الملخص :
- مع تطورات الثورة التركية وتداعياتها لم يعد ثمة مجال للنقاش حول حصر الزلزال السوري في دائرة الحدود السورية فكل المنطقة تتسعد لتلقي ترددات الهزات الناجمة عنه
- السعودية تجمع كل الصفات التي تجعلها على رأس لائحة الدول المرشحة لهذه الترددات
- السعودية كزعيم لدول الحلف الأميركي في الخليج وضعت نفسها راعيا لنظامين معرضين لكبير التغييرات هما البحرين واليمن
- البحرين الجديد لن يكون منطقة نفوذ سعودية لأن اي حكومة إئتلافية ستحكم البحرين بعد إنتخابات ستجلب المعارضة كأغلبية نيابية
- السعودية مضطرة لتقبل تسوية يمنية تجلب حكومة كاملة الصلاحيات مع رئاسة على الطريقة اللبنانية ويكون مكونا الحكومة الجديدين التيار الحوثي والحراك الجنوبي
- السعودية مضطرة لإعادة وصل ما إنقطع مع سوريا وإعتبار لبنان ساحة مناسبة لذلك بتشجيع الرئيس المكلف الإسراع بحكومة وحدة وطنية
- مصلحة السعودية أن تترك قطر تدفع وحدها فاتورة التصعيد
- زمن التسويات الكبرى يفرض على السعودية التنبه والتواضع وإتباع نظام ريجيم لتخفيف الوزن يبدأ بالتخلص من الزوائد الدهنية التي يمثلها ثنائي بندر وسعود وبدء تشغيل الخطوط الساحنة التي بردت مع دمشق وطهران
النص الكامل :
السعودية واليمن والبحرين
- مع تطورات الثورة التركية وتداعياتها لم يعد ثمة مجال للنقاش حول حصر الزلزال السوري في دائرة الحدود السورية فكل المنطقة تتسعد لتلقي ترددات الهزات الناجمة عنه
- في المنطقة دول تورطت بالحرب على سوريا وكان سلاحها الفتنة المذهبية وأداتها دعم القاعدة ومتمماتها وعليها الإستعداد لجملة من الترددات منها آثار انفلات العصبيات المذهبية الى الذروة وهذا حال تركيا التي دخلت طريقا لا رجعة منه لصحوة عصبيات كانت نائمة في النظام العلماني وايقظتها حركة الاخوان المسلمين لضرب قوة سوريا الداخلية و فك وحدة نسيجها الوطني فأصابها وسيصيبها من شظايا ما فعلت الكثير
- في المنطقة دول طبيعة تكوينها المذهبي والسياسي يجعلها موضوعا قابلا لتلقي الترددات سواء بسبب المناخ الذي اطلقه الحراك الشعبي في المنطقته وتبنته دول الغرب بزعم تعميم الديمقراطية وفي أنظمة حكمها نقاط ضعف كثيرة من هذه الزاوية تجعلها مكشوفة أمام هذه الترددات أو لأن تكوينها العرقي والمذهبي يجعلها موضع تأثر بالمناخات التي ترتبت على إيقاظ العصبيات أو بسبب تموضعها في السياسة ضمن لعبة الأحلاف التي أنتجتها الحرب على سوريا ونتائج النصر والهزيمة على ضفتي الحرب وكذلك نتائج زمن التسويات الكبرى التي ترتستم بين الكبار و سيضطر الصغار ولو بدوا كبارا في محيطهم لتلقي نتائجها
- السعودية تجمع كل الصفات التي تجعلها على رأس لائحة الدول المرشحة لهذه الترددات خصوصا أن أزمتها الداخلية التي تستعر كجمر تحت الرماد لن تلبث بالتصاعد إلى السطح كما هو الحال التركي وأكثر رغم وفرة المال فالمنطقة الشرقية والنخب الليبرالية ليست مشكلتها مالية ولا خدمية مع النظام هناك و الإستقطاب حول الأزمة السورية مع الموقف الإيراني يخيم على الخليج كله و ما سيصيب قطر رغم ما يجلبه من فرح للسعودية بالإنتقام من منافس مدع ومغرور ومتجاوز لحدود الدور والمكانة فإن السعودية ليست بحال أفضل
- السعودية كزعيم لدول الحلف الأميركي في الخليج وضعت نفسها راعيا لنظامين معرضين لكبير التغييرات هما البحرين واليمن ويستحيل عليها تفادي تأثرها بهذه التغييرات سواء لجهة التوازن في القوة مع إيران ومعادلاتها الجديدة أو لجهة التأقلم مع زمن التسويات الكبرى التي ستكون إيران طرفها المقابل لأميركا والسعودية في مكانة المتلقي لنتائجها
- تمتاز البحرين منذ نشأتها ككيان سياسي ورغم سطوة البريطانيين على مكونات نظامها السياسي بدرجة عالية من التوتر السياسي والنهوض الثقافي والمساحة العالية لتشكل الأحزاب و الصحف وصناع الرأي وقد عرفت في الستينات ثورات و إنتفاضات وإنتخابات و ليس ما فيها عابر ولا صناعة خارجية ورغم تمركز المعارضة النشطة في الطائفة الشيعية و ظهور التيار الإسلامي بدور محوري في المعارضة إلا ان النضج السياسي العالي لهذه المعارضة سمح لثورتها بأن تحوز إعجاب العالم وتتقدم كحالة لا بد أن تشملها ترتيبات المنطقة الجديدة ويكون البحرين أول ساحات التسويات اللاحقة لسوريا حيث تنتج حكومة إئتلافية عبر صناديق الإقتراع في إطار ملكية دستورية مقيدة
- البحرين الجديد لن يكون منطقة نفوذ سعودية لن اي حكومة إئتلافية ستحكم البحرين بعد إنتخابات بقدر من الحرية ستجلب المعارضة كأغلبية نيابية و سيكون على السعودية تقبل هذا الوضع الجديد فالعام 2014 وراء الباب وواشنطن ستنغمس حتى أذنيها في ملفات أفغانستان وستكون روسيا الراعي المجمع على دوره في ترتيب البحار وإستراتيجيات النفط والغاز والأساطيل وستكون إيران سيدة مياه الخليج و على السعودية التحضر للتفاهم مع إيران بالرضا والتواضع و تقبل حقيقة أن زمن اول تحول
- اليمن بخلفيته الحضارية وعدد سكانه ومحدودية موارده و موقعه الإستراتيجي كان دائما تحت العين كمصدر قلق دائم في الحليج والمهتمين بالخليج والنفط ففي اليمن حراك سياسي في الجنوب وثورات في الشمال منذ الخمسينات وتجربة جمال عبد الناصر تحدد بقوة أهمية اليمن في خريطة المنطقة و رغم محاورت التشويه المستمرة للتيار الحوثي إلا أنه اثبت موجودية وقوة وعقلانية و حسن إدارة لمفات الصراع بما يؤهله ليلعب دورا مفصليا في زمن التسويات ويجعل الصيغة الراهنة لليمن سياسيا غير قابلة للحياة بعد فشلها في إستيعاب القويتن الساسيتين في المعارضة الحراك الجنوي والتيار الحوثي ومخاطر تحول إستبعادهما إلى إنفلات أمني لا تحتمله اليمن التي تعشش فيها القاعدة
- السعودية مضطرة لتقبل تسوية يمنية تجلب حكومة كاملة الصلاحيات مع رئاسة على الطريقة اللبنانية ويكون مكونا الحكومة الجديدين مالكين لضمانات الشراكة الكاملة و هما التيار الحوثي والحراك الجنوبي لتعميم سلم اهلي وإطلاق إستقرار يمني قادر على منح الإستقرار للخليج وعلى السعودية أن تبادر لفتح الحوار مع التيار الحوثي لتسوية ملفات التوتر والإحتفاظ بدور راعي التسويات في اليمن
- السعودية مضطرة لخلع قبعة بندر وسعود وتعزيز مكان ولي العهد الثاني الأمير مقرن الأقدر على التعامل مع زمن التسويات والتطلع نحو اليمن والبحرين بعين التفاهم مع إيران والخروج من اللعبة السورية بهدوء والتموضع على ضفة تسمح بإعادة وصل ما إنقطع مع سوريا وإعتبار لبنان ساحة مناسبة لذلك بتشجيع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام الإسراع بحكومة وحدة وطنية وتخفيض صوت من يحسبون عليها من دعاة التفجير في طرابلس وسائر مناطق لبنان لتتحمل قطر وحدها فاتورة التصعيد وتحفظ السعودية دورها المقبل
- زمن التسويات الكبرى يفرض على السعودية التنبه والتواضع وإتباع نظام ريجيم لتخفيف الوزن يبدأ بالتخلص من الزوائد الدهنية التي يمثلها ثنائي بندر وسعود وبدء تشغيل الخطوط الساحنة التي بردت مع دمشق وطهران ولأن البحرين واليمن جاران جديدان للسعودية يجب أن تعتاد عليهما بحلة مختلفة و نمط علاقة مختلف
ناصر قنديل
8/6/2013
nasserkandil@hotmail.com
لقراءة المقال باللغة الانكليزية
http://top-news.me/en/share.php?art_id=366
لقراءة المقال باللغة الفرنسية
http://top-news.me/fr/share.php?art_id=46
2013-06-08 | عدد القراءات 24696