كتب ناصر قنديل - تركيا ومصر وإيران

ملخص : 
- تركيا ومصر وإيران الدول الصانعة للإستراتيجيات والسياسة في المنطقة 
- منذ سنيتن إكتمل عقد تسلم قيادة الدول الثلاثة من قوى عقائدية وسياسية إسلامية مع وصول الأخوان المسلمين للحكم في مصر 
- كيف تصرفت كل من هذه الدول بخلفيتها الإسلامية تجاه قضايا المنطقة ومكانتها فيها ؟
- تتحول إيران إلى مصدر القلق الرئيسي لإسرائيل و تتحول حكومتا مصر وتركيا مصدر طمأنينتها 
- السفارة الإسرائيلية في إيران بينما يرفرف العلم الإسرائيلي في سماء القاهرة وأنقرة 
- تضع إيران قضية دعم المقاومة اولويتها بينما تستخدم تركيا ومصر علاقاتهما بحماس لتقديم أوراق الإعتماد للغرب 
- تذهب إيران نحوالوحدة الداخلية فيما تذهب مصر وتركيا نحو تعميق الإنقسام وصولا إلى حافة الحرب الأهلية 
- تدير إيران علاقاتها بأزمات البحرين واليمن والسعودية ببرود وهدوء بينما تذهب تركيا ومصر إلى حافة إعلان الحرب على سوريا
- تتحمل إيران جحود حماس وتسعى لمنحها وقت التفكير والمراجعة بينما يصيب الجحود حكومتي الأخوان بحق حزب الله ومعونته الإنتخابية لهما ويعلنان الحرب عليه 
- ليست المشكلة بالإسلام بل بالأخوان ومرسي واردوغان
- هزلت والموعد في 30 حزيران
 
النص الكامل : تركيا ومصر وإيران
- تركيا ومصر وإيران الدول الصانعة للإستراتيجيات والسياسة في المنطقة منذ آلاف السنين بسبب أحجامها السكانية والجغرافية ومواردها المتعددة المصادر 
- في كل كتب التاريخ المرجعية وحسابات الدول الكبرى تقام معادلة حيث تجتمع دولتان من الثلاثة على ضفة يكون لهما كتابة تاريخ المنطقة 
- يوم تلاقت تركيا وإيران على حلف الناتو في الخمسينات هزمتا عبد الناصر ولو أن السعودية وإسرائيل كانتا واجهة الصراع في حرب ال67 
- منذ إنتصار الثورة في إيران ودأب إيران الفاهمة جيدا لهذه المعادلة كسب أحد الإثنين تركيا أو مصر او تحييدهما على الأقل وكثيرة الشواهد والأدلة على مساع إيرانية سببت الإنتقاد لها من محبيها ووصفت بالرهانات الخاطئة وكانت خلفيتها ما هو أبعد في الإستراتيجيا
- التكوين المذهبي والدرو التاريخي في المذاهب لهذه الدول الثلاثة يجعل وحدة إيران مع مصر أو تركيا نقطة تحول تبشر بوحدة العالم الإسلامي وزوال فرص الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة بينما وحدة مصر وتركيا على ضفة وإيران على ضفة مقابلة تعني نقطة تحول معاكسة بجعل الفتنة وراء الباب 
- منذ سنيتن إكتمل عقد تسلم قيادة الدول الثلاثة من قوى عقائدية وسياسية إسلامية مع وصول الأخوان المسلمين للحكم في مصر وكانت الفرصة التي يتوقع الكثير من المسلمين والإسلاميين أن تكون بداية عهد جديد في المنطقة والعالم
- كيف تصرفت كل من هذه الدول بخلفيتها الإسلامية تجاه قضايا المنطقة ومكانتها فيها ؟
- مثلما لإيران إمتداد سياسي عقائدي في جبهة القتال مع إسرائيل يمثلها حزب الله ولأجل خط إمداداه تتحول سوريا إلى قضية إيرانية ، كذلك لحزب الأخوان بفرعيه التركي والمصري إمتداد سياسي عقائدي في جبهة القتال مع إسرائيل تمثله حماس ولا يحتاج التواصل معها إلى وسيط جغرافي فمصر متلاصقة بالجغرافيا والديمغرافيا بغزة 
- مثلما كان لإسرائيل سفارة في إيران كان لها في تركيا منذ إغتصاب فلسطين وصار لها لاحقا في مصر بعد كامب ديفيد و الحكومات الإسلامية  في الدول الثلاثة ورثت وضعا مشابها محورها علاقات مع إسرائيل ترمز إليها سفارة يرفرف عليها علم إسرائيل 
- مثلما تمارس دول الغرب ضغوطا على تركيا ومصر لمنع اي مواقف تزعج إسرائيل و تضمن إنضباطهما في خططها للمنطقة فهي تمارس الحصار والعقاب والحرب على إيران لما هو اقل بكثير أي أن تكون دولة عظمى ترتضي مجرد الحياد عن الصراع مع إسرائيل والإكتفاء بنفوذ إقليمي معترف به من العالم
- مثلما تستخدم اموال الخليج لإغراء حكام مصر وتركيا لسلوك سياسات تجعل دولهم تحت التأثير الخليجي وتمنح الخليج مكانة أقوى في معادلات المنطقة تعرضت إيران للإغراء والتهويل والتهديد مرارا منذ الحرب العراقية الإيرانية و لا تزال 
- مثلما أدت السياسات التي إنتهجتها حكومتي مصر وتركيا الإسلاميتين إلى نشوء معارضة داخلية نشطة حاضرة في الشارع وإنقسم المجتمع من حولها عاشت إيران هذه الحالة و بلغت بها حد المواجهات المفتوحة في الشوارع 
- مثلما تعتبر مصر وتركيا أنهما معنيتان بما يجري في سوريا وتصطفان علنا مع محور من محاور الصراع فيها تعتبر  إيران أنها طرف معني بأمنها القومي وليس فقط بالخيار بما يجري في البحرين و اليمن والسعودية 
- مثلما يشكل النفط والغاز مورد إيران الرئيسي يشكل النيل شريان حياة مصر و العلاقة بالسوق العربية والإسلامية مستقبل تركيا 
- مثلما تختلف حكومتا مصر وتركيا مع سلوك حزب الله في سوريا تختلف إيران مع سلوك حماس ولإيران على حماس ما ليس لتركيا ومصر  على حزب الله بل ربما في إنتخاباتهما ضلع من مشورة ومساهمة لحزب الله 
- في كل هذه العناوين كيف تصرفت كل من الدول الثلاث بعنوانها الإسلامي ؟
- تتحول إيران إلى مصدر القلق الرئيسي لإسرائيل بعنوان الإسلام و تتحول حكومتا مصر وتركيا الإسلاميتين مصدر طمأنينتها وثقتها  والسفارة الإسرائيلية تغلق فور تسلم الإسلاميين الحكم في إيران بينما يرفرف العلم الإسرائيلي في سماء القاهرة وأنقرة تحت ظلال حكم الإسلام 
- تضع إيران قضية دعم المقاومة خارج برامج التقشف التي فرضها الحصار والعقوبات و يبقى حزب الله أولويتها ربما حتى في الموقف مما يجري في سوريا بينما تستخدم حكومتا الإسلام في تركيا ومصر علاقاتهما بحماس لتقديم أوراق الإعتماد للغرب بقدرتهما على تغييرها من خيار المقاومة وتضعانها في قالب الحلوى المعد للتفاوض 
- تتصدى إيران للضغوط وترتضي الحصار والعقوبات ولا تثني هامتها الإسلامية للغرب و ترتقي لمصاف الدول الكبرى يلهثون لمفاوضتها ومراضاتها ومقايضتها وتدخل نادي النووي بين الكبار وتملك جيشا يحسب له ألف حساب لأنه مسلح ومجهز بما صنعته التكنولوجيا الإيرانية بينما تتحول حكومتا تركيا ومصر الإسلاميتين إلى خدم للمشاريع الأميركية وتهان فيهما الجيوش وتتحول إلى مجرد حراس لسلاح اميركي لا تملك حق إستخدامه إلا بقرار الناتو وباتريوت تركيا شاهد كما هي حال سيناء المفتوحة لإسرائيل
- تتحول إيران بنفطها وغازها إلى دولة القرار في حقل الطاقة وليس صحيحا ان حجم موارها هو السبب  فما لديها أقل من ربع ما لدى السعودية في النفط و وما لدى قطر في الغاز وبينما يتدفق الغاز المصري إلى إسرائيل و تتجرأ أثيوبيا على  مهابة مصر فتهدد ها بجفاف مواردها من النيل وتركها يباسا عطشى وتجبن القيادة الإسلامية المصرية عن التصرف تذهب القيادة التركية نحو الرضا الإسرائيلي بإنشاء خط نابوكو من كازخستان للمتوسط بمنح إسرائيل دور الحماية و تسعى لتأمين الوصلة نحو حيفا لتكون سوق النفط الحر في المتوسط وتفتح حربا على سوريا لأسباب غير تركية بالتأكيد فتقطع شريانها عن السوق العربية الإسلامية لتنفجر تركيا من الداخل 
- تذهب إيران لترميم نسيجها الإجتماعي بالتصالح والحوار والوحدة وتخرج من  إستحقاقها الرئاسي أشد قوة ومنعة  فيما تذهب حكومتا الإسلام في مصر وتركيا نحو تعميق الإنقسام وصولا إلى حافة الحرب الأهلية 
- تدير إيران علاقاتها بأزمات البحرين واليمن والسعودية رغم المرارة ببرود وهدوء بينما تذهب حكومتا الأخوان المسليمن في تركيا ومصر إلى حافة إعلان الحرب على سوريا
- تتحمل إيران جحود حماس وتسعى لمنحها وقت التفكير والمراجعة بينما يصيب الجحود حكومتي الأخوان بحق حزب الله ويعلنان الحرب عليه 
- حكومة إسلامية تصنع العزة لشعبها وتمسك قرار الحرب على بوصلة فلسطين وحكومات إسلامية تضع بلادها رهينة حاكم قطر لقاء حفنة مال لجيب الحاكم وتضع إسرائيل في  مرتبة القداسة تلبية لمطامع الأميركي 
- ربما لو قطعت السعودية علاقتها بسوريا لكان أهون فليس في السعودية سفارة علنية لإسرائيل لكن أن تصل قلة الحياء بحاكم إسلامي عربي يرفرف علم إسرائيل قرب قصره الرئاسي إلى أن يقطع علاقته بدولة إسلامية فتلك مهزلة المهازل 
- ليست المشكلة بالإسلام بل بالأخوان 
- هزلت والموعد في 30 حزيران
 
ناصر قنديل
16/6/2013
nasserkandil@hotmail.com
 
 
 
 
 

2013-06-17 | عدد القراءات 16347