كتب ناصر قنديل - الثورة التركية

الملخص :

- عندما قلنا قبل سنة إنتظروا تركيا سخر الكثيرون وقالوا إنه يحلم

- ما يجري في تركيا وحده تنطبق عليه معايير الثورة

- نحن امام إصطفاف ينمو ويتدحرج منذ سنتين وليس أمام عشرة ايام يسقط فيها بن علي في تونس فجأة ولا امام عشرين يوما يسقط فيها مبارك

- الشرارة التي فجرت الثورة واضحة بقرار الحكومة إزالة بيوت ومساكن للفقراء محاطة بحديقة تاريخية

 - تنامت الهبة لإستقطاب جمهور واسع معارض لتشمل مناطق ومدن جديدة

- تقود الثورة القوى السايسية المعارضة واهدافها رحيل حكومة أردوغان ومشروع الأخونة

- تركيا  من يملك فيها إعلاما مؤثرا من خارجها كمثل الجزيرة والعربية  ؟

- من يملك نفوذا لتنظيم عالمي له إمتداد تركي كمثل القاعدة والأخوان  ؟

- الأخونة كشرط للحرب على سوريا إستدعت تغييرات داخلية تركية إستنهضت شرائح سياسية وشعبية كامنة

- السعي لتفتيت النسيج الإجتماعي السوري طائفيا إستدرج مثله في النسيج المماثل بمكوناته في تركيا

- اللي بيلعب بالنار بيحرق صابيعو تقول إحدى الأغنيات الشعبية وهذه حال اردوغان

- ثورة في تركيا لن يكتب لها الفوز السريع لأنها ليست مؤامرة

 

 

النص الكامل :

- عندما قلنا قبل سنة إنتظروا تركيا سخر الكثيرون وقالوا إنه يحلم

- عندما ذهب أردوغان إلى كسر العظم مع سوريا قلنا العداء لسوريا ليس ترفا بل نتيجة خيار كبير سيفجر تركيا وهو أخونة دول المنطقة الذي يجب أن يبدأ بأخونة الدولة التركية وهذا سبب كاف لإنفجار لن يتأخر

- عندما قالت الصحافة التركية أن أحد إثنيين يجب أن يرحل الأسد أو اردوغان حتى تستقر المنطقة قلنا هذا صحيح وفي اللحظة التي يسلم فيها العالم ببقاء الأسد سيبدأ العد التنازلي لرحيل اردوغان

- الإشتباك في المنطقة بين مشروع الأخونة و مشروع العلمنة والتعايش بينهما مستحيل فالأخونة تعني الإستغلال المميت والمقيت للدين والعلمنة تعني الحياد المتصالح والمتسامح مع الدين و زعامة المشروعين في  كل من تركيا وسوريا

- الثورة هي حدث تاريخي ينجم عن تلاقي ثلاثة عناصر هي : 1- قيادة سياسية واضحة ذات مشروع متصادم بنيويا مع الحكم القائم وذات حضور واضح في الحياة العامة إعلاميا وسياسيا ونقابيا وشعبيا 2- إنفجار شعبي عارم يتجاوز منطقة ومهنة وموضوع مطلبي بعينه ليصبح الغضب على الحكم القائم محوره 3- قضية مطلبية مباشرة في منطقة او مهنة تشكل شرارة التلاقي

- ما جرى في تونس ومصر واليمن وليبيا لا يزال لغزا لجهة غياب أو ضعف بعض هذه العناصر أو كلها ليبدو اقرب إلى إنقلابات عسكرية او حروب خارجية أو الإثنين معا لتغيير راس الحكم في هذه البلاد وتسليم الأخوان دفة السلطة فالغموض يطال كل من العناصر الثلاثة المكونة للثورة

- ما جرى في سوريا بات واضحا أنه حرب خارجية بآلة داخلية منظمة هي الأخوان والقاعدة وشرائح علمانية تعمل عند الغرب إستفادت من مناخ ما جرى عربيا لتصطف في الذاكرة التي صنعها الإعلام بصفتها ثورة

- المهم أن ما يجري في تركيا وحده تنطبق عليه معايير الثورة فنحن امام تعبيرات تصادمية تتنامى منذ سنوات بين الأحزاب المعارضة في اليمين واليسار مع حكم الأخوان في تركيا وبعناوين تمتد من السياسة الخارجية والتدخل في سوريا إلى التحالف مع القاعدة والسياسة التربوية ومناهج التعليم و التعيينات القضائية والإدارية وصولا إلى الشق الإقتصادي والمسؤولية عن الكساد وإنتهاءا بقضية الحريات وقمع الصحافيين

- نحن امام إصطفاف ينمو ويتدحرج منذ سنتين وليس أمام عشرة ايام يسقط فيها بن علي في تونس فجأة ولا امام عشرين يوما يسقط فيها مبارك

- نشهد كل يوم حراكا تركيا مناهضا لحكم الأخوان بعنوان مختلف وتناميا لمساحة الغضب في شريحة جديدة في المجتمع وتفككا للقاعدة الشعبية للحكم

- نشهد تململلا نوعيا ظاهرا في مؤسستي الجيش والقضاء الضامنتين لعلمانية النظام التركي الذي يستهدفه حكم الأخوان

- الشرارة التي فجرت الثورة واضحة بقرار الحكومة إزالة بيوت ومساكن للفقراء محاطة بحديقة تاريخية أثارت غضب جماعات اليسار والبيئة و أهالي المحيط وتنامت لإستقطاب جمهور واسع معارض لتشمل مناطق ومدن جديدة وتخرج عن نطاقها المطلبي وتقودها القوى السايسية المعارضة وتعلن اهدافها برحيل حكومة أردوغان وسقوط مشروع الأخونة

- الكلام عن دور خارجي سيبدأ بالظهور على لسان أخوان تركيا و إستعارة ما قالته الحكومة السورية عن المتطرفين ودورهم والإيحاء بدور الإعلام وبعد قليل يخرج أردوغان للقول نتعرض لمؤامرة  لكن اين المصداقية ؟

- تركيا ال85 مليون نسمة ولغتها المغلقة على سكانها من يملك فيها إعلاما مؤثرا من خارجها بمثل ما تملك الجزيرة والعربية في سوريا ومصر وغيرهما  ؟

- من يملك نفوذا لتنظيم عالمي يقوده خصوم الأخوان وله إمتداد تركي كمثل القاعدة والأخوان في البلاد العربية ؟

- إذا كان هناك من تفاعلات لدور سوريا فهو ببساطة ان الأخونة كشرط للحرب على سوريا إستدعت تغييرات داخلية تركية إستنهضت شرائح سياسية وشعبية كامنة والسعي لتفتيت النسيج الإجتماعي السوري طائفيا إستدرج مثله في النسيج المماثل بمكوناته في تركيا

- اللي بيلعب بالنار بيحرق صابيعو تقول إحدى الأغنيات الشعبية وهذه حال اردوغان

- ثورة في تركيا لن يكتب لها الفوز السريع لأنها ليست مؤامرة ولا لعبة خارجية فهي حراك أصيل بكل ما تحمل الكلمة من معاني لكن زمن الأخوان بدأت نهايته من حيث بدأت زعامته

- الباب العالي رجل مريض مرة أخرى

- مريض الوهم مريض بالواقع صار على طريقة موليير فوهم السلطنة كسيفها طويل طويل

 

ناصر قنديل

1/6/2013

nasserkandil@hotmail.com

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية

http://top-news.me/en/share.php?art_id=360

 

لقراءة المقال باللغة الفرنسية

http://top-news.me/fr/share.php?art_id=40

 

2013-06-02 | عدد القراءات 23943