الملخص
- يتعمد الرئيس اللبناني ميشال سليمان تظهير موقفه من الحرب الدائرة على سوريا كتعبير عن مسؤوليته الدستورية
- لبنان لا يعترف بإسرائيل ويتقدم رغم ذلك بشكاوى ضدها لأن غيره يعترف بها
- لماذا لم تكن الشكوى على المعارضة للجامعة ودول ما يسمى أصدقاء سوريا ؟
- لماذا تجاهل العدوان المتكرر على الجيش اللبناني وسقط له شهداء ؟
- لماذا لم يطلب الرئيس بعد كل ما نشر بفتح تحقيق حول تورط النائب عقاب صقر وفريقه السياسي في الحرب على سوريا؟
- هل كان مصير اللبنانيين المخطوفين يستحق شكوى لبنانية لكل الدول التي تعترف بالمعارضة ؟
- يعرف الرئيس أنه رفض الإستجابة لمناشدات القيام بأقل من ذلك ويعرف انه ربما لو فعل ذلك لتفادى حزب الله إحراجه
- ماذا جرى اذا ؟
- صفقة يتولى الرئيس وفقها تقديم الشكوى وقيادة الحملة على سوريا وحزب الله مقابل ضمان التمديد له بالنصف زائد
- تمديد موعود في ايار 2014 ويكون كل شيئ في المنطقة والعالم وخصوصا سوريا قد تغير وسليمان ينتظر وعودا
- وضع سليمان يشبه الجندي الياباني الذ يشهر سلاحه ظنا منه أن الحرب مستمرة بينما الحرب قد إنتهت
النص كاملا:
سليمان والجندي الياباني
- يتعمد الرئيس اللبناني ميشال سليمان تظهير موقفه من الحرب الدائرة على سوريا وحولها وتتويجه بالشكوى على سوريا للأمم المتحدة والجامعة العربية كتعبير عن مسؤوليته الدستورية وسياسة النأي بالنفس التي تم التوافق عليها في لقاء بعبدا الذي ضم كل الأطراف اللبنانية
- عندما يسأله أحد عن سبب تجاهله للإنتهاكات الإسرائيلية يجيب الرئيس أنه ليس موضوع مزايدة في هذا المجال فالإنتهاكات الإسرائيلية موضوع شكاوى لبنان المتعددة لكن طابعها هذه الفترة روتيني ولا يهدد بخطر شن حرب كي تستنفر لها الديبلوماسية اللبنانية بينما التوتر الذي تثيره المسألة السورية يهدد بتفجير لبنان
- لما خرج بعض السياسيين لسؤال الرئيس عن سبب عدم شمول شكواه المسلحين التابعين للمعارضة السورية الذين قصفوا وقتلوا لبنانيين وخطفوا قبل ذلك لبنانيين لا زالوا أسرى سجونهم في أعزاز جاء الجواب أن الدولة اللبنانية تتعاطى مع الدولة السورية و لا تعترف بالمعارضة المسلحة كيانا دستوريا أو سياسيا شرعيا
- عندما طالت شظايا مواقف الرئيس حزب الله ورفع صوته على ما اسماه تجاوز خطوط الوفاق الوطني بتورطه بالحرب في سوريا وتطور لحد التحدث عن مخاطر ظهور حزب الله في حلب في نفس توقيت الكلام الفرنسي عن خطورة سقوط حلب بيد الجيش السوري تناولت مواقف الرئيس أسئلة من نوع لماذا لا يتحدث عن مشاركة أطراف لبنانية اخرى غير حزب الله ؟
- كان جواب الرئيس أنها أطراف غير ممثلة في لقاء بعبدا ولا في الحكومة ولما قيل له إن بينها أطراف كتيار المستقبل تشبه بتمثيلها حزب الله قال الرئيس لمحدثيه أنهم ينكرون المشاركة بينما حزب الله يجاهر بها وليس لديه اي أسباب قانونية أو أخلاقية لإتهامهم بلا أدلة وبلا إعتراف بينما الإعتراف في حالة حزب الله سيد الأدلة
- قبل مناقشة اسباب الرئيس الحقيقية لا بد من مناقشة المنطق الذي يسوقه ومؤيدوه لتبرير مواقفه وتسويقها وتقديمها كمواقف نابعة من حسابات المسؤولية الدستورية والسياسية
- في حالة إسرائيل غير وظيفة الإنتهاكات وخطورة تحولها إلى روتين يعني الإعتياد عليها وتقبلها بكلام من رئيس البلاد يظهر كلام الرئيس أن لبنان لا يعترف بإسرائيل ويتقدم رغم ذلك بشكاوى ضدها بما يعني سقوط حجة التهرب من الشكوى ضد المعارضة السورية المسلحة بحجة عدم الإعتراف بها
- إذا كان الرد هو بأن إسرائيل معترف بها من الجهة التي يتقدم بها لبنان بالشكوى أمامها وهي الأمم المتحدة فالسؤال إذن لماذا لم تكن الشكوى للجامعة العربية كليا على المعارضة بدلا من الحكومة السورية فالجامعة العربية قاطعت سوريا الدولة الشرعية وإستضافت الإئتلاف في القمة التي حضرها سليمان وصفق خلالها لكلمة معاذ الخطيب اللاشرعي بنظر لبنان
- لتكن الشكوى للأمم المتحدة على الحكومة والمعارضة فالأمم المتحدة تعترف بالحكومة لكنها إعترفت بالمعارضة ممثلا مؤهلا للتفاوض ولتكن الرسائل للدول بقياس تعاملها مع الحكومة او المعارضة ويعرف الرئيس أن دول ما يسمى بأصدقاء سوريا لا تتعامل مع الحكومة بل مع المعارضة فكم كان حياديا لو خاطب واشنطن مشتكيا على المعارضة وخاطب موسكو مشتكبا على الحكومة
- لبنان الذي يترأس شرعيته سليمان كال كل أنواع الصفات السيئة بحق وزير خارجيته الشرعي عدنان منصور لكلمته التي رفض فيها ونصح وحذر خلالها من قبول الإئتلاف ممثلا لسوريا في الجامعة وكان الرئيس يقود هذه الحملة ضد الوزير إذن هو يعرف مع من تتعامل الجامعة ؟
- في حالة الشكوى التي سلمها سليمان تجاوز الوزير الذي يرأس وزراته منذ إتفاق الطائف ولا يحق لأحد تجاوزه بينما سقف صلاحياته الدستوري ان يخاطب مجلس النواب برسالة في مثل هذه الحالة بدلا من الأمم المتحدة والجامعة العربية فهل غاب عنه ذلك وهو الذي أقسم على إحترام الدستور و يعرف وصف إنتهاكه من قبله بالخيانة العظمى وهي الجريمة الوحيدة التي يمكن ان يحاكم بها رئيس البلاد ؟
- أما في حالة المقارنة بين حزب الله والمتدخلين اللبنانيين الآخرين فالسؤال الموجه للرئيس هو هل إعلان حزب الله عن مشاركته اقوى في آثاره على لبنان ولم يقتل او يجرح بسببها اي لبناني آخر أم العدوان المتكرر من مسلحي الأطراف اللبنانية الأخرى خصوصا في وادي خالد وعرسال ومعهم مسلحو المعارضة السورية والتي طالت الجيش اللبناني وسقط له فيها شهداء وجرحى ؟ وطبعا هنا لا حاجة لإعتراف ليكون سيد الأدلة فالجرم المشهود في مرتبة قانونية أعلى من الإعتراف طالما صار الوصف للتدخل جريمة أيا كان المتدخل ؟
- هل كانت غضبة اللبنانيين من إرسال أبنائهم يقتلون ويموتون في تل كلخ خارج سمع الرئيس وقد قام الأمن العام اللبناني بمعرفته ومواكبته بإستعادة جثث هؤلاء ؟
- هل كان الرئيس لا يقرأ الصحف العالمية التي تحدثت عن دور النائب عقاب صقر في إدارة المال السعودي لتوزيع السلاح من مكاتب سعد الحريري في أنقرة وما نشرته صحف وتلفزيونات لبنانية عن محادثاته مع قادة المجموعات المسلحة ؟ الم يستحق ذلك مثلا أن يطلب الرئيس فتح تحقيق إذا تبين خلاله تورط النائب صقر وجب على قيادته السياسية ان تحدد موقفها بوضوح مما أدعت قبوله في إعلان بعبدا ؟ ووجب رفع الحصانة عنه ومحاكمته ؟
- هل كان مصير اللبنانيين المخطوفين في أعزاز يستحق شكوى لبنانية لكل الدول التي تعترف بالمعارضة وتقاطع الدولة السورية وإستدعاءا لسفرائها وتحميلهم مسؤولية مصير هؤلاء اللبنانيين والتلويح بخطوات مقابلة ما لم يعود هؤلاء غلى بلدهم وعائلاتهم ؟
- يعرف الرئيس أنه رفض الإستجابة لمناشدات القيام بأقل من ذلك ويعرف انه ربما لو فعل ذلك لتفادى حزب الله إحراجه وهو آخر المتدخلين فكان تجنب وجنب لبنان معه التداعيات التي يقف اليوم محذرا منها
- الواضح أن الرئيس يعبر عن تموضع سياسي واضح في خندق من خنادق الصراع في سوريا هو الخندق المقابل لخندق حزب الله والحكومة السورية أي الخندق القطري السعودي الفرنسي الأميركي بلا أي شك وحصر حملاته بالدولة السورية وحزب الله هو ترجمة لهذا التموضع
- السؤال هو لماذا يفعل ذلك الرئيس بعدما بدأت كفة الموازين تميل ميدانيا لصالح الجيش السوري وبعدما بدا أن الحل السياسي الذي ترتضيه الدولة السورية يتحول إلى عنوان للمساعي الدولية و بالرغم تعقيدات هذا الحل فإن ذلك يؤشر للإعتراف بحسم الحرب لصالح نظام الرئيس بشار الأسد مع بعض الأدوار التجميلية لبعض المعارضين ؟
- مهما قيل عن تورط الرئيس بحسابات خاطئة فذلك غير كاف لأن الرئيس المتوضع في خندقه الاخر يحسبها جيدا ومهما قيل عن طلبات خارجية ضاغطة فهي لا تفسر حماسة الرئيس وتعابيره المستخدمة وخطواته التي يستطيع التنصل منها لمخالفتها الدستور ووقوعها خارج صلاحياته فالمرغم على أمره غير المتطوع والمتبرع بلعب الدور
- الواضح أن النبرة المرتفعة للرئيس جاءت بعد التوافق على التمديد للمجلس النيابي و تجاهل طلب الرئيس بشموله بمدة التمديد وسعيه لعرقلة القانون بأكثر من وسيلة ردا على هذا التجاهل ووصوله لطريق مسدود وقد عبر عن هذا التوتر ما بدا انه تراشق بدأ يتحول علنيا بينه وبين الرئيس نبيه بري
- الواضح ان قوى 14 آذار ومن وراءها عربيا ودوليا قد غدروا بالرئيس سليمان فهم حلفاؤه الذين وعدوه ونكلوا وقاموا بتمرير التمديد النيابي على حسابه لكن الواضح أن هذا الغدر قد أدى نتائجه بفتح تفاوض بين الرئيس و أطراف هذا الحلف
- المعلومات الصحفية تتحدث عن صفقة عرضت على الرئيس وقبلها ومضمونها حملته السفيرة الأميركية كونيلي ووزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون بعدما اكدها له بندر بن سلطان وهي أن يتولى الرئيس تقديم الشكوى وقيادة الحملة على سوريا وحزب الله مقابل ضمان التمديد له دون الإلتزام بالنص والعرف الدستوريين أي الحاجة لثلثي البرلمان اللبناني والإكتفاء بالنصف زائد واحد يضمنه نواب 14 آذار ومعهم وليد جنبلاط وكتلته
- الصفقة تتضمن أن يتم الإعتراف العربي و الدولي بهذا التمديد وقد تبلغ الرئيس سليمان رسالة بان كي مون بصدور إعلان من الأمين العام يبارك للرئيس بقاءه لضمان عدم الوقوع في الفراغ الرئاسي ومتابعة مهامه لإستقرار لبنان فور موافقة أغلبية نيابية على تمديد ولايته قبيل نهايتها في ايار المقبل
- من هنا حتى ايار 2014 سيبذل الرئيس جهده لإرضاء اطراف حلف الحرب على سوريا وحزب الله وسيرمي بثقله لتنفيذ ما تعهد به بينما الأمور تسير في المسألة السورية نحو إتجاه معاكس فيصل ايار ويكون الرئيس بشار الأسد المرشح الأبرز والأقوى لرئاسة الجمهورية في سوريا والأميركي غائب عن السمع منهمك بترتيبات إنسحابه من افغانستان و اوروبا تبحث عن حصصها في إعادة إعمار سوريا والخليج يرتب اوضاعهه الجديدة ليتأقلم مع شروط التسويات الكبرى وعلى كتفه اللاعب الأكبر الذي يجب كسب رضاه وهو إيران
- ديبلوماسي مخضرم شبه إعلان سليمان للحرب على سوريا و حزب الله بإعلان الجندي الياباني الخارج من كهف الحماية الذي أختبأ فيه طيلة سنوات ولاءه للإمبراطور وهو يشهر سلاحه ظنا منه أن الحرب مستمرة بينما الحرب قد إنتهت
- نهاية مأساوية لتمديد هزلي ففي الزمن الإفتراضي كل شيئ صار مكنا إفتراضيا
21/6/2013
ناصر قنديل
nasserkandil@hotmail.com
لقراءة المقال باللغة الانكليزية
http://top-news.me/en/share.php?art_id=379
لقراءة المقال باللغة الفرنسية
http://top-news.me/fr/share.php?art_id=59
2013-06-21 | عدد القراءات 15329