الملخص:
- بعدما إستسلم أوباما لحقيقة عجزه يرفض التسليم بشرعية الأسد
- يعرف أوباما أن قوة الأسد ليست بتحالفاته بل بجيشه الذي بنى الحلفاء قوتهم على صموده
- جيش يخوض وحده حربا عالمية ويحقق الإنتصارات
- لا يفسر صمود الجيش إلا وجود أغلبية شعبية وراءه
- كان في سوريا أغلبية داعمة لمعارضة وطنية إصلاحية تخوض الحوار
- باتت المعارضة مكشوفة: قناع خليجي و غربي لتخريب سوريا و إسرائيل وراء الستار والقاعدة تمسك الميدان
- صار شعار "الله محيي الجيش" يختصر ما في قلوب السوريين
- لكن لماذا يفاوض أوباما طلبان في الدوحة ؟
- لو جرب اوباما غزوته وهزم في سوريا هل كان عندها سيعترف أوباما بشرعية الأسد ونصره ؟
- اوباما يريد بيع هزيمته مزيدا من القتال في سوريا بصفقة جديدة مع القاعدة تمولها قطر
- الأسد ممنوع مصافحته إلا بإذن إسرائيلي
- هذه هي حقيقة عالم تقود فيه قطر تركيا ومصر وتقود فيه إسرائيل أوروبا وأميركا
- إنه من جهة زمن شعاره الكر يجر الجمل
- ومن جهة مقابلة هو زمن الأسد تحالفه الأسود
النص كاملا:
أوباما بين الأسد وطالبان
- بعدما إستسلم أوباما لحقيقة عجزه المزدوج بفشل الرهان على قدرة طالبان سوريا على إسقاط الرئيس بشار الأسد و إنكشاف عدم مقدرة حكومات الغرب التفكير بالحرب الشاملة المكشوفة على سوريا لما للحرب من تداعيات يخرج أوباما ليرفض التسليم بشرعية الأسد
- الحقيقة التي لا يستطيع إنكارها أوباما وكل حلفائه مهما أخترعوا من تبريرات لتفسيرها هي ان العامل الحاسم في قوة الأسد التي على اساسها ترسمل الحلفاء وأمدوه بالدعم فوقها هي قوة جيشه الذي وصفه الضباط الأميركيون والإسرائيليون بالأسطورة
- جيش يصمد لأكثر من سنتين وهو خارج ثكناته يخوض الحرب على ستة عشر جبهة قتال رئيسية ومئات الجبهات الفرعية وخطوط إمداده مقطعة الأوصال وأكثر من ستين موقع أساسي له تحت الحصار و حدوده مفتوحة على طول يتعدى ال2000 كلم لكل انواع السلاح والمسلحين والمخابرات والإمداد لأعدائه هو فعلا أسطورة
- جيش يصمد بموازنة سنوية لا تتعدى الملياري دولار تسليحا وتذخيرا وصيانة معدات ورواتب ضباط وجنود يواجه حربا موازنتها مئة مليار دولار ويواجه كل عمالقة الإعلام يضخون بذار الشقاق في صفوفه تارة بإتهامه بقتل شعبه وطورا باللعب على اوتار الطوائف والمذاهب
- جيش تبقى بنيته الرئيسية موحدة و ب50 الف ضابط يمثلون كل نسيج المجتمع السوري يسترد زمام المبادرة عسكريا ويذهب لهجوم معاكس رغم فقدان قيادته العليا خلال السنة الأولى من الأزمة ولا تصيب منه الإنشقاقات إلى الأطراف وغالبا بداعي الخوف من الحصار والوقوع في الأسر
- في علم السياسة بقياس القدرة المالية والإعلامية والدينية والمخابراتية لأعداء الأسد لا يفسر صمود جيشه وصموده على رأس هذا الجيش إلا الثقة بأن الجيش يخوض حرب دفاع وطني عن البلد ثقة يتشاركها الجيش مع رئيسه ويعبران بها عن مساحة من الرأي العام هي المساحة الوحيدة المتعددة طائفيا أي التي تشبه سوريا والسوريين من جهة وتتشكل منها أغلبية شعبية وسياسية من جهة اخرى
- في علم السياسة قوة الأسد مصدرها شخصيته الشجاعة وذكاءه الإستراتيجي لكن قبلهما إمتلاكه منظومة قيم جعلته يصل حد الإستعداد للإستشهاد دفاعا عنها وتمسكا بها والشهادة هنا ليست عملا إنتحاريا بل تزاوجا بين المبادئ والحساب العلمي للموازين فبناء على هذه الخصال نجح الأسد في إقناع الأغلبية الشعبية السورية بصوابية حربه هذه وتعبيرها عن المصلحة العليا لسوريا كوطن والسوريين كشعب
- لم يكن نظام الأسد مثاليا كما قالت خطبه منذ إندلاع الأحداث لكنه لم يقل هذا افضل الممكن بل قال أنا جاهز للتعاون المثمر مع كل معارض لإصلاح ما ينبغي إصلاحه لكن لا تدعوا مجالا للأجنبي يستثمر على بناء صدوع في بنيتنا الشعبية والسياسية لأهداف لا تمت لمصلحة سوريا والسوريين بصلة
- كان جزء كبير من السوريين في بدء الأحداث يكفي لتكوين أغلبية داعمة لمعارضة وطنية إصلاحية تخوض الحوار ومن بعده الإنتخابات وربما تحصد عبرها اغلب المقاعد فالسوريون عموما لم يكونوا راضين عن أداء الدولة ومؤسساتها سواء إقتصاديا او إجتماعيا او لنظرتهم لقضية الحريات ودور أجهزة الأمن أو لحجم تفشي الفساد والمحسوبيات والإستزلام وتهميش الريف ونشوء العشوائيات
- كانت خطابات الأسد تتفاعل مع وجدان السوريين بمبادراته الحوارية وإعلانه نقدا قاسيا لأداء الدولة ومؤسساتها وشرحه لميكانيكية نمو الفساد وكيفية محاربته فيما كانت الأرضية الشعبية للمعارضة تنحسر تدريجا مع كل سلبية تجاه دعوات الحوار ومع كل إنكشاف لعلاقتها بالغرب وكل مؤشر على التكوين المهدد لوحدة النسيج الوطني الذي تمثله القوى الفاعلة في حسم المعارضة
- خلال سنتين كانت الحقائق قد تبلورت وصار جسم المعارضة على طلاق كامل مع إدعاء سوريته وهو تحت الإمرة الخليجية المنفرة للسوريين والتبعية المفضوحة للغرب المكشوفة أهدافه أمام أعينهم و الصلة المتواترة بإسرائيل العدو التاريخي لسوريا والعرب
- خلال سنيتن كانت المعارضة قد خلعت قناع السلمية التي إدعتها ولم ينفع ما قالته عن حمل السلاح دفاعا فيما كانت الوقائع المتدفقة كل يوم تحمل الأنباء عن المجازر والإغتصاب والسبي والعنصرية والتطهير العرقي والطائفي
- باتت المعارضة عارية من اي غطاء يخفي كونها حصان طروادة للنيل من وحدة الكيان السوري والذهاب به إلى تدمير يقوده الغرب ودول الخليج البعيدان عن كل إدعاء بحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية وأمام اعين السوريين إسرائيل وراء الستار والقاعدة تمسك الميدان
- صار الجيش العربي السوري قبلة السوريين ومصدر أملهم للخلاص وصار شعار "الله محيي الجيش" يختصر ما في قلوبهم وصار الجيش مدعوما من الشعب قوة لا تقهر والرئيس المستند لوحدة الشعب والجيش رأس مثلث معجزة لا تنكسر بل تحقق الإنتصارات
- إذا كانت هذه هي الحقيقة فكيف سيستقيم كلام اوباما عن عدم الإعتراف بشرعية الأسد ولو كان من سقط في الحرب نصف مليون وليس مئة الف فقط و يعرف اوباما أنها الحرب على الأسد وليست حرب الأسد وقد خرجت شرعية شارل ديغول من مليوني شهيد فرنسي بوجه حكومة فيشي الفرنسية في حرب أهلية حقيقية ومن ورائها من جهة جيوش دول المحور وعلى رأسها الجيش الألماني النازي ومن وراء ديغول جيوش الحلفاء وعلى رأسهم الأميركي
- هذه الحقيقة تقول أنه لو لم يكن أوباما عاجزا عن الحرب وذهب إليها لما تغير شيئ فسيكون هناك حرب ضارية تجتاح المنطقة وتتفجر كل جبهات القتال و تصير إسرائيل في قلب المعركة وربما ينجح اوباما بدخول جيوشه اجزءا من سوريا لكن بالمقارنة مع تجربة جيوشه في العراق فستكون مقاومة العراقيين نزهة بالنظر للمقاومة التي ستنتظر جيوشه في سوريا وما جرى ويجري في أفغانستان مزحة بالنسبة لمكا كان سيجري في سوريا
- لو نجح اوباما و فرض حكومة سورية برئاسة هيتو أو قرضاي سوري اوقرضاوي سوري فماذا سيفعل بعد سنوات ؟ سيقرر الإنسحاب كما فعل في العراق ويفعل في أفغانستان و يذهب ليفاوض من يقاتله في الميدان غير آبه بمصير قرضاي او القرضاوي أو هيتو هيتو متل ما رحتو متل ما جيتو وها هو يفاوض طالبان على ظهر وفروة رأس قرضاوييه
- لكن لماذا يفاض أوباما طلبان في الدوحة ؟
- لو جرب اوباما غزوته وهزم في سوريا هل كان عندها سيعترف أوباما بشرعية الأسد ونصره ؟
- يذهب أوباما ليبيع هزيمته نصرا لطالبان عبر التفاوض لأنه يتهرب من الإعتراف بنصر شبيه بنصر الأسد هو نصر إيران وروسيا والصين المثلث الذي نجح بإنهاكه وإستنزافه في أفغانستان وأوباما يعلم أن من سيفاوضونه من طالبان هم بقايا القاعدة الذين لا يملكون إلا الحدود الباكستانية الأفغانية بينما إسم طالبان فهو يعلم أنه صار مثل إسم القاعدة يافطة لكل من يحمل السلاح و واجهة لكل المجموعات المقاتلة في افغانستان وأغلب هذه المجموعات يتبع لدولة وفقا لجيرته الحدودية و المرجعية إيران او روسيا او الصين
- النتيجة أن اوباما هزم ويريد بيع هزيمته لتوظيفها في سوريا مزيدا من القتال بصفقة جديدة مع القاعدة تمولها قطر قبل رحيل الأمير المهزوم لكن بعد فوات أوان الإستعمال فالقاعدة تنهار بعد معركة القصير في سوريا وترتعد فرائصها من رعب المواجهة الذي لاتتقنه فهي ترتكز إلى ميليشيات أغلبها مرتزقة وتجار أفيون والعقائديون فيها هم الإنتحاريون القادرون على تنفيذ عمليات موت وقتل جماعي لكنهم ليسوا رجال المواجهات
- أوباما يهرب من الإعتراف بحقيقة النصر ولو إعترف بحقيقة الهزيمة و يواصل كلاعب بوكر الهروب من التسليم بأن اللعبة إنتهت فيرهن ما يملك بأبخس الأثمان لخوض اللعبة الأخيرة
- موقف اوباما الغبي والمنافق له تفسير واحد هو أنه لا مشكلة عند الأميركي بالتفاوض مع القاعدة ولا بالتعاون معها رغم درجة العداوة و يصبح ارنبا عند المصالح وهو ارنب في الحرب على سوريا رغم كل الصراخ لكن الأسد المتأهب لقتال إسرائيل ممنوع مصافحته إلا بإذن إسرائيلي
- هذه هي حقيقة عالم تقود فيه قطر بقرار إسرائيلي دولتين بحجم تركيا ومصر وتقود فيه إسرائيل أكبر كيانين إقتصاديين وعسكريين في العالم الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية
- إنه من جهة زمن شعاره الكر يجر الجمل وحلم الكر ان يصير حمارا ومثل بني إسرائيل كمثل الحمار يحمل أسفاراً لا يعرف قيمتها ولا يعلم كنوزها ولا ما فيها
- ومن جهة مقابلة هو زمن الأسد في سوريا وبرج الأسد في إيران و مدار الأسد في الصين و تقويم الأسد في روسيا
19/6/2013
ناصر قنديل
nasserkandil@hotmail.com
لقراءة المقال باللغة الانكليزية
http://top-news.me/en/share.php?art_id=378
لقراءة المقال باللغة الفرنسية
http://top-news.me/fr/share.php?art_id=58
2013-06-20 | عدد القراءات 18979