كتب ناصر قنديل - الدوحة طالبان وباتريوت

الملخص:


- ينعقد اليوم في الدوحة بمبادرة فرنسية مؤتمر الدول المتورطة في الحرب على سوريا وعنوانه تأمين السلاح النوعي للمعارضة المسلحة
- قال الرئيس الفرنسي يجب فعل أي شيئ لمنع تكرار نموذج القصير في حلب
- الأدميرال دمبسي رئيس أركان الجيوش الأميركية يقول إن أي سلاح قادر على تغيير المعادلة يحتاج لمنطقة حظر جوي تحمي وصوله للداخل السوري
- دمبسي يضيف ساخرا أن منظومة أوسا للصواريخ الروسية المضادة للطائرات التي ستشتريها السعودية لحساب المعارضة مفعولها محدود جدا
- إذن لا منطقة حظر جوي فماذا ذهبوا يفعلون ؟
- المعلومات تقول :
- عقد صفقة فرنسية مع القاعدة في المغرب بوقف التقاتل  برعاية وتمويل قطريين مقابل عودة مقاتليها إلى سوريا عبر الحدود التركية
- تعبئة المشاركين في مؤتمر القاهرة ستتم ماليا وتسليحيا في الأردن بتدريب وتنظيم من حركة حماس
- جلب الآلاف من مقاتلي طالبان عبر السعودية وقطر جوا إلى لبنان بجوازات سفر خليجية معفاة من التأشيرة والتدقيق لبنانيا بداعي المصلحة العليا للسياحة اللبنانية على الأمن الوطني
- ربما يكون إنعقاد المؤتمر موعدا لوصول أخبار غير سارة للمؤتمرين

 

النص الكامل:

- ينعقد اليوم في الدوحة بمبادرة فرنسية مؤتمر الدول المتورطة في الحرب على سوريا وعنوانه تأمين السلاح النوعي الكاسر للتوازن لحساب ميليشيات المعارضة المسلحة

- تأتي المبادرة بالتزامن مع تصريح فرنسي يدعو الدول الكبرى للضغط على المعارضة والحكومة في سوريا للجلوس إلى طاولة التفاوض

- تصريح فرنسي آخر تزامن مع الدعوة يعتبر أن مشاركة إيران في مؤتمر جنيف الخاص بسوريا لم تعد موضع معارضة كما في السابق وفرنسا كانت هي السباقة لتسجيل الفيتو على المشاركة الإيرانية

- فرنسا المتحمسة لتسليم سلاح نوعي للمعارضة السورية هي فرنسا نفسها المتورطة في مالي بحرب  مع القاعدة والتي تريد من مجلس الأمن تجديدا للمظلة المالية والقانونية التي يوفرها للقوات الفرنسية والأفريقية هناك

- فرنسا هي نفسها التي زار رئيسها موسكو ويتفادى الصدام معها لأن الحاجة للمظلة الدولية حيوية سياسيا وماليا لمهمة قواته وقد سمع من الرئيس بوتين في تصريحه الأخير تلويحا بحجب هذا الغطاء الدولي بفيتو روسي وفق معادلة " لا تستطيع فرنسا أن تحظى بدعم دولي لتقاتل في مالي المسلحين الذين تدعمهم في سوريا"

- في الدوحة ستلتقي فرنسا مع شركائها الأوربيين المساندين للتسليح و ليس من ضمنهم ألمانيا ولا هولندا ولا السويد و آخرين يعارضون التسليح و ستكون أميركا ودول الخليج وتركيا وفي الخلفية بالتأكيد إسرائيل التي أعلنت بصورة رسمية تشجعيها لهذا التسليح مظهرة أن لا شكوك لديها بمخاطر وصول السلاح لأيد ستقاتل إسرائيل به لاحقا

- الإحتماع ينعقد على خلفية فشل مؤتمر قمة الثمانية بتغيير الموقف الروسي او بتجاوزه أو بممارسة الإرهاب عليه فبقي الذهاب إلى مجلس الأمن بمشروع قرار متفق عليه بصدد سوريا يلبي تطلعات الغرب أمرا مستحيلا

- في نفس توقيت الإجتماع يستعد ممثلو واشنطن وموسكو بناء على تفويض الثمانية الكبار لإجتماع مشترك مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي وجيفري فيلتمان الذي يمثل بان كي مون لوضع جدول أعمال جنيف وهوية الدول المشاركة فيه وجدول الإتصالات بالحكومة السورية والأطراف التي سيتقرر دعوتها لحضور جنيف من المعارضة

- يعرف المجتمعون خصوصا بعد الإعلان الفرنسي أنهم في سباق مع الزمن لمنع إسترداد الجيش السوري لمدينة حلب وريفها وإغلاق الحدود التركية السورية وقد قال الرئيس الفرنسي يجب فعل أي شيئ لمنع تكرار نموذج القصير في حلب

- لذلك كانت كل الضغوط على حزب الله لوقف  مشاركته العسكرية عند حدود القصير وهم يعرفون أن بجوار حلب الإستراتيجي بلدتان هما نبل والزهراء يملك فيهما حزب الله جذورا إجتماعية وثقافية وسياسية قادرتان على تجنيد آلاف المقاتلين كبيئة حاضنة وتقعان حيث يمكن فك الحصار عن مطار منغ والتواصل مع حلب

- لذلك تسارع ممثلة الأمم المتحدة بطلب خط حماية دائم لما تسميه ممر آمن للمساعدات الإغاثية من الحدود التركية وتعتبره حيويا

- بالتزامن مع الإجتماع تتحرك الميليشيات اللبنانية الممولة من قطر والسعودية لمشروع الفوضى المسلحة المتنقلة من صيدا إلى طرابلس والبقاع والهدف يتعدى إرباك الجيش اللبناني و إبتزاز حزب الله الذي يسعى لتفادي الفتنة المذهبية

- يبدو الهدف تأمين بديل لوجستي لربط خط تهريب السلاح من شواطئ طرابلس إلى عرسال بعد سقوط القصير لأن عرسال هي آخر شرايين الرهان على قتال في دمشق وريفها ورهان عرسال على قوافل بشرية داعمة يمر السلاح تحت عباءتها ولا تعترضها القوى الأمنية بداعي أنها تحركات سلمية بعدما كان شريان عرسال هو طريق القصير

- بالتزامن مع الإجتماع يفتتح مكتب طالبان افغانستان في الدوحة وربما يكون وفدها القيادي مقيما في ذات الفندق الذي يستضيف المؤتمر ومعه الوفود ألآتية من مؤتمر القاهرة للتعبئة الجهادية للقتال في سوريا و ربما وفد القاعدة في المغرب الذي يقود القتال ضد الفرنسيين في مالي

- واشنطن منحت الضوء الأخضر للحوار مع طالبان علنا بقبول اوباما دخول خط التفاوض رغم صراخ حميد قرضاي و اصمت واشنطن آذانها بداعي اولوية أمن قواتها على مصير حكم قرضاي

- الأدميرال دمبسي رئيس أركان الجيوش الأميركية رد على دعوات التسليح التي أطلقها جون كيري الذي سيحضر في الدوحة بقوله إن أي سلاح قادر على تغيير المعادلة يحتاج لمنطقة حظر جوي تحمي وصوله للداخل السوري لأنه سلاح محمول على عربات وشاحنات ثقيلة يستحيل إخفاؤها وفي المقدمة يجب أن يكون الباتريوت مضيفا ان متل هذا الخيار يعني التورط في حرب شاملة مع سوريا المعززة بدفاعات جوية وطاقة صاروخية تمكنها من تفجير المنطقة وإفشال خطة الإسناد

- دمبسي يضيف ساخرا أن منظومة أوسا للصواريخ الروسية المضادة للطائرات التي ستشتريها السعودية لحساب المعارضة تعود صناعتها لجيل السبعينات من القرن الماضي هي كناية عن صواريخ ستريللا أو سام 7 المحمولة على الكتف المنسقة مع عربات مدافع مضادة للطائرات من طراز شيلكا كثير منها بات بيد ميليشيات المعارضة ومفعولها محدود جدا بوجه الطيران السوري المروحي والحربي عدا عن كونها بلا طاقة على إعتراض أي  نوع من أنواع الصواريخ السورية

- حكاية منطقة الحظر الجوي صارت معروفة كمفردة من الحرب النفسية بعد الحديث عن قوات أميركية وخبراء في الأردن ومناورات الأسد المتأهب وإبقاء الباتريوت والطائرات الحربية التي شاركت في المناورة في الأردن فالحرب النفسية لم تنفع أثناء قمة الثمانية ولا نبرة أوباما الحازمة بقرار متخذ لفرض الحظر الجوي من طرف واحد فما كاد التصريح الروسي بأن موسكو" لن تسمح" حتى قال أوباما نفسه أن لا خطط لمنطقة حظر جوي بلا توافق دولي وقرار من مجلس الأمن وصرح الأطلسي ان لا خطط لديه ولا طلبات تلقاها بهذا الصدد

- إذن لا باتريوت وبلا الباتريوت لا سلاح يغير المعادلات فماذا ذهبوا يفعلون ؟

- المعلومات المتوفرة تقول أن المؤتمر سيجري  مقايضة محورها قبول المعارضة بالمشاركة في جنيف  دون إعلان شروطها متزامنة مع القبول ودون سحب هذه الشروط والبدء بتسمية وفد مفاوض و بالمقابل عقد صفقة فرنسية مع القاعدة في المغرب بوقف التقاتل هناك برعاية وتمويل قطريين مقابل عودة مقاتليها إلى سوريا عبر الحدود التركية و قد كان منهم كثيرون يقاتلون هناك تحت لواء جبهة النصرة

- المعلومات المتوافرة تقول أيضا ان تعبئة المشاركين في مؤتمر القاهرة ستتم ماليا وتسليحيا في الأردن بتدريب وتنظيم من حركة حماس التي تلقت أوامر من المرشد العام للأخوان بزج جسمها العسكري في الحرب على سوريا بصورة علنية ردا على دور حزب الله

- المعلومات تقول أن الصفقة الأميركية مع طالبان برعاية وتمويل قطر ستترجم تفاهما بجلب الآلاف من مقاتلي طالبان عبر السعودية وقطر جوا إلى لبنان بجوازات سفر خليجية معفاة من التأشيرة والتدقيق لبنانيا بداعي المصلحة العليا للسياحة اللبنانية على الأمن الوطني و في مناخ  الفوضى سيسهل تمرير هؤلاء إلى عرسال وصولا لريف دمشق وبقانون السياحة وإبتزاز اللبنانيين بجالياتهم المقيمة في الخليج وموارد عيشها هناك وقوة وعود التمديد لرئيس الجمهورية سيسهل القيام بهذه المهمة

- سيعلن المؤتمر دعم الحل السياسي في سوريا بشرط إستعادة التوازن العسكري  مع الجيش السوري ويعلن إمداد المعارضة المسلحة بحاجاتها من السلاح والمال لهذا الغرض لكن شيئا ثانيا سيجري هو فوضى أمواج القاعدة والأخوان التي ستحاول دق الباب السوري من حدود لبنان وتركيا والأردن

- القوى النظيفة في لبنان وتركيا والأردن مطالبة بوقفة حازمة لمنع هذا التآمر على امن بلادها وعبرها على سوريا ومنع تحويل بلادها إلى سلة نفايات عالمية لمجموعات التطرف  والهدف ربما يكون جعل هذه البلاد مسرحا دمويا للتخلص من هذه المجموعات على يد  قوى المقاومة والجيش السوري من جهة وإستنزاف المقاومة وسوريا من جهة اخرى حتى يحل مطلع آب

- مطلع آب يجب ان تكون الإستعدادات لمؤتمر جنيف قد دخلت حيز الجدية قبيل التحضير لقمة بوتين أوباما في موسكو

- شهر حار ستكون فيه المفاجآت العسكرية التي لا ينتظرها المجتمعون في الدوحة في نقاط تفاجئهم ونقاط يتوقعونها ويأملون بإستباقها و ربما يكون إنعقاد المؤتمر موعدا لوصول أخبار غير سارة للمؤتمرين

22/6/2013

ناصر قنديل

nasserkandil@hotmail.com

 

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية

http://top-news.me/en/share.php?art_id=380

لقراءة المقال باللغة الفرنسية

http://top-news.me/fr/share.php?art_id=61

2013-06-22 | عدد القراءات 17307