كتب ناصر قنديل - الساعات الحاسمة

الملخص
 
- كنا واثقين من إستحالة تسليم الأخوان بالمعادلة الجديدة التي فرضها حضور الملايين الرافضة لإستمرار حكمهم في مصر رغم الخروج الشجاع للجيش لنصرة الشعب
- وصلت كلمة السر سقوط سريع للأخوان يعني هزيمة حلف الحرب على سوريا كله فخرج مرسي وقد شرب حليب السباع وشد عصبه وأعلن انه باق في الحكم و بدأ الإستعداد للمواجهة 
- المعادلة تقتضي الضغط على الجيش لتغيير رؤيته لخارطة المستقبل لتشكيل مجلس ويترأسه مرسي ويكون فيه وزير الدفاع قائد الجيش نائبا للرئيس 
- بديل التراضي هو المواجهة التي إستعد لها الأخوان من حشد في القاهرة لكل تنظيمهم الحزبي وجسمهم المسلح والجماعات المتطرفة  و نخبة من حركة حماس 
- التصعيد للتفاوض خيار حسمه الأخوان ومن ورائهم حلف إقليمي دولي ، وقادة الجيش يحسبونها بدقة ، كيف لهم قبول الصيغة التفاوضية المعروضة والشعب لن يرضاها فيخسر الجيش مرتين يخسر الخارج والداخل معا ؟
- إذا حسم الجيش أمره والمضي بما عزم عليه فقد يحمل مواجهات قاسية لأيام واسابيع ، لكنه سيفضي لنصر بائن وامر واقع سيجبر الخارج على قبوله والتعامل معه قبل أن ينجز 
 
النص الكامل : 
 
الساعات الحاسمة
 
- كنا واثقين من إستحالة تسليم الأخوان بالمعادلة الجديدة التي فرضها حضور الملايين الرافضة لإستمرار حكمهم في مصر رغم الخروج الشجاع للجيش لنصرة الشعب
- الأخوان مشروع مصري لكنهم مشروع إقليمي وعالمي أيضا قاعدته مصر وقيادته في مصر ومعنوياته تصنع في مصر، عندما يخرج الأخوان من الحكم في مصر بثورة شعبية فلن يعودوا اليه قبل نصف قرن كما قال خيرت الشاطر ، وعندما يحدث السقوط في مصر فلا قيامة للأخوان خارجها 
- تداعيات سقوط الأخوان معلومة على الصراع الدائر في المنطقة ، والذي تتورط فيه كل القوى الكبرى في الإقليم والعالم ، فتركيا والسعودية و قطر في مواجهة وجودية مع حلف مقابل فيه إيران وسوريا ، وحكم الأخوان ركيزة رئيسية في هذه المواجهة التي يتقرر بضوئها توازن القوى الحاكم في المنطقة بل وآسيا كلها ، ومنها وعليها يخرج التوازن المحدد لمعادلة النظام العالمي الجديد وخصوصا العلاقة الروسية الأميركية 
- في سوريا المواجهة بين الجيش والأخوان و في مصر صارت بين الجيش والأخوان ، والصلة عميقة وحقيقية ، كما كل معادلات الأوعية المتصلة أو المستطرقة ، حيث تنخفض المناسيب في ضفة سترتفع على الضقة المقابلة ، فعندما يهزم الأخوان بوجه الجيش في مصر سيكسب الجيش بوجه الأخوان في سوريا حكما 
- في تركيا تأهب و إستنفار  متبادل بين الشعب وحكم الأخوان ، والجيش ينتظر تحديد ساعة صفر المواجهة لإسترداد مهابته المعتدى عليها ، و عينه على جيش مصر ومستقبل معركته بوجه الأخوان 
- في إسرائيل قلق من مستقبل مصر ومستقبل أمن إسرائيل عبرها ، وكل الوقائع تقول في ضوء ما يجري في سوريا وغزة وما تحقق من مكاسب إسرائيلية ثمينة في التفاهمات والتفاوضات بين التنظيم العالمي للأخوان والقيادات الإسرائيلية ، بما يتعدى ما يمكن أن يقدمه حكم جديد في مصر لو كان للجيش وحده ومن ضمنه الإلتزام بكامب ديفيد و تعهداتها ، فكيف وفي الحكم الجديد خليط قوى بينها من يدعو لإلغاء كامب ديفيد ، وبينها من يتقاطع مع حلف المقاومة في اكثر من نقطة 
- في واشنطن وعواصم الغرب يقين بزوال حقبة الأخوان بعد فشلهم في سوريا ، لكن ساعة الرحيل جاءت مبكرة ، و إنفلات الجيش المصري من التوجيهات الغربية جاء مستهجنا،  فالطلب الغربي من الجيش كان تفاهم على تشكيل حكومة إئتلافيه يرعاها الجيش تنتقل لها صلاحيات الرئاسة الساسية ، ويبقى مرسي رئيسا رمزيا لحماية الدور الإقليمي للأخوان والواقع المعنوي والنفسي للمعارك والحروب المرتبطة بقوة حضورهم 
- تشكل بسرعة حلف دولي إقليمي  داعم لبقاء الأخوان في الحكم ، حتى تتبلور الصورة النهائية للتفاوض الدولي الإقليمي الكبير حول سوريا ومستقبل المنطقة ، و جرى ضبط موقف السعودية ضمنه رغم التباين القطري السعودي حول الأخوان ، وبدأت الضغوط على الجيش المصري لعدم تنفيذ إنذاره المحدد بمهلة 48 ساعة تنتهي  الخامسة بعد ظهر اليوم 
- وصلت كلمة السر فخرج مرسي وقد شرب حليب السباع وشد عصبه وأعلن انه باق في الحكم و بدأ الإستعداد للمواجهة 
- معادلة مصر المبتكرة وفقا للأوساط الغربية صارت كيف نوفق بين الشرعية والديمقراطية ، فالشعب ضد رئيس شرعي ومنتخب ولا يجوز السماح بإنقلاب غير شرعي عليه ، ولا يمكن بالمقابل التغاضي عن رفضه من قبل الشعب 
- المعادلة تقتضي الضغط على الجيش لتغيير رؤيته لخارطة المستقبل التي وعد بها وان تتحول إلى نقل صلاحيات التشريع والتنفيذ التي نص عليها الدستور لمجلس رئاسي من ست أعضاء يتكون مناصفة بين الأخوان والمعارضة ، ويترأسه مرسي ويكون فيه وزير الدفاع قائد الجيش نائبا للرئيس ، ويتخذ القرار فيه بالتوافق طيلة المرحلة الإنتقالية المحددة بسنتين يجري خلالها التوافق على دستور جديد يليه إنتخاب برلمان جديد ورئيس جديد
- يجب على مرسي والأخوان مقايضة الجيش والشعب لتمرير حل بالتراضي بحجز مقعد في الحكم الجديد وحق النقض معه ، و الحفاظ على المعادلة المعنوية والنفسية لموازين القوى في الحروب الكثيرة الدائرة في المنطقة وحولها ، والتي يشكل الخوان في أغلبها بيضة القبان 
- بديل الحل المعروض لتمريره بالتراضي من الأخوان والمدعوم خارجيا بقوة ، هو المواجهة التي إستعد لها الأخوان من حشد في القاهرة لكل تنظيمهم الحزبي وجسمهم المسلح والجماعات الإسلامية المتطرفة ومعهم وحدات نخبة من حركة حماس و أخلوا المحافظات عمليا للجيش والشعب 
- الساعة الخامسة بعد الظهر ، إذا خرج الجيش بإعلان كرسي الرئاسة شاغرا ، ستبدأ حرب من نوع آخر ، و سيكون الدم خيارا لا يمكن تفاديه لتشكيل موازين قوى تقول بإستحالة أن يحكم من سيوكل إليهم الجيش آلة الحكم وفقا لخريطته ، دون شراكة الأخوان ورضاهم 
- التصعيد للتفاوض خيار حسمه الأخوان ومن ورائهم حلف إقليمي دولي ، وقادة الجيش يحسبونها بدقة ، كيف لهم التراجع وما يتضمنه من هزيمة نكراء ، وكيف لهم قبول الصيغة التفاوضية المعروضة والشعب لن يرضاها فيخسر الجيش مرتين يخسر الخارج والداخل معا ؟
- الجيش أمام معادلة صعبة لكنه إستعد للمواجهة ، فابلغ ليلا من يلزم ان لا حل بالتراضي ببقاء مرسي في الرئاسة وأن المجلس الرئاسي يجب أن يكون قانونيا حياديا لا سياسيا بينما الحكومة التي يشكلها المجلس الرئاسي فيمكن ان تكون إئتلافية ، وفيها تشارك من كل القوى السياسية وهذه الصيغة إذا نجح الجيش بتمريرها  هزيمة معنوية للأخوان وليست نهايتهم كما هو الحال بخروجهم الكامل من الحكم 
- ساعات طوال تمر على المصريين لكنها اطول على الجيش تحت وطأة الإتصالات المتسارعة و الضاغطة 
- الجيش إستكمل إنتشاره ليلا في كل نقاط  الإشتباك المتوقعة في القاهرة خصوصا بعد إشتباكات جامعة القاهرة ومقتل 22 شخصا خلالها ، ووجه الجيش إنذارا علنيا لحركة حماس من التورط في الأحداث المصرية ، وأبلغ قادة الأخوان أنهم تحت المراقبة إذا حدث أي تفجير امني سيكونون موضوع ملاحقة و مطاردة 
- ربما يقدم الجيش على إعلان خارطته على مراحل فيعلن اليوم خطته كعناوين دون تفاصيل ودون أسماء وخطوات إجرائية  ، فاتحا للباب لمواصلة التفاوض من جهة ولفرض أمر واقع من جهة اخرى ، فيكون القرار بالإعلان عن إجراء مشاورات خلال 48 ساعة اخرى لتشكيل مجلس رئاسي يتولى إدارة شؤون البلاد لمرحلة إنتقالية ، يمنع الإنزلاق للحرب الأهلية ، ويقوم المجلس  بتعليق الدستور وإصدار إعلان دستوري لأحكام المرحلة الإنتقالية ، بينما كانت الخطة أن يعلن الجيش اليوم تعيين أعضاء المجلس الرئاسي و إعلان أسماء أعضائه ودعوته للإنعقاد فورا ، وحلوله مكان رئيس الجمهورية و تعليق العمل بالدستور فورا وحل مجلس الشورى 
- إذا فعل الجيش ذلك ستفتح شهية الأخوان على المزيد من التصعيد للمزيد من المكاسب وسيكون لهم حق النقض في تشكيلة الحكم الجديد ، في مسار معقد بين المواجهات والمفاوضات ، فتكون نصف هزيمة للأخوان ونصف نصر للجيش والشعب ، لكن المرحلة الإنتقالية ستكون اسوأ من مرحلة حكم الأخوان أمنيا وسياسيا وإقتصاديبا ، وستجلب اليأس للشعب من فكرة التغيير والقدرة على التغيير ، بينما إذا حسم الجيش أمره والمضي بما عزم عليه فقد يحمل مواجهات قاسية لأيام واسابيع ، لكنه سيفضي لنصر بائن وامر واقع سيجبر الخارج على قبوله والتعامل معه قبل أن ينجز ، فمجرد الإعلان الحاسم سيجعل الجيش محور الإتصالات الخارجية طلبا للرضا رغم كل ما يقال اليوم قبل ساعات صدور القرار 
 
ناصر قنديل

3/7/2013

nasserkandil@hotmail.com

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية

http://top-news.me/en/share.php?art_id=391

لقراءة المقال باللغة الفرنسية

http://top-news.me/fr/share.php?art_id=71

2013-07-03 | عدد القراءات 20205