كتب ناصر قنديل - 5 حزيران : إحتفال القصير

الملخص


- شكلت مدينة القصير عقدة الزامية لتوزيع الامداد الآتي من حدود لبنان فعبر القصير طريق حمص وطريق ريف دمشق وطريق ريف حماة والطريق الى ادلب وحلب ودير الزور وسائر المناطق الشرقية
- شكلت القصير محو التجاذب العسكري والرسائل القاسية بين إسرائيل وسوريا والمقاومة وعلى إيقاعها ظن الإسرائيليون انهم يمسكون خاصرة المقاومة الرخوة
- بعد غارة جمرايا تغيرت الموازين كليا و بدأ الهجوم المعاكس على كل الجبهات وبشراكة كاملة من الجيش السوري والمقاومة وتوجها النصر
- مفاجآت زمن الإنتصارات ستليها مفاجآت القلمون ساحة الحرب الآتية وتكون مفاجآت حلب المدوية قبل شراكة الجيشين السوري والعراقي في المناطق الشرقية
- 100 يوم تغير معها وجه المنطقة والعالم وبعدها بدأت المفاجآت السياسية والعسكرية
- قبل 100 يوم كتبت رجال عماد مغنية قادمون فصدق الإسرائيليون وآخرون لم يصدقوا فها هو الميدان يتكلم وكتب عبد الباري عطوان ان حزب الله قرر دخول الحرب  مع سوريا مستندا لمقالتي بعنوان الحاج عماد قادم فانتظروه
- كمائن إستراتيجة في الميدان سبقتها وواكبتها كمائن اشد تعقيدا في السياسة و الإستراتيجية للغد مجال الحديث عنها



 النص كاملا

5 حزيران : إحتفال القصير
- منذ سنة قامت خطة الحرب على سوريا على إدراك محدودية فوائد الحدود التركية والأردنية بالوصول إلى قلب معارك حاسمة تقلب الموازين بعدما ثبت ان حاميات الجيش في حلب وادلب ووادي الضيف والحامدية صامدة وصلبة وأن طريق الامداد الصحراوي من السلمية نحو مطار حلب يغير معطيات الحرب لتعزبز قدرة الجيش السوري على المبادرة والمناورة وثبت أن الجيش قد اعد في درعا والسويداء و القنيطرة ما يكفي للتعامل مع ما يتدفق عبر الحدود الأردنية وقد أقام سدودا نارية وبشرية تجعل حلم التقدم نحو دمشق مستحيلا
- ظهرت مجددا أهمية الحدود مع لبنان حيث الطريق البحري الى مرفأ التهريب في العبدة شمال طرابلس ومنها لوادي خالد حيث المعسكرات والمتسودعات وغرف العمليات وعبر الوادي تتوزع القدرات البشرية والتسليحية والذخائر و شحنات المال نحو الداخل السوري من شرق وغرب العاصي وبحيرة قطينة لتصل حمص وحماة وريف دمشق
- شكلت مدينة القصير عقدة الزامية لتوزيع الامداد الآتي من حدود لبنان فعبر القصير طريق حمص وطريق ريف دمشق وطريق ريف حماة والطريق الى ادلب وحلب ودير الزور وسائر المناطق الشرقية
- بنت جبهة النصرة وسائر مكونات طالبان سورية خمسة خطوط إمداد من القصير واحد نحو صحراء تدمر يمتد لشرق سوريا ويتواصل مع ريف دمشق عن طريق موزع آخر هو العتيبة المتصلة خلف طريق مطار دمشق بالغوطة الشرقية وصولا لداريا والغوطة الغربية عبر بساتين دوما وخط ثان إلى البويضة الحولة نحو حمص والرستن و تلبيسة وخط ريف حماة غربي العاصي  نحو ادلب وحلب عبر معرة النعمان و خط شرق اوتوستراد حمص نحو فليطة يبرود ريف دمشق  الغربي نحو حرستا وعدرا عبردوما مجددا وصولا للقابون و جوبر وبرزة وتهديد دمشق من مدخلها الشمالي في ساحة العباسيين
-  ثبت أن الخط الخامس الممتد من القصير عبر الجوسي إلى عرسال هو الأهم والأشد فعالية نحو حسم معركة دمشق لقدرة الإستيعاب الآمن و جهوزية المستودعات والثكنات والسلاح النوعي  و غرف العمليات فالوصول يستدعي ساعتين في أسوأ الظروف وبعدها يجري تقدير الحاجات والمواعيد وفقا للخطط وزادت أهمية هذا الخط عندما بدأت طرق الإمداد الأخرى تغلق تباعا وفقا لخطط الجيش وخرائطه
- بدأت الخطط الإستراتيجية لتضييق المسارات تمهيدا للضربة القاضية والخاطفة التي ستغير وجه الحرب ووجه المنطقة بعدما تكرست اهمية ومحورية القصير بوضعها على الخارطة الإسرائيلية والخطط التركية فتجمع الضباط والمستشارون الأتراك في حي التركمان بالقصير للربط مع معاقل مناصرة في ريفي حمص وحماة و ظن الإسرائيليون أن بناء غرفة عمليات في القصير يسمح بالتقرب من المستودعات الإستراتيجية لحزب الله في الهرمل وإمساك خاصرته الرخوة
- ركز الإسرائيليون على معادلة أنهم وقعوا في خلل إستراتيجي لتركيزهم طوال عقود على طمأنينتهم لحدودهم مع لبنان فركزوا كل ثقلهم فيها لتصبح مصدر الوجع والقلق للعقود التي تلت وظنوا ان المقاومة  قد وضعت صواريخها البعيدة المدى وغرف عملياتها ومستودعاتها وتجهيزات حربها الإلكترونية وطائراتها البلا طيار في قرى القصير التي قال قائد المقاومة انها قرى لبنانية وانه ملزم بالدفاع عنها وقد صارت هدفا سهل المنال مع تزعزع سيطرة الدولة التي اطمان حزب الله لإستقرارها شمال وجوده كما اطمأنت هي من قبل لشمالها ليكتب الإسرائيليون عن عاصفة الشمال التي تغير المعادلات
- تولى حزب الله تثبيت مواقعه وحمايتها وتعزيزها ورفع سقف خطابه المؤكد لدوره ووجوده في معركة القصير فيما كان الجيش السوري يضيق طريق الإمداد بين وادي خالد والقصير عبر السيطرة المحكمة على مداخل تل كلخ والمعابر الحدودية الموصلة لبحيرة قطينة بإنتظار ساعة الصفر ليقوم بإغلاقها كليا ويوم قتل عشرات المتسللين عبر لبنان قبل خمسة شهور كانت البداية وبالتوازي كان الهجوم في الغوطة الشرقية لضرب معاقل طالبان سوريا في داريا وبعدها السيطرة على العتيبة لفصل الإمداد عبر صحراء تدمر عن الغوطتين فيما كان خط ثالث لوحدات الجيش يشق طريقه نحو معرة النعمان ووادي الضيف فتصبح الكتلة شبه المحاصرة ومحورها القصير مقطوعة الاوصال عن بعضها وعن الخارج وتضم القصير وريفها والرستن وتلبيسة لكن القصير محورها
- عندما دخل الجيش إلى العتيبة وقطع الصلة بين الغوطتين الشرقية والغربية قبل شهرين كانت الساعة صفر للنقلة الأولى في القصير عندما قام حزب الله بهجوم شامل أنهى خلاله السيطرة خلال ثلاثة ايام على كل قرى غرب العاصي و إسترجع الجيش السوري تل قادش الإستراتيجي المطل على أغلب المواقع والمناطق في ريف القصير
- ظهر هنا حجم القصير الإستراتيجي في خطة عمليات دمشق ومستقبل الحرب على سوريا من خلال الغارة الإسرائيلية على جمرايا وما رافقها من رسائل سرية ومبطنة تتصل كلها بالقصير فكان الرد الذي صاغه الرئيس بشار الاسد والسيد حسن نصرالله والمتمثل بعدم الرد الفوري على الغارة  إستجابة لطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقابل إفراج روسيا عن صفقة السلاح الإستراتيجي الموجود أغلبه في سوريا والمقيد إستخدامه بشن إسرائيل حرب شاملة فقط لتتحرر اليد السورية في إستخدامه و يعلن فتح جبهة الجولان ويخرج السيد معلنا قرار الشراكة المصيرية والمطلقة في حرب حماية سوريا
- اليد السورية حرة في ردع العدوان ويد المقاومة حرة في الشراكة في القتال وليفعلوا ما يرديون فيما الروسي يتكفل بالإدارة الديبلوماسية الباردة لمفاوضات التحضير لجنيف لتكون اللحظة الفاصلة ذات مغزى كبير عشية 5 حزيران ويفهم الإسرائيلي الرسالة و الموعد ومعناهما ليعلن نصر الأسد ونصرالله عبر قنواته التلفزيونية العشرة تباعا ويبكر بالتوقع للنتائج والتداعيات ويعلن الإستنفار على حدوده مع سوريا ولبنان بينما يتلقى بوتين الخبر وهو في حوار مع الأوروبيين فينتشي بالنصر ويدخل قاعات التفاوض على رؤوس اصابعه بعدما قايضهم إعلانا بكون صواريخ اس 300 لم تسلم لسوريا مقابل تعهدهم عدم تقديم اي سلاح للمسلحين المناوئين وهم يعلمون أن الصواريخ موجودة في سوريا
- مفاجآت زمن الإنتصارات ستليها مفاجآت القلمون ساحة الحرب الآتية وتكون مفاجآت حلب المدوية قبل شراكة الجيشين السوري والعراقي في المناطق الشرقية
- 100 يوم تغير معها وجه المنطقة والعالم وبعدها بدأت المفاجآت السياسية والعسكرية
- قبل 100 يوم كتبت رجال عماد مغنية قادمون فصدق الإسرائيليون وآخرون لم يصدقوا فها هو الميدان يتكلم وكتب عبد الباري عطوان ان حزب الله قرر دخول الحرب  مع سوريا مستندا لمقالتي بعنوان الحاج عماد قادم فانتظروه
- كمائن إستراتيجة في الميدان سبقتها وواكبتها كمائن اشد تعقيدا في السياسةو الإستراتيجية للغد مجال الحديث عنها

 

ناصر قنديل

5/6/2013

nasserkandil@hotmail.com

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية

http://top-news.me/en/share.php?art_id=363

 

لقراءة المقال باللغة الفرنسية

http://top-news.me/fr/share.php?art_id=43

2013-06-05 | عدد القراءات 21850