كتب ناصر قنديل - توازن الرعب : بوتين وحماس

الملخص
 

- قضية الحظر الجوي هي القضية الحاسمة في الدعم الأميركي للمعارضة
- سقطت منطقة الحظر الجوي بالإنذار الروسي
- تلاقي الروس والأميركيون على الدفع بالحل السياسي كان الرهان على فرصة تسوية يشارك فيها حلفاء الطرفين
- كان التلقي على ضفة حلفاء موسكو سريعا وواضحا
- بدأت الترددات السلبية على ضفة جماعة واشنطن
- في مناح الشد والجذب دخل المتغير النوعي على الخط بإعلان السيد نصرالله دخول قواته الحرب في سوريا
- يتهاوى مرسي واردوغان والمعنويات تنهار
- يصر حلفاء أوباما أن الأخوان لم يرموا بجيشهم المنظم الذي يعادل ويفترض ان يتفوق على حزب الله بقوة هويته الفلسطينية والمقصود حركة حماس
- مهزلة الاخوان المسلمين بأشنع صورها تبدو بسحب المقاتلين من فلسطين لقتال الاخوة خارجها بدلا من امداد فلسطين بكل قدرة قتال
- معادلة حزب الله الأقوى وهي فلتنسحب جميع النبى العسكرية غير السورية بقرار مرجعي علمائي سياسي حزبي يشمل القاعدة والاخوان و عندها سيكون حزب الله اول المنسحبين
- قالت روسيا لا منطقة حظر جوي و إلا وقالت حماس لا لمقاتلي حزب الله وإلا


 

النص كاملا

توازن الرعب : بوتين وحماس

- كما قلنا يوم أعلن الرئيس أوباما بيانه عن ادلة على إستخدام الجيش السوري للسلاح الكيمائي بلغة متلعثمة تتضمن خطوط التراجع ك "الأدلة المتفاوتة الصدقية" و"الإستخدام الطفيف" قلنا أن قضية السلاح الأميركي للمعارضة السورية ورقة ضغط لقمة الثمانية
- كثيرون من يومها يتساءلون أين السلاح  ؟ والواضح أن دولا كألمانيا والسويد وهولندا وغيرها في اوروبا تجاهر بعدم قبولها الدخول على خط التسليح ناهيك عن التشوش في الكلام الصادر عن الفرنسيين والبريطانيين الأشد حماسا للتسليح
- الذين يعرفون بشؤون الحرب يعرفون جيدا أن السلاح الممكن توريده في ظروف الموازين العسكرية الراهنة هو السلاح  المحمول الخفيف سواء لمواجهة الطائرات أو المدرعات وهو سلاح سبق ووصل لميليشيات المعارضة وبكميات خصوصا ما كان منه في مخازن النظام الليبي السابق او ما تم شراؤه من شركات كرواتية واوكرانية وجيورجية
- السلاح الذي يحدث فرقا هو الصواريخ الفاعلة من عيار الباتريوت لمواجهة الطائرات الحربية ومواجهة الصواريخ المتوسطة المدى من نوع سكود أو ما يعادلها و مثلها الصواريخ المضادة للدروع المحمولة على عربات ثقيلة و ما عداها سبق وتولت السعودية وقطر شراءه وتزويد المعارضة المسلحة به
- مشكلة السلاح النوعي ليست فقط بالفارق الذي يحدثه بحال وصوله للقاعدة وهذا أمر إستراتيجي في الحسابات الأطلسية بل بكون تأمينه له طريق واحد وهو إنشاء منطقة حظر جوي فوق جزء من سوريا من إحدى جهاتها الحدودية و توريد هذا النوع من السلاح تحت ظلالها تدريجا فتتسع منطقة الحظر الجوي وتصبح لاحقا منطقة تسيطر عليها المعارضة وتحميها شبكات السلاح التي جرى إدخالها تحت ظلالها وصولا للتقرب من إحدى المدينتين الحاسمتين دمشق وحلب
- إذن قضية منطقة الحظر الجوي هي القضية الحاسمة في الدعم الأميركي والغربي وما عداها مفعوله ثانوي او كمي بأحسن الأحوال .
- لذلك كان كل الكلام عن منطقة الحظر الجوي  ولذلك كان الكلام حذرا لمعرفة رد الفعل الروسي والرد الروسي الذي تدرج من التحذير من خطورة الخطوة وإعتبارها خرقا للقانون الدولي لاقاه رد بالتمسك بإحترام القوانين لجهة ربط إقامتها بقرار  عن مجلس الأمن ليجيئ التعقيب الروسي بأن موسكو لن تسمح بإقامة منطقة حظر جوي  والتسريبات تتوالى عن نية تزويد سوريا بأحدث ما في الترسانة الروسية بما في ذلك الاس اس 400 اذا حدث واعلنت منطقة حظر جوي من طرف واحد فوق سوريا ويكون الرد النهائي للأطلسي أن ليس في برنامجه وخططه مثل هذه الفكرة
- سقطت منطقة الحظر الجوي وسقطت معها قيمة الحديث عن تسليح الغرب للمعارضة فلماذا يستمر التوتر ولا يخرج لقاء اوباما بوتين بتفاهم جديد ؟
- الاكيد أن اللحظة التي تلاقي فيها الروس والأميركيون على الدفع بالحل السياسي في سوريا لم تكن لحظة تفاهم على مستقبل سوريا بل لحظة تشارك بالرهان على فرصة تسوية يشارك فيها حلفاء الطرفين في الإقليم الملتهب و في سوريا تنطلق من التسليم بفشل الحلول العسكرية وإرتضاء التشارك بصناعة التسوية والتنازلات المتبادلة
- كان التلقي على ضفة حلفاء موسكو سريعا وواضحا من سوريا إلى إيران فالحل السياسي يعيد تكريس مرجعية الدولة السورية ورئيسها ويسقط  شرط تنحي الرئيس كمقدمة لأي حل سياسي ولو بقي شعارا للجبهة المقابلة دوليا وإقليميا وسوريا وهذا سيسقط كل هيبة من تحدثوا عن الساعات المعدودة للرئيس ودخلوا رهانات سقوطه وربطوا مصيرهم بمصيره عكسا
- بدأت الترددات السلبية على ضفة جماعة واشنطن من تحضيرات امير قطر المهزوم للرحيل والتنحي وتوالت الأنباء عن قرب إنهيار حكم العدالة والتنمية في تركيا أمام أول إنتفاضة شعبية يواجهها منذ توليه الحكم قبل اكثر من عشر سنوات و تداعت السعودية وفرنسا وبريطانيا للإحتجاج على مشروع التسوية وما يمثله من موت سريري لحلفاء واشنطن في المنطقة وإستعدت إيران لتغيير ثوبها نحو الإنفتاح مع وصول الرئيس روحاني بملحمة ديمقراطية بإمتياز و بدات بيانات النعي تصدر تباعا عن المعارضة السورية بمستوياتها السياسية والعسكرية
- في مناح الشد والجذب دخل المتغير النوعي على الخط بإعلان السيد نصرالله دخول قواته الحرب في سوريا وكان التحول الكبير في مجرى القتال في منطقة القصير و بطريقة درامية جعلت من المناخ الإجمالي للمشهد حركة تهاوي في حجارة الدومينو تحتاج لمخاطرة لإيقافها فكان الموقف الأميركي
- يعرف الأميركيون أن المتغير العسكري في القصير لم يكن نتيجة سلاح نوعي بيد حزب الله و لاالكثافة العددية التي رمى بها في ساحة الحرب بل بفعل القيمة المضافة المعنوية التي تمثلها سمعة مقاتلية ومهابة قائده بما جعل الإعلان وحده مصدرا للرعب والذعر في صفوف عسكر المعارضة وبدء إنهياره قبل ساعة صفر الهجوم و يعرف الأميركيون ان ذعر ما قبل القصير أقل من ذعر ما بعده إذا ما اعلن السيد نصرالله أن ساعة حلب قد دقت وأن ساعة تحرير مخطوفي أعزاز ستكون بيد أخوتهم  "فهم اسرانا ونحن قوم لا نترك اسرانا في السجون"  فخرج فابيوس يقول يجب وقف الإنهيار بأي ثمن وإلا لا يبقى شيئ للتفاوض و يجب منع سقوط حلب مهما كلف الأمر
- نظمت اشرس حملة ضغط وإرهاب على حزب الله من المنابر العربية والإسلامية وصار لمجلس التعاون الخليجي لائحة إرهاب يضمه إليها وخرج أئمة الجمعة يتطاولون على المقاومة وسيدها وينادون حزبها بحزب الشيطان ودارت الأمور دورة كاملة حتى خرج السيد مجددا وقال سنكون حيث يجب أن نكون تاركا الحديث عن مبادرات لم يكشف عنها لوقت لاحق
- كل التعبئة التي نظمت تحت شعار الجهاد في سوريا لا تسمن ولا تغني من جوع فليس بينها جسم مقاتل واحد طالما ان القاعدة قدمت كل  ما لديها وها هي خلافات أجنحتها تنخرها لمجرد أن نذر الهزيمة تقترب وهي المرة الأولى التي يتقابل فيها مقاتلو القاعدة مع مقاتلي حزب الله منذ نشاتهما في زمن متقارب مطلع الثمانيات وتنهار بنى القاعدة لمجرد دخول حزب الله ميادين القتال
- لأن المتغير معنوي  كان الرهان أن يحدث الموقف الأميركي والغربي عن السلاح تحسنا معنويا في جسم المعارضة المسلحة بالتزامن مع نشر الباتريوت في الأردن و إبقاء طائرات الاف 16  على ارضه بما يوحي بجدية منطقة الحظر الجوي
- إنتهت جولة الحماس والإنفعال ولم يبق في الجعبة إلا الكلام وما في الميدان باق في الميدان فلا سلاح يغير بلا منطقة حظر جوي ولا مقاتلون يغيرون في المعادلة من جيوش القرضاوي و مؤتمرات وستاد القاهرة وخطاب مرسي
- لماذا يستمر اوباما بالسلبية ولا يقدم على  تفاهمات نصف الطريق مجددا  ؟
- لأنه مصاب  بالصدمات المتتالية من القصير إلى طهران وليس بيده أوراق إضافية تغير المعادلة فرجلي المنطقة اللذين راهن عليهما رجب اردوغان ومحمد ميرسي يتهاويان وينتظرهما إستحقاق 30 حزيران وحلفاؤه لا يمتلكون من واقعية تقبل هزيمة باردة ويصرون على تناولها طازحة حارقة ملتهبة
- يصر حلفاء أوباما أن لديهم إحتياط سيغير المعادلة ويريدون الغرب  متصلبا لحين إختبار بديلهم فهم يعرفون ان جسمهم التعبوي المرتكز لجناحي الوهابية و الأخوان قد رمى بقدرة الوهابيين على التعبئة العسكرية ما بيديه لكنهم يظنون ان الأخوان لم يرموا بجيشهم المنظم الذي يعادل ويفترض ان يتفوق على حزب الله بقوة هويته الفلسطينية والمقصود حركة حماس
- حماس قاتلت في سوريا لكن كخبرة ومجموعات متفرقة ويجب أن تدخل الحرب علنا وبكل طاقتها والطريق من غزة عبر مصر فالأردن متاح وسالك عدا عما لديها في كل من لبنان وسوريا والأردن من قدرات يجب أن تزجها بعد قرار مرشد الأخوان بذلك
- صرح موسى ابو مرزوق ان على حزب الله أن يسحب قواته فورا من سوريا ولم يكمل جملته التي يفترض ان تنتهي بكلمة و إلا ؟ وإلا ماذا  ؟ وإلا فإن حماس لن تقف مكتوفة الأيدي وسوف تدخل علنا على خط القتال
- اوباما لن يخسر شيئا من منح حلفائه هذه الفرصة فخالد مشعل وجد مدخلا لتمويل بديل لحركته عن التمويل الإيراني بدخول القتال علنا في سوريا لأن القطريين والسعوديين لا يمولون قتالا ضد إسرائيل كما تفعل إيران واملهم ان يأتي المال وترتاح العصبية ويفرح المرشد
- اوباما لن يخسر شيئا لأن موعد جنيف المبدئي بعد شهر تقريبا والمعارضة ترفض المشاركة وتعرف ان الذهاب إلى هناك إعلان هزيمة وإن نجحت حماس بقلب الموازين فهو رابح ,إن تكسرت حماس فإسرائيل التي أحزنها دخول حزب الله ساحات التقال في سوريا يفرحها دخول حماس ويريجها وما يريح إسرائيل يريح أوباما وحرب تستنزف جناحي المقاومة اللبناني والفلسطيني أفضل هدية لأميركا وإسرائيل فيدمر العرب والمسلمون ما بنوه  في عقود خلال شهور
- شهر تتقاتل فيه حماس بين أجنحتها ربما يحول دون تماسكها بقرار وربما تنفذ  تهديد ابو مرزوق لكنه شهر للميدان بعده تظهر القرعة من ام قرون
- مهزلة الاخوان المسلمين بأشنع صورها تبدو بسحب المقاتلين من فلسطين لقتال الاخوة خارجها بدلا من امداد فلسطين بكل قدرة قتال
- لذلك ستهزم حماس ان تورطت اكثر فالسقوط الاخلاقي والوطني والعقائدي هو اسرع واشد انواع السقوط الموصلة للهزيمة لان  قوات القسام ستجد من يقول كما هو بيان الجيش المصري لسنا بمرتزقة
- بقيت أيام من قمة الثمانية وستشهد الكثير من الكواليس وقد تخرج ببيان يدعو للتهدئة وتدقيق الإستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي من طرفي النزاع  في سوريا والتأكيد على دعوة الأطراف للمشاركة الفاعلة في مؤتمر جنيف لكن الأساس سيبقى في الميدان
- معادلة حماس بدعوة حزب الله للإنسحاب  تقابلها معادلة حزب الله الأقوى وهي ما لمح إليه السيد من مبادرات محورها فلتنسحب جميع النبى العسكرية غير السورية بقرار مرجعي علمائي سياسي حزبي يشمل القاعدة والاخوان و عندها سيكون حزب الله اول المنسحبين وإلا ؟
- وإلا حلب والرستن و القلمون و ايام الرعد والزلزال جنبا إلى جنب  مع الجيش السوري بالسكود والسوخوي والميغ والبي82  و الحبل على الجرار
- قمة ايلول لن تكون سورية بين بوتين واوباما بل تحضير لأفغانستان فكيري ولافروف من جهة وبوغدانوف وفيلتمان وبيرينز من جهة أخرة سيتولون متابعة اللف السوري قبل ذلك التاريخ ولسان حال الأميركي نحو حلفائه دعهم يصدمون رأسهم بالجدار
- قالت روسيا لا منطقة حظر جوي و إلا وقالت حماس لا لمقثاتلي حزب الله وإلا
- مهزلة المقارنة بين توازن رعب الحق وتوزان رعب الباطل ولو تزين بلباس اهل الحق

 

ناصر قنديل
18/6/2013
nasserkandil@hotmail.com
 
 
 
لقراءة المقال باللغة الانكليزية

 

لقراءة المقال باللغة الفرنسية

http://top-news.me/fr/share.php?art_id=56

2013-06-18 | عدد القراءات 24625