الملخص
- عمل رموز الحرب على سوريا و إعلامهم لتمويه المصلحة الإسرائيلية فواصلوا الترويج لتمسك إسرائيل ببقاء النظام في سوريا
- لم يعد ممكنا التغطية على الدور الإسرائيلي في الحرب على سوريا ولا صلته بالترتيبات الأميركية المباشرة بعد الغارات الأخيرة
- إنتقلت الحملة لتحدي القيادة السورية في التجرؤ على الرد وصولا للنيل من صدقية الكلام عن فتح جبهة الجولان
- ثبت أن صفقة السلاح السوري مع روسيا كانت محور اللعبة الدولية الإقليمية إستباقا للإنسحاب الأميركي من آسيا فتجعل سوريا صانعا للحرب وروسيا قوة تملء الفراغ
- ثبت أن إسقاط الرئيس الأسد بالتحالف مع السعودية و تركيا وقطر و الأخوان هو الرد الإسرائيلي الإستباقي لهذه الحرب
- ثبت أن الإدارة السورية الهادئة طوال عامين كانت جزءا من إستراتيجية إستدراج الإسرائيلي للظهور مباشرة في الميدان
- ثبت أن الرئيس الأسد أعد مفاجأته الإستراتيجية مع تسلم السلاح الروسي بتحويل جبهة الجولان إلى جبهة إستنزاف دون أن تتمكن إسرائيل من الحرب
- اللعبة بيد الثنائي الإستراتيجي : الأسد - نصرالله وما يخبآنه من مفاجآت
عد تنازلي جديد وراء الباب فإنتظروا
النص الكامل
المفاجآت والعد التنازلي الجديد
- قبل بدء الحديث عن العد التنازلي لل 100 يوم التي أعلناها لنزول الأميركي عن شجرة الحرب على سوريا كانت التحليلات والتوقعات بشأن الموقف الأميركي لدى كل أطراف الإعلام العربي المنخرطة في الحرب تنطلق من رفع المعنويات بتأكيد الجدية الأميركية في خيار الحرب ونهائيته
- بعد إطلاق العد التنازلي صار التحليل والتوقع جزءا من الحرب نفسها وصار تطور الموقف الأميركي جزءا من تحدي إثبات القدرة على الرؤيا السياسية والبناء عليها و تحول جزء غير قليل من ماكينة الإعلام الخاص بالمعارضة و الممول من قطر لتجميع كل ما يؤكد النية الأميركية للتورط العسكري و حشده لإبطال مفعول وتأثير العد التنازلي الذي صار شعبيا و متابعا ومراقبا من الناس عموما منذ منتصف ايامه على الأقل
- شكل مضمون الرد السوري على الغارة الإسرائيلية ومعه خطاب قائد المقاومة لحظة مفصلية في حسابات تأكيد العد التنازلي كما شكل لقاء كيري لافروف في موسكو وما نتج عنه الضربة القاضية وتتالت التطورات والأحداث لتصبح كلمة الدخول في العد التنازلي للحرب مرادفا لأغلب التخليلات التي تطالها
- مصداقية التحليل والإستنتاج اليوم تنتقل إلى دائرة قراءة المتغيرات الإستراتيجية وخصوصا ما يدور على الجبهة مع إسرائيل وموقعها في رسم الجغرافيا السياسية القادمة للمنطقة
- يرفض المنخرطون في قرع طبول الحرب على سوريا التسليم بالصلة بين هذه الحرب والمصلحة الإسرائيلية بل كان خطابهم مرتكزا على الترويج لتمسك إسرائيل ببقاء النظام في سوريا إستنادا إلى قلق إسرائيل من المجموعات المتطرفة وهو قلق كانت تعبر عنه إسرائيل بين وقت وآخر لمنح هذه الحملة قدرا من المصداقية في سياق تعليمات مشددة صدرت من نتنياهو بطلب أميركي لعدم إحراج المعارضة بكيل المديح لها
- الغارات الإسرائيلية وخصوصا الأخيرة وضعت الأمور في نصاب آخر حيث لم يعد ممكنا التغطية على الدور الإسرائيلي في الحرب على سوريا ولا صلته بالترتيبات الأميركية المباشرة المواكبة على مدار الساعة بدءا من مبادرة البنتاغون في الغارة الأولى لتولي الإعلان عن وقوعها قبل إسرائيل و مرورا بترتيبات ما بعدها وصولا إلى المشاركة بالضغط على روسيا لمنع تسليم صفقة السلاح النوعي الروسي لسوريا
- تناغمت الوسائل الإعلامية العربية المنخرطة في الحرب مع جوقة مفكريها ورموز المعارضة بتحدي القيادة السورية في التجرؤ على الرد وعندما بدأت البيانات الصادرة عن مصادر سورية رسمية بالتتالي عن قرار الرد الفوري على أي غارة قادمة كان حملة التسخيف والسخرية من هذه البيانات وصولا للنيل من صدقية الكلام عن فتح جبهة الجولان و في الطريق نال الروس نصيبهم لجهة عدم التجرؤ على معاندة الأميركيين والإسرائيليين وتسليم الصفقة النوعية للجيش السوري ولم ينتبه هؤلاء أنهم كانوا بكلامهم يؤكدون بوضوح وبلا لبس كذب إدعاءاتهم السابقة عن تناغم سوري إسرائيلي في المخاوف والمصالح و كذب ما يسمونه موقع الثورة المعادي لإسرائيل قأقوى أنواع التحالف هو تحالف المشاعر الذي أظهرته تكبيرات المعارضين عندما كان اللهب الناجم عن الغارات الإسرائيلية يتصاعد من مواقع الجيش السوري
- أول أمس كان من أشد ايام الحرب في سوريا سخونة في جبهات الداخل وجبهة الجولان معا ومعه بدأت تتوضح معالم صورة إستراتيجية جديدة لم يعد وفي كل يوم قادم لن يعود اكثر ممكنا تجاهلها و هي صورة أصل الحرب على سوريا واصل محدداتها وهي الحرب الإسرائيلية على سوريا بأدوات متعددة و خطة الحرب السورية القادمة على إسرائيل و مكانة هذه الخطة في وضع قرار التخلص من نظام الرئيس الأسد موضع التنفيذ
- ثبت أن صفقة السلاح السوري مع روسيا هي نقلة نوعية في توازن القوة لجهة قدرة سوريا على مواجهة خطر حرب إسرائيلية ولكن أيضا لجهة قدرة سوريا المتحالفة مع إيران وحزب الله على شن حرب على إسرائيل تبدأ بمواجهة بين حزب الله وإسرائيل وتدخلها سوريا دون إحراج مورد السلاح الروسي
- ثبت أن هذه الصفقة كانت محور اللعبة الدولية الإقليمية بين عامي 2008 و 2013 و أنها صانع التحولات الكبرى والمعبر عنها سواء في قراءة الموقفين الأميركي والإسرائيلي لمشهد ما بعد الإنسحاب الأميركي من العراق وأفغانستان أو لجهة قراءة قراءة الحضور الروسي ومستواه الإستراتيجي في المتوسط او إستعدادات سوريا الإقليمية لتغييرات نوعية في الموازين و موقع الصفقة سابق للربيع العربي الذي جاء بشقه السوري على الأقل إستباقا لما سيحدث وموقع الصفقة لاحق لهذا الربيع بما سيرسم ملامح المرحلة القادمة ليصير هو املوقع المحدد للسياسات
- ثبت أن منع سوريا من حربها القادمة مكتوب وموثق في القراءات الإستراتيجية الإسرائيلية وأن إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بالتحالف مع السعودية و تركيا وقطر و الأخوان المسلمون وتيارات القاعدة هو الرد الإستباقي لهذه الحرب التي أعد لها الرئيس بشار الأسد وشكلت محور صناعته للسياسة خلال سنوات حكمه
- ثبت أن الإدارة الإمتصاصية والإحتوائية للحرب التي أعتمدها الرئيس الأسد طوال عامين حتى آذار 2013 كانت جزءا من إستراتيجية إستدراج الإسرائيلي للظهور مباشرة في الميدان بعد التيقن من فشل الرهانات التي عقدها على كل ادوات الحرب وإستشعاره بخطرين هما التقدم السريع في الميدان للجيش السوري والتقدم المتسارع في السياسة لمفاوضات روسية أميركية تمنح الاولوية للحل السياسي في قلب صفقة شاملة في العالم تستبق الإنشغال الأميركي في العام 2014 بأفغانستان
- ثبت أن الإستدراج الذي كان ينتظره الرئيس الأسد قد إرتكز على مفاجاتين الأولى هي وصول روسيا إلى قراءة المشهد الإستراتيجي بصورة مغايرة للعام 2010 يوم جمدت تسليم السلاح النوعي لسوريا وبما يجعل امامها فرصة الظهور كقوة متوسطية عالية القدرة في لحظة التراجع والإنكفاء العسكريين لأميركا وبالتالي حصول سوريا على ميزان ردع إستثنائي والثانية هي فرض قواعد إشتباك جديدة على إسرائيل تحكم مشهد الشرق الأوسط لما بعد الحرب العالمية على سوريا و مترباتها الداخلية ومحورها تحويل جبهة الجولان إلى جبهة إستنزاف بديلة عن جبهة جنوب لبنان التي تجمدت منذ حرب تموز 2006 دون أن تتمكن غسرائيل من التفكير بالتورط بالحرب
- الأيام التي مضت والأيام التي ستأتي قالت وتقول وستقول الكثير عن الثنائي الإستراتيجي : الأسد - نصرالله وما يحبآنه من مفاجآت
- ثمة عد تنازلي جديد وراء الباب فإنتظروا
لقراءة المقال باللغة الانكليزية
http://top-news.me/en/share.php?art_id=350
لقراءة المقال باللغة الفرنسية
http://top-news.me/fr/share.php?art_id=30
2013-05-23 | عدد القراءات 29626