كتب ناصر قنديل - اسئلة مستعجلة

الملخص:

- اليوم ننهي اليوم ال60 بعد المئة وليست سنة قد مرت فقط هما شهران ، وامير قطر يرحل ومصر تنتفض وتركيا تثور وكان توقعنا لها يجابه بكثير من الأسئلة
- السؤال الأبرز اليوم كيف سيتصرف الأخوان هل سيسلمون ويستسلمون ؟
- الجواب طبعا بالنفي بل سيقاتلون ما بوسعهم لمنع الإنهيار
- سقف آمالنا هو أن مصر لما تنفتح جرحا نازفا في خاصرة المشروع الأميركي ستصبح هي الأولوية
- السؤال الذي يلي فورا هو ماذا يعني تسلم الجيش وهو تحت السيطرة الأميركية ؟ فهو ربما أسوأ من الأخوان ؟
- الجواب أنه ليس بقادر بعد رحيل حكم الأخوان على أكثر من إدارة هموم مصر الداخلية
- وهل البرادعي أفضل من ميرسي  ؟
- السؤال الصحيح هو هل البرادعي أقدر ؟
- بالتأكيد الجواب بالنفي
- السؤال هو هل نتقدم أم نتراجع كقوى مقاومة ؟ هل نشعر أننا قبل عام كنا في حال ونحن اليوم في  عكسه وأن أعداءنا كانوا في  حال  وهم اليوم عكسه ؟
- ألف نعم هو الجواب
- زمن النصر تجلى وزمن الهزائم قد ولى


 

النص كاملا:

 

اسئلة مستعجلة

- في مثل هذه الأيام قبل عام تقريبا كان محمد مرسي يعتلي بزهو وفخار سدة الرئاسة في مصر ، وكان رجب أردوغان يجمع الأطلسي ويبلغ شروطه للتدخل العسكري في سوريا ، وكان امير قطر يستقبل وليد جنبلاط ويبلغه على افطار رمضاني ان العيد سيكون موعد رحيل الرئيس بشار الأسد
- في مثل هذه الأيام تقريبا كانت دمشق تستعد لوداع قادة جيوشها الأربعة الذين قضوا في تفجير مكتب الأمن القومي ضمن خطة مبرمجة لإسقاط العاصمة والجيش ومعهما النظام ،  وكان المسلحون التابعون لحلف الحرب يسيطرون على أغلب أحياء دمشق ، وصولا إلى أبواب مقر مجلس الوزراء وشعبة المخابرات وطريق المزة الرئيسي ، ويهاجمون ويحتلون مقر هيئة الأركان العامة في قلب ساحة الأمويين
- في مثل هذه الأيام كانت واشنطن تستعد لبدء الحملات الإنتخابية للرئاسة ، وكان النقاش يدور حول كيف سيكون سلوك البيت الأبيض تجاه سوريا وما هي سيناريوهات التدخل ؟
- يومها قلت أن أوباما عائد وكيري سيكون وزير خارجيته ، وأن التفاوض سيكون خطة واشنطن للخروج من حروب آسيا ، والتسليم بدور روسيا المتعاظم ، والفشل في سوريا وإيران ،  لكنه تفاوض على صفيح ساخن ، مصحوب بالتصعيد وإستعمال كل الأوراق المتاحة ، فكان كثر يقولون أنتم تحلمون ، الحرب الخارجية قادمة وأميركا لم تفقد قدرتها على التدخل
- يومها قلت أن دمشق لن تسقط والنظام لم يستخدم أوراق قوته بعد ، ولا زال في مرحلة تلقي الضربات والهجوم المعاكس لم يبدأ بعد ، وكان كثر يقولون أيضا عن أي أوراق وأي قوة تتحدثون ؟ أنتم تحلمون المسالة مسألة وقت
- يومها قلت أن من يملك الإيمان بصحة خياراته ، و الثبات وقدرة التحمل والصبر والحفاظ على موارد قوته ، ويعرف كيف يدير لعبة الزمن ، سيستنهض مصادر قوة خفية لا يحسب لها الاخرون حسابا ، والأيام بيننا فلسنا بحالمين
- يومها قلت إنتظروا سيرحل امير قطر ويسلم ولده بهدوء المهزوم قبل نهاية 2013  ، وقبل ذلك التاريخ ايضا ستندلع ثورة الأتراك بوجه حكومة الأخوان المسلمين ، وسيخرج المصريون إلى الميادين لإسقاط حكم المرشد ، فضحك الكثيرون
- بعدها ومع مطلع العام والصورة قاتمة في  دمشق وحلب والمنطقة والعالم ، وطبول الحرب تدق ، أعلنت العد التنازلي لمئة يوم أولى من ولاية اوباما ، قلت أنه بنهايتها سيتغير الإتجاه وتنقلب الموازين ، ونعلن نصر سوريا ، فشكك المحبون قبل المبغضين
- اليوم ننهي اليوم ال60 بعد المئة وليست سنة قد مرت فقط هما شهران ، وامير قطر يرحل ومصر تنتفض وتركيا تثور
- اليوم شهران بعد المئة يوم والعالم ينشغل بمستقبل تركيا ومصر ، فيما إيران تجدد شباب نظامها عبر إنتخابات رئاسية اربكت العالم وإستردت المهابة وسوريا تتسرد كل يوم بقعة من جغرافيتها المسروقة من عصابات طالبان
- أسوق هذا للذين كانوا يرون حكم الأخوان أبديا ، وعندما بدأ يترنح صار سؤالهم ولم تصفقون ؟ فقد يكون الاتي أسوأ ، أو الذين كانوا يرون أمير قطر يتوج نفسه اميرا للمؤمنين واردوغان صدرا أعظما واليوم بمسيرة هزائمهم يتساءلون وهل الآتي أفضل ؟
- جوابي طبعا أنني لم أقل ان اوباما صديق وحليف لسوريا والمقاومة كي أسأل عن كل خطوة عدائية يقوم بها ، بل قلت انه خلاصة العجز الأميركي ، ولم أقل ان الأمير الصغير في قطر خير من ابيه كي أطالب بتبرير فرحي برحيل كبيرهم الذي علمهم السحر ، بل قلت إن التبديل يأتي على خلفية الهزيمة والتموضع مع تراجع دور قطر ، ولم أقل ان الجيش في  مصر وتركيا والنخب السياسية التي تقود المواجهة مع الأخوان بخيارات حاسمة بوجه المشروع الأميركي ، بل قلت إن الهزيمة يتيمة ويجب ان يدفع ثمنها أحد لملاقاة الحلول والمشروع المعادي لسوريا قد هزم و يدفع قادته الثمن
- السؤال الأبرز اليوم كيف سيتصرف الأخوان بعد خروج الملايين في ميادين مصر بصورة تثلج الصدور ، وتؤكد كما قال الجيش المصري ان الذين خرجوا بوجه حكم الأخوان هم ضعف الذين خرجوا ينادون برحيل مبارك ؟
- هل سيسلمون ويستسلمون ؟
- الجواب طبعا بالنفي بل سيقاتلون ما بوسعهم لمنع الإنهيار ، وهذا يعني أن فترة المواجهة ستطول وطريق رحيلهم سيكون متعرجا ، والجيش لن يبادر بالسرعة التي تصرف بها يوم رحيل مبارك
- أميركا في موقف مختلف بسبب أمن إسرائيل ، رغم قناعتها بزوال حقبة الأخوان بسبب الفشل بسوريا ، بل لأن ما قدمه حكم الأخوان لأمن إسرائيل كبير جدا ، والإرباك الناتج عن كون مرسي منتخب قبل عام سيربك الجيش ، و يعقد المشهد ، وتطرف الجماعات السلفية وقيادة الأخوان سيجعل المشهد دمويا في كثير من وجوهه
- لكن هذا المشهد المؤلم بنتيجته ليس سيئا ، فنحن لم نكن لنأمل بإنتقال مصر إلى ضفة المقاومة بسحر ساحر ، بل سقف آمالنا هو أن ساحة بحجم خطورة وأهمية مصر لما تنفتح جرحا نازفا في خاصرة المشروع الأميركي ستصبح هي الأولوية ، و ان هذا الإرتباك ومعه ما سيأتي عبر تركيا وفشل الخطط السعودية لتغيير الموازين في سوريا ، كله سيسرع بالإندفاع الأميركي نحو روزنامة التفاهم مع موسكو ، فالأركان الثلاثة لمشروع السيطرة تركيا ومصر والسعودية في أزمات
- السؤال الذي يلي فورا هو ماذا يعني تسلم الجيش وهو تحت السيطرة الأميركية ؟ فهو ربما أسوأ من الأخوان ؟ وفي فقرتين من السؤال مقدمات خاطئة ، فالجيش الذي يجسب كثيرا للموقف الأميركي ليس ممسوكا اميركيا ، وليس بقادر بعد رحيل حكم الأخوان على أكثر من إدارة هموم مصر الداخلية ، وأي دور خارج الحدود لن يكون لمصر إلا كما رسمه عبد الناصر في قضية فلسطين ، فمع الأخوان يستهلك الأميركي آخر ورقة قوة لدور إقليمي لمشروع يزج بمصر لتحقيقه
- وهل البرادعي أفضل من ميرسي  ؟ والسؤال الصحيح هو هل البرادعي أقدر ؟ أقدر على قيادة دور لمصر للتخريب في المنطقة  ؟ بالتأكيد الجواب بالنفي ، فالتغيير يحدث على إيقاع الإنكفاء لملفات الداخل المثخنة الجراحات ، وليس على خلفية القوة و النمو والتعاظم والبحث عن دور خارج الحدود
- البوصلة في القياس هي ، هل أن الذين تعملقوا وتسلقوا وصعدوا على نزف سوريا وإستنزافها وبالتالي تعمشقوا العربة الأميركية يتهاوون كأوراق خريف ؟ وهل لسقوطهم أثر في إرباك هذا المشروع الذي يحتضر  ؟ وهل هذا مصدر قوة لنهضة جديدة في المنطقة تخرج عبرها سوريا معافاة وتسترد مصر هوية شارعها وتستعيد تركيا عقلانيتها وتكون إيران خلالها متصالحة في محيطها ،؟ و قوى التورط بالحرب الأميركية ذابلة تبحث عن مصيرها ؟
- السؤال هو هل نتقدم أم نتراجع كقوى مقاومة ؟ هل نشعر أننا قبل عام كنا في حال ونحن اليوم في  عكسه وأن أعداءنا كانوا في  حال  وهم اليوم في عكسه ؟
- ألف نعم هو الجواب
- زمن النصر تجلى وزمن الهزائم قد ولى
- تحيا مصر تحيا سوريا تحيا المقاومة
- هنا القاهرة من بيروت .. هنا القاهرة من دمشق الساعة 6 و45 بتوقيت ميدان التحرير

 

ناصر قنديل

1/7/2013

nasserkandil@hotmail.com

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية

http://top-news.me/en/share.php?art_id=389

لقراءة المقال باللغة الفرنسية

http://top-news.me/fr/share.php?art_id=69

 

2013-07-01 | عدد القراءات 19857