الملخص:
- مشهد متكرر لجهة الإنقسام الأهلي وطابعه المسلح وموقع الجيش فيه وتباين الإدعاءات حول الحجم التمثيلي ودرجة التمتع بالشرعية يجمع مصر ولبنان والعراق
- هناك من يريد أن يقنعنا أن الأمر في سوريا مختلف
- لم يتوان محمد مرسي ورجب أردوغان عن وصف الهبة الشعبية بوجهيهما بالمؤامرة
- الطابع الدموي للمواجهة في مصر يدخل ما يشبه الحالة السورية وتكشسف افلام اليوتيوب كيف يقوم مسلحو الأخوان من داخل صفوف التظاهرات بإطلاق النار على متظاهرين ونسبة مقتلهم للجيش
- بعض قادة مصر يصر على موقف يشبه موقف الخوان مما يجري في سوريا ويصف معارضتها بالثورة ويكيل لدولتها الإساءات
- المخيف ان يكون خوض المواجهة مع الأخوان تحت سقف الرضا الأميركي السعودي وهذا السقف له دفتر شروط بنوده عدم مغادرة مصر الجديدة خيارات مصر القديمة والأقدم منها في ملفات سوريا والمقاومة وسوريا وإسرائيل وإيران
- آن الأوان أن ترتقي مواقف بعض القادة الآتين من صفوف القومية العربية والتاريخ الناصري إلى مستوى موقف الجيش المصري الذي بدا إشتباكه القاسي مع مرسي وأخوانه يوم قرروا التصعيد بوجه سوريا وقطعوا العلاقات معها
النص كاملا :
رسالة سورية مصرية
- مع الحدث المصري و حجمه وأهميته صار ممكنا الحديث عن تشابه لجهة النوع بعناصر لظاهرة متكررة عربيا مع حفظ الخصوصيات التي تؤدي إلى تصور خاطئ يستند إلى الخصوصيات ليعتبر الظواهر في أساسها مختلفة بينما الخلاف في الكم والتفاصيل فقط
- الظاهرة المتكررة هي إنقسام المجتمع سياسيا إلى ضفتين متقابلتين لا تشكل إحداهما أقلية يمكن تجاهلها ، مهما إختلفت تقديرات الأحجام ، فبين مصر ولبنان والعراق مشهد متشابه لجهة ما يسميه اللبنانيون 8 و14 آذار كما في العراق محافظات الغرب والوسط في تظاهراتها المتمردة على الحكومة المركزية التي تساندها محافظات الجنوب والعاصمة كما في مصر الأخوان المسلمون المتمردون من مشهد إعتصامات رابعة العدوية و المواجهات المتعددة المناطق على الحكم المركزي الذي تسانده ميادين القاهرة والمحافظات
- عندما لا يملك فريق أن يصف حجم الاخر بالتافه الممكن تجاهله فهذا يعني أنه لم يعد مهما ان يكون التقدير ان الإنقسام يجري على قاعدة 60 مقابل 40 أو 70 مقابل 30 اوحتى 80 مقابل 20 او حتى أن يكون إدعاء متقابل بتمثيل الأغلبية مرة بإسم صناديق الإقتراع ومرة بإسم الساحات والميادين
- في لبنان والعراق يتداخل الطائفي بالسياسي في الإنقسام وفي مصر يتداخل العقائدي بالسياسي لكن لا يخفى على أحد أن الطائفي أو العقائدي ليسا أكثر من غطاء لتحصين السياسي وتبريره ومنحه أقوى فرص الفعل والتأثير وتزويده بشحنات دافعة فالسياسي يبقى الأصل وإلا كيف يكون الخلاف طائفيا وفجأة تجتمع المتناقضات في تحالف إنتخابي كما هو حال لبنان وكيف يكون عقائديا ويقف حزب النور السلفي مع التغيير الجديد في مصر وكيف يكون الأساس طائفيا وينقسم الشيعة فيما بينهم والسنة فيما بينهم في العراق ؟
- في مصر والعراق ولبنان يتداخل الصراع مع دور محوري للجيوش في تحديد وجهة الإنقسام حيث تجاهر إحدى ضفتي الإنقسام بمعاداة سلوك الجيش وتطعن بوطنيته وتتهمه بالإنحياز السافر لفريق دون فريق والتورط بالسياسة ولا تتورع عن إطلاق النار على جنوده وضباطه او توفير النغطية وإيجاد الأعذار لمن يفعل ذلك
- مشهد متكرر لجهة الإنقسام الأهلي وطابعه المسلح وموقع الجيش فيه وتباين الإدعاءات حول الحجم التمثيلي ودرجة التمتع بالشرعية يجمع مصر ولبنان والعراق
- هناك من يريد أن يقنعنا أن الأمر في سوريا مختلف وأن هناك ازمة من نوع آخر فيها تستدعي موقفا سياسيا من نوع آخر وموقفا أخلاقيا من نوع آخر وهذا يطال المعنيين بالإشتباك والإنقسام الأهلي في مصر والعراق ولبنان
- الطرف المناوئ للجيش في العراق ومصر ولبنان لا يملك خطابين واحد لبلده وواحد لسوريا فهو يجاهر بإعتبار ما يجري في سوريا ثورة ويعلن دعمها ويطوع المقاتلين للمشاركة فيها ويخصص جزءا رئيسيا من موارده لمساندتها ويطلق على الدولة في سوريا نعوتا لم يبلغ أطراف الحرب السوريين ضد دولتهم حد إستخدامها وهو في كل حال طرف يصطف علنا في محور متماسك دوليا وإقليميا تقوده واشنطن ويملك إمتدادا يضم الأطلسي كله وتركيا ودول الخليج وتنظيمي الأخوان والقاعدة ولا يمانع في وجود إسرائيل ضمن الحلف علنا مرة وسرا مرات
- رغم ذلك لم يتوان محمد مرسي ورجب أردوغان عن وصف الهبة الشعبية بوجهيهما بالمؤامرة والتلويح بالجيوش في مواجهتها و هما من سخر من إستخدام الحكومة السورية لهذا الوصف وهو الأقرب للحقيقة في حال سوريا من حالهما بشاهد حجم الإصطفاف الدولي الإقليمي في الحرب على سوريا وتجنيد المال والسلاح والرجال والفتاوى من خارجها عليها مقابل الطابع الداخلي الصرف لما شهدته إنتفاضات مصر وتركيا
- المشكلة هي في كيف سنفهم على الأطراف الداعمة للجيوش الوطنية في مصر ولبنان والعراق والتي يتراوح موقفها بإسثناء حزب الله فقط من وصف ما يجري في سوريا بالأزمة كما هو حال أغلب القوى اللبنانية وكما هو موقف الحكومة العراقية وصولا إلى عقدة العقد في الموقف المصري المؤيد لثورة 30 يونيو الذي يقف وراء الجيش ويصر على المزايدة على الأخوان المسلمين بوصف ما يجري في سوريا بالثورة مقابل إدراك الأطراف اللبناننية والعراقية كونها جزء من حلف يتوقف مصير قوته على نتائج الحرب التي يشنها حلف دولي إقليمي على سوريا وتعرف وتعترف أنها جزء من هذه الحرب ونتائجها وتداعياتها ويبقى عجيبة العجائب الموقف المصري خصوصا لجبهة الإنقاذ وقادتها ورموزها
- السؤال الذي يطرحه الواقع السوري حول إزداوجية المعايير لدى بعض الأطراف المصرية والإنتهازية السياسية لدى بعض القيادات ، فوفقا لمعيار التمثيل الملايين التي نزلت ميادين مصر وتوجها قرار الجيش بعزل محمد مرسي لا تضاهيها الا الملايين التي خرجت في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري أما المعارضة السورية التي يسمونها ثورة شعب فلم تنجح بحشد ولا مرة واحدة يشبه المجتمعين منذ اسبوع في رابعة العدوية والاخذين بالتزايد رغم زج الجيش لقياداتهم ومنهم وعلى رأسهم ابرز قادة الأخوان المسلمين فإن صح وصف التمرد في سوريا بالثورة فلم لا يصح بحركة الخوان التي يعطونها صفة الحماية للشرعية ومهما قيل في شرعية الرئيس الأسد فهي مستندة لدستور لم يعلق ولإنتخاب أفرزته الصناديق مهما قيل فيها وليس لتعيين بقرار من القوات المسلحة
- الطابع الدموي للمواجهة في مصر يدخل ما يشبه الحالة السورية بمبادرة من تنظيم الأخوان وحلفائه و يزيد عدد الشهداء والجرحى كل يوم وتكشسف افلام اليوتيوب عن نفس المشاهد التي عرفناها في بداية الازمة السورية وكيف يقوم مسلحو الأخوان من داخل صفوف التظاهرات بإطلاق النار على متظاهرين ونسبة مقتلهم للجيش
- كيف تحسبت هذه القوى لما يمكن ان يحدث إذا سيطر الأخوان وجسمهم المسلح على جزء من الجغرافيا المصرية وإضطر الجيش لإقتحامها كما يحدث مع الجيش السوري في مناطق سورية عديدة ؟
- الأمر المخيف هو أن يكون بعض قادة جبهة الإنقاذ يدرك ان الموقف التمييزي إنتهازي وغير مبدئي لكنه يتبناه لأنه جواز مرور في بيئة معبأة مذهبيا لا يريد التعارك معها فيكسبها بالممالأة و الأمر أشد إقلاقا هو أن تكشف الأيام أن الأمر تعدى الخطاب الإعلامي إلى الخطاب السياسي بمعنى انه لم يعد لعبة إعلامية بقول عكس الحقيقة لتحقيق كسب بالنقاط او تفادي الخسارة بالنقاط إذا قيلت الحقيقة لأن المزاج الشعبي بإتجاه آخر
- المخيف ان يكون الأمر قد صار خطابا سياسيا يريد خوض المواجهة مع الأخوان تحت سقف الرضا الأميركي السعودي وهذا السقف له دفتر شروط بنوده عدم مغادرة مصر الجديدة خيارات مصر القديمة والأقدم منها في ملفات سوريا والمقاومة وسوريا وإسرائيل وإيران
- رسالة قبل فوات الأوان لقادة الإنقاذ ان يرتقوا إلى مستوى إدراك أن الأخوان لم يسقطوا لأنهم لم يحسنوا معاملة الخصوم وإحتواء معارضيهم فما سينجم عن المواجهة سيضع الحكم الجديد في منزلة أسوأ من الأخوان في خشونة معاملة الخصومة السياسية
- لم يسقط الأخوان لأنهم فشلوا في معالجة المشاكل الإقتصادية ولن ينجح حكم مصري في علاجها بكبسة زر ولا بقدرات مصر الحقيقية خارج معركة الإستقلال الوطني كما تقول تجربة جمال عبد الناصر وما بعده عندما ارادت مصر إدارة مواردها واسواقها بقرار مستقل وجدت امامها العدوان الثلاثي وعندما حصنت إستقلالها الوطني نمت فيها الزراعة وإزدهرت الصناعة وزاد الدخل القومي وتراجع الفقر والبطالة وعندما فقدت الإستقلال مع السادات فقدت نموها وإزدهارها إلا لمن ربط دخله بعمولات الأجنبي
- دفتر شروط الأميركي والسعودي فيه كامب ديفيد وفيه الإرتهان وها هم الأخوان يسقطون رغم الغطاء الأميركي فما يحفظ التغيير في مصر هو الشعب ولن يحتفظ بالحيوية الشعبية حراك سياسي لا يرى حربه مع الأخوان والوهابية حربا مع مشروع ساحاته متعددة مترابطة تمتد من واشنطن إلى الخليج إلى إسرائيل و تشكل سوريا ساحة الحسم فيها والتي لولا صمودها أمام المشروع الأخواني الذي تصفونه بالثورة لما تضعضع مصير الأخوان في مصر ولا كان الإقتلاع متاحا
- آن الأوان أن ترتقي مواقف بعض القادة الآتين من صفوف القومية العربية والتاريخ الناصري إلى مستوى موقف الجيش المصري الذي بدا إشتباكه القاسي مع مرسي وأخوانه يوم قرروا التصعيد بوجه سوريا وقطعوا العلاقات معها
- آن الأوان لمكاشفة الشعب المصري بحقيقة الكذبة المسماة ثورة سورية والمبادرة لإعلان التحالف المصري السوري بوجه مشروع الأخوان والقاعدة ومن يقف وراءه فمنذ متى كانت مصر عبد الناصر تصنع ثورتها برضا اميركي أو ترضى ان تكون ظلا للسعودية أو قطر وهل الإنجاز هو بنقلها من مظلة إلى مظلة ام ان تكون هي و كما كانت مصر المظلة لكل العرب ؟
- تعلمنا أن الحقيقة واحدة لا تتجزأ ومن يقول نصفها يكذب في نصفها الاخر فاي نصف من كلامه نصدق ؟ كما هي الحرية لا تتجزا ومن يوقع على صك بيع نصف حريته يوقع على صك عبودية كاملة
ناصر قنديل
7/7/2013
nasserkandil@hotmail.com
لقراءة المقال باللغة الانكليزية
http://top-news.me/en/share.php?art_id=395
2013-07-07 | عدد القراءات 15846