الملخص
- يسلم الجميع بصواب العد التنازلي الذي أطلقناه
يسلمون أن:
- إتجاه الأحداث إنقلب من التهديد بالحرب إلى التفاوض
- الذي تراجع هو الأميركي
- الميدان يشهد تحولا عكسيا لصالح الجيش
- التوازن صار كاسرا لصالح سوريا بدخول المقاومة والسلاح الروسي
- صارت جبهة الجولان جزءا من معادلة الصراع
- المتوسط يتحول من بحيرة أميركية إلى روسية
- المعارضة من السيئ للأسوأ
لكن هل تزامن هذا صدفة مع العد التنازلي ؟
كنا واثقين أن :
- الغرب العاجزيخوض حربا نفسية
- إرادة قائد سوريا أقوى منهم
- الغرب أعجز من خوض حرب على سوريا وعلى القاعدة معا ولن يتحمل تسليم سوريا للقاعدة
- نأي المقاومة بنفسها عن الحرب هو قرار تكتيكي لتحين فرصة الإنخراط كخيار إستراتيجي
- الروس ناورا طويلا للتمدد في المتوسط وسوريا بوابتهم
- ساعة الخروج نحو أفغانستان تقترب
- واشنطن في ال100 يوم الأولى من ولاية أوباما الثانية
- سوريا ستصمد و أن إيران لن تبخل عليها بموارد الصمود
- إتجاه تفاعل هذه الإستراتيجيات هو نحو نهاية الحرب
100 يوم غيرت العالم
النص الكامل:
- يسلم الجميع بصواب العد التنازلي الذي أطلقناه ل 100 يوم لنهاية الحرب على سوريا من زاوية تأكيد التغيير الجوهري في الموازين
- يسلمون أن إتجاه الأحداث سياسيا قد إنقلب من التهديد بالحرب الشاملة في الكم والنوع والجغرافيا إلى التفاوض و يسلمون بكون تفاهمات موسكو بين كيري ولافروف نقطة تحول فاصلة بين مسارين رغم بقاء الخلافات السياسية الكبيرة حول مفهوم الحل السياسي للأزمة
- يسلمون أن الذي تراجع هو الأميركي وليس الروسي فالأميركي هو صاحب نظرية لا أفق للحل السياسي وطريق الحرب سالكة بينما الروسي بالأصالة كان داعية الحل السياسي التفاوضي والتراجع الأميركي عائد حصرا لإكتشاف العجز والفشل واليأس من تحقيق النصر
- يسلمون أن الميدان يشهد تحولا عكسيا من مرحلة كان المسلحون يحققون فيها كل يوم تقدم جديد إلى مرحلة يمسك الجيش فيها بزمام المبادرة و يملك خطة وقدرات ويحقق الإنجازات و بدلا من تلقي الضربات وعد الخسائر صار واضحا انه يحقق الإنتصارات ويحصي المكاسب
- يسلمون أن حلف الحرب على سوريا قد زج بكل مقدراته لتغغير موازين حربه وحسمها وإستنفدها فلا موارد بشرية إضافية يضخها لساحات القتال ولا جيوش وسلاح قادرة على التدخل لتغيير وجهة الحرب من الناتو إلى تركيا وإسرائيل و يسلمون بالمقابل أن سوريا وحلفائها يكشفون كل يوم عن أوراق مخبأة يزجون بها في المعالات الكبرى ليس أقلها إعلان قائد المقاومة شراكته في الحرب دفاعا عن سوريا وما يعنيه هذا من قدرات وتأثير و قيام روسيا بتسليم سوريا السلاح النوعي الكاسر لتوازنات الصراع مع إسرائيل والرادع لتفكير الغرب بالحرب و حجم التعبئة التي أظهرتها سوريا لشبابها وشعبها عبر قوات الدفاع الوطني إلى جانب وحدات النخبة في جيش لم ينزل بكل قدراته بعد في هذه الحرب
- يسلمون أن الرهان على جعل الحرب على سوريا مدخلا للضغط على المقاومة ومنح إسرائيل قيمة مضافة لتغيير قواعد الإشتباك أنتجت تغييرا عكسيا في قواعد الإشتباك فصارت جبهة الجولان جزءا من معادلة الصراع و التشارك بين المقاومة وسوريا فيها علنيا و بدلا من ان تفتح الحرب فرص حصار المقاومة في لبنان وعزل سوريا والمقاومة وإيران عن تسوية القضية الفلسطينية وفقا لتعديلات حمد وتغير موقع حماس عادت سوريا والمقاومة وإيران إلى قلب مائدة القرار بالحرب والسلم
- يسلمون أن الحرب التي أريد منها تثبيت جعل المتوسط بحيرة أميركية و إفهام روسيا أن زمن دورها فيه قد إنتهى قد أنتجت تسليما أميركيا بشراكة الروس في المتوسط الآخذ في التحول بحيرة روسية
- يسلمون أن حال المعارضة التي جعلوها واجهة الحرب على سوريا تبدل بصورة عكسية كليا من قطب يتجمع حوله المزيد من التشكيلات والرموز ليصبح جبهة متماسكة تملك قرار السياسة والميدان بوجه الدولة وتنتقل من تسلم إعتراف بها كممثل لشعب سوريا إلى إعتراف جديد وتضع يدها كل يوم على سفارة سورية فإذ ما توحد منها يتفكك والميدان يصير خارج نطاق سيطرتها تمسكه توابع القاعدة فيما واجهة المعارضة السياسية تعيش الإرتباك والتفكك والضعف وتمتلء الشاشات بالشتائم والتشكيك والتخوين والإنشقاقات بين رموزها والذين تسرعوا وإعترفوا بها ممثلا لسوريا يسحبون كلامهم كما فعل نبيل العربي و يتهرب الذي وعدوا بتسليم سفارات سوريا لها من وعودهم ويتحول وعدها بتشكيل حكومة إلى مسخرة ومهزلة
- رغم كل ذلك يتساءل كثيرون هل تزامن هذا صدفة مع العد التنازلي لل 100 يوم فأنقذ صاحبها من فشل الحساب أم هناك صلة وما هي ؟
- ليس من باب الإدعاء ولا التفاخر بل من باب قول الوقائع ان مهمة المحلل الإسترايجي وهو يقرأ نقلات المتحاربيتن على رقعة الشطرنج أن يتوقع نقلاتهم المفترضة و الردود المتبادلة عليها قبل أن تتوضح في أذهانهم أنفسهم وعلى جداول أعمالهم
- لقد كنا واثقين أن الغرب عاجز عن الحرب ولذلك فهو يخوض حربا إفتراضية ركيزتها الإنهاك للإرادات والأعصاب كواحدة من فنون الإستنزاف والحرب النفسية وكنا واثقين من صلابة إرادة قائد سوريا وعمق فهمه لحسابات الحرب وإعداده للمفاجآت
- كنا واثقين من أن نأي المقاومة بنفسها عن المشاركة الكاملة بالحرب هو قرار تكتيكي لتحين فرصة الإنخراط كخيار إستراتيجي
- كنا واثقين أن الروس الذين ناورا طيلة فترة حروب اميركا في آىسيا يتحينون فرصة إقتراب موعد الإنسحاب الأميركي من أفغانستان لملء الفراغ الإستراتيجي والعسكري في آسيا وخصوصا المتوسط وأن سوريا هي بوابتهم وكل ما يريدونه من سوريا هو الصمود حتى تقترب لحظات العد التنازلي الأميركي لتنفيذ الإنسحاب
- كنا واثقين ان ساعة الرمل الأميركية لمواصلة الحرب تنفذ وأن ساعة الخروج نحو أفغانستان تقترب وتداهم الحسابات وأن إستهلاك البدائل سيفرض الإستدارة السريعة نحو موسكو قبل منتصف العام 2013 ليترك للسياسة تخفيض التوتر ونقل الواجهة إلى افغانستان في العام 2014
- كنا واثقين أن واشنطن تملك مفاتيح اقفال وخزائن كل العاملين في بلاطها من عرب وأتراك وإسرائيليين وان ال100 يوم الأولى من ولاية أوباما الثانية تتزامن مع الإقتراب من نصف العام و ستتحول إلى مناسبة لتثبيت التموضع في السياسة والخروج من رهانات الحرب طالما ان ال100 يوم الأولى هي مساحة إختبار الخيارات وحسم السياسات
- كنا واثقين أن غطرسة وعنصرية سرائيل لا تملك إلا الرغبة من اسباب تعديل موازين القوة وانها في ضوء الحرب على سوريا ستسعى لرفع سقف نظرتها لحل القضية الفلسطينية بما يجعل مشروع السلام فضيحة تكشف معنى الحرب على سوريا وبما يقضي على فرص إبعاد سوريا وإيران والمقاومة عن هذا الحل بدلا من أن تدفع العقلانية والواقعية بقادة إسرائيل لإقتناص فرصة الحرب والتقدم بعروض سلام لا يمكن رفضها ترج سوريا وحلفائها فتخرجهم
- كنا واثقين أن زمن الصمود اللازم حتى إقتراب منتصف العام 2013 تملك سوريا اسبابه عسكريا وبشريا وأن حلفاءها وخصوصا إيران لن يبخلوا عليها بالموارد اللازمة لجعله ممكنا إقتصاديا
- لذلك كله كنا واثقين من تفاعل هذه الإستراتيجيات على رقعة جغرافيا ومساحة زمن سيؤدي تقابلها إلى التموضع الذي شكل لقاء مستشاري الأمن القومي الأميركي والروسي محطته الحاسمة وإفتتح إعلان كيري لافروف نقطة بدء المسار العسكي للتطورات
- يبقى السؤال مع كل هذه الحقائق كيف ستنتصر سوريا ؟
- هل سيسلمون لها بالنصر ويتراجعون ونحن نراهم يتابعون لغة التصعيد ولو بلا قدرات وإمكانات للتغير ؟
- في حلقة الغد سنبدأ بالإجابة عن هذا السؤال
ناصر قنديل
nasserkandil@hotmail.com
28-5-2013
لقراءة المقال باللغة الانكليزية
http://top-news.me/en/share.php?art_id=355
لقراءة المقال باللغة الغرنسية
http://top-news.me/fr/share.php?art_id=35
2013-05-28 | عدد القراءات 23010