح الإشتباك بصبر وتحمل وهدوء وإستثمار على عامل الزمن لما نهض الدب الروسي الذي كان في سباته الجليدي الذي يستمر مواسما
- ليس صحيحا ان التموضع الروسي كان محددا منذ البداية على ما هو عليه اليوم ففي الأشهر الأولى من الأزمة السورية كان الروس يصدقون ان ما يجري هو جزء من ربيع العرب الذاهب بقوة الحرية نحو تغيير حكامه وبدأ التحول التدريجي بحسم مبدأ رفض تكرار النموذج الليبي ووضع الفيتو لحماية هذا القرار إنجازا كافيا في مسيرة التراكم الروسي
- ثبات سوريا وصمود جيشها وتظهير الحماية الشعبية لخياراتها ووضوح قدرتها على إستنزاف المشروع الأميركي رغم كل ما حشد لهذه الحرب من حلفاء وأدوات و أموال ومخابرات بدأ ينتقل بروسيا من حماية قواعد الحرب بلا تدخل أجنبي مباشر إلى رؤية الفرص التاريخية الجديدة
- القدرة الإستثنائية لصناعة الهجوم المعاكس لسوريا سياسيا وعسكريا منذ مطلع العام بالتزامن مع المئة يوم الأخيرة من حرب اوباما في سوريا أذهل الروس وكشف لهم عن سانحة لن تتكرر لإستعادة امجاد قرون مضت لم تعرفها روسيا حتى في زمن الإتحاد السوفياتي
- روسيا اليوم محجة الديبلوماسية وصانعة السياسة والكل يقاقي في واشنطن ويبيض في موسكو بمن فيهم بان كي مون الذي وقف يستمع فاغرا فاه وهو يستمع إلى لافروف يتحدث عن تسليم دفعات جديدة من الصواريخ إلى سوريا
- نتنياهو يقول أن الدب الروسي صار شرسا ولا يجادل وهو يتشعر دفء الشمس على جلده لكن فات نتنياهو ان الشمس هذه المرة كانت سورية
- الصين تنين يستشعر نبض قوته الإقتصادية وقوة حلفه مع روسيا القوية الصاعدة و يعتبر ان آسيا صارت مسرح عمله حتى حوض المتوسط على ساحل سوريا وروسيا عينها على لخليج بعدما صار المتوسط بحيرة روسية
- في حركات الأمم مؤشرات ورموز تحضر لما تدخل الأمم ساحة صناعة الإستراتيجيات ففي ذاكرة مصر عندما تنهض رمزية الشام عبر التاريخ منذ صلاح الدين إلى محمد علي باشا وإبراهيم باشا وغزو نابليون وصولا إلى عبد الناصر والوحدة السورية المصرية و إنتهاءا بحرب تشرين 1973
- في ذاكرة الأمة الروسية أن أساطيلها كانت تحمي تجارة الهند إلى اوروبا في خليج عدن يوم لم يكن ثمة الخارطة تحمل بعد إسم أميركا و أن بعض الدول والأسماء الجديدة على الخارطة مثل قطر لم تكن قد وجدت ايضا يوم كانت تغمرها المياه لذلك أسطول الخليج الذي قرر بناءه بويتن يحمل إسم نيقولا الثاني واسطول المتوسط إسمه كاترينا تيمنا باسماء قياصرة روسيا وبناة أساطيل حربها
- أس 300 صار بين ايدي الخبراء السوريين وياخونت البحري وصل والإسكندر تموضع على الجبهات والقلعة السورية الحصينة تصنع أمجاد روسيا القادمة
- الروس قادمون فإنتبهوا
- سيكتب المؤرخون عن مئة يوم غيرت وجه العالم والبعض عندنا همه أن يجادل كيف أصابت حسابات المئة يوم
ناصر قنديل
nasserkandil@hotmail.com
18-5-2013
لقراءة المقال باللغة الانكليزية
http://top-news.me/en/share.php?art_id=345
لقراءة المقال باللغة الفرنسية
http://top-news.me/fr/share.php?art_id=25
2013-05-18 | عدد القراءات 20309