كتب ناصر قنديل - عن الجيوش

الملخص:
-    إشكالية الجيوش والسلطة مسالة فكرية مطروحة في البلاد العربية و الإسلامية منذ خمسينات القرن الماضي
-    نموذج جمال عبد الناصر وحافظ الأسد الأكثر إثارة للنقاش
-    جوهر النقاش كان أن بلادنا تحتاج للدولة المدنية ولا لزمان الجيوش ودورها
-    بعد ثورات الربيع العربي و تجارب الانتخابات و التي توجتها الحرب على سوريا صار ضروريا  العودة للنقاش
-     الجيوش العربية عرضة لحرب ضروس جزء من خطة يتولاها أقوى طرفان منظمان أمنيا في المنطقة إسرائيل والقاعدة
-    مستقبل التنمية والإستقلال يترابطان إلى حد بعيد
-    بلادنا التي لا تزال الهوية الوطنية فيها طرية العود سرعان ما تتشظى إلى العصبيات المكونة لمجتمعاتنا من قبائل وعشائر وطوائف
-    الجسم الوحيد الجاهز والقادر على تشكيل الحامل التاريخي لمشروع النهضة القومية والوطنية هو الجيش الوطني المكون اصلا من مصادر عابرة للطوائف والقبائل والمناطق والجهات
-    بلاد بلا نقابات ولا احزاب عابرة للطوائف وقادرة على تشكيل مكافئ حركي فاعل لمؤسسات السلطة هي بلاد بلا دولة وليكون فيها دولة مدنية وجب أولا ان يكون فيها دولة
-    مبروك للجيشين السوري و اللبناني في عيدهما


النص كاملا:

عن الجيوش


-    إشكالية الجيوش والسلطة مسالة فكرية مطروحة في البلاد العربية و الإسلامية منذ خمسينات القرن الماضي
-    نموذج جمال عبد الناصر وحافظ الأسد الأكثر إثارة للنقاش
-    جوهر النقاش كان أن بلادنا تحتاج للدولة المدنية ولا لزمان الجيوش ودورها
-    بعد ثورات الربيع العربي و تجارب الانتخابات و التي توجتها الحرب على سوريا صار ضروريا  العودة للنقاش
-     الجيوش العربية عرضة لحرب ضروس جزء من خطة يتولاها أقوى طرفان منظمان أمنيا في المنطقة إسرائيل والقاعدة
-    مستقبل التنمية والإستقلال يترابطان إلى حد بعيد
-    بلادنا التي لا تزال الهوية الوطنية فيها طرية العود سرعان ما تتشظى إلى العصبيات المكونة لمجتمعاتنا من قبائل وعشائر وطوائف
-    الجسم الوحيد الجاهز والقادر على تشكيل الحامل التاريخي لمشروع النهضة القومية والوطنية هو الجيش الوطني المكون اصلا من معن الجيوش
-    إشكالية الجيوش والسلطة مسالة فكرية مطروحة في البلاد العربية و الإسلامية منذ خمسينات القرن الماضي ومحورها هل يمكن الجمع بين مشروع بناء دولة القانون والمسآلة وبالتالي الديمقراطية الحديثة والدولة المدنية دولة الأمان لا الأمن الدولة المتماسكة لا الممسوكة دولة يتبع فيها الجيش للسلطة السياسية لا دولة تصنع فيها السياسة في ظل العسكر
-    بنيت واسست هذه الإشكالية على نقاش بدا نظريا منطقيا وسلسا و مقنعا بضرورة نقد تجربة الإنقلابات والثورات التي جلبت الجيوش إلى السلطة وكان طبعا نموذج جمال عبد الناصر وحافظ الأسد الأكثر إثارة للنقاش بإعتبار تجربة العراق مع صدام حسين هي مع مدني حزبي لبس ثوب العسكر كما هي بعض النماذج الأخرى
-    نجحت الحملة التي لبست ثوب التحديث بإستقطاب نخب و تيارات ثقافية بعضها ممول وبعضها ألاخر صادق في المراجعة النقدية لكن الحصيلة الإجمالية كانت إنطلاق مناخ عنوانه نهاية زمن الجيوش العربية في الحكم ولم ينتبه كثيرون أن هذه الخلاصة ترافقت مع شطب كل المنجزات التي حققها الزعيمان جمال عبد الناصر وحافظ الأسد وصارت المسالة كلها تتلخص بمعالة : الحكم الرشيد لايتحقق بلا مدنية الدولة وبعدها نناقش مسألتي الإستقلال الوطني والتنمية
-    بعد ثورات الربيع العربي و تجارب الانتخابات و التي توجتها الحرب على سوريا وتبعها اقصاء النظام الأخواني في مصر بقوة ثورة الشباب والشعب وتدخل الجيش لحمايتهما صار ضروريا  العودة للنقاش أمام الخلاصات الفكرية والسياسية لأصل النقاش
-    الحقية الواضحة الأولى أن الحزب الوحيد الجاهز على مساحة العالم العربي للإفادة من تنظيم حياة سياسية مدنية والقادر بقوة المال والإعلام والموروث الديني هو تنظيم الأخوان المسلمين الذي يؤمن بالإنتخابات لمرة واحدة يصل فيها ويثبت نوعا من أنواع الديكتاتورية المستندة إلى قطعية النص الديني وقدسيته والتي تبني دولة لا مكان للإستقلال والتنمية فيها ولاحقا لا مكان للديمقراطية بمعايير ومفاهيم الديمقرطية من حقوق المراة إلى حق الإبداع وحرية التفكير والقول والتنمظيم والبحث العلمي وصولا إلى حق التقاضي والإحتكام للمؤسسات فتصير الديمقراطية في حالتنا كثورة الغرب الديمقراطية تعيد الكنيسة للحكم بالإنتخابات ومعها صكوك الغفران والطاعة لولي المر سواء كان المرشد أو راس الكنيسة أوللملك ظل الله على الأرض
-    الحقيقة الثانية أن الجيوش العربية عرضة لحرب ضروس تتصل بمسألة الإستقلال الوطني من جهة وبمستقبل الجغرافيا السياسية لمنطقة من الأهم إستراتيجيا في العالم من جهة اخرى و تدمير الجيوش ومنعها من إمتلاك اساباب القوة صار ثابتا انه جزء من خطة يتولاها أقوى طرفان منظمان أمنيا في المنطقة إسرائيل والقاعدة
-    الحقيقة الثالثة أن مستقبل التنمية والإستقلال يترابطان إلى حد بعيد بحيث لا فرصة جدية لتنمية فعلية بلا وضع يد على الموارد والثروات والأسواق وإعادة صياغة العلاقة بالخارج الإقتصادي من مؤسسات واسواق وهي صياغة تجري في السياسة على أرضية الإستقلال الوطني وليس في مكان آخر و هذه أبرز خلاصات تجربتي سوريا ومصر مع عبد الناصر والسد والإصلاح الزراعي والـتأميم و التعليم المجاني والطبابة المجانية وسواها من المكتسبات التنموية والإجتماعية
-    الحقيقة الرابعة أن بلادنا التي تتطلع لمشروع بناء دولة مدنية لا تزال في مرحلة ما قبل الدولة والإستقلال ومهمة تجذير الدولة وحماية الإستقلال وإنجاز التنمية التي عبرها تتولد الطبقة الوسطى الحامل الحقيقي للديمقراطية وثقافتها لا تزال مهمة غير منجزة وتتقدم على سواها
-    - الحقيقة الخامسة ان بلادنا التي لا تزال تعيش الصراع على الهويات في مخزونها الثقافي ولا تزال الهوية الوطنية فيها طرية العود سرعان ما تتشظى إلى العصبيات المكونة لمجتمعاتنا من قبائل وعشائر وطوائف وإتنيات واعراق ومذاهب تفكك وحدة كياناتنا الوطنية باسم التصويت على حقوق تقرير المصير غدا الممولة والمسوقة من أعلى منابر القدرة والتاثير و قضية الوحدة الوطنية لا تزال أيضا مسألة اولى من مسائل العبور إلى الدولة وبالتالي بناء الأسس العصرية لفكرة الديمقراطية
-    الحقيقة السادسة أن الجسم الوحيد الجاهز والقادر على تشكيل الحامل التاريخي لمشروع النهضة القومية والوطنية هو الجيش الوطني المكون اصلا من مصادر عابرة للطوائف والقبائل والمناطق والجهات والمكان الوحيد الذي تنفخ فيه روح الإستقلال الوطني كأولوية والذي للأمن القومي  كمفهوم جدي مكان في قاموسه كأولوية والعاصم من أتون الحروب الأهلية و القادر بما يمثل من النبض الفعلي لنواة الطبقة الوسطى ان يؤسس لتنمية جدية كما قالت تجربتي مصر وسوريا في عهد كل من جمال عبد  الناصر وحافظ الأسد
-    الحقيقة السابعة ان الجيوش وحدها إذا وضعت حاصل خبرتها في تخفيف القبضة على حرية التعبير ضمن معايير قانونية تمنع إنفلات الثقافة العصبية اوالتحريض الديني والطائفي ستكون قادرة على ضمان إستقرار سياسي إقتصادي مديد تتولد  في حضنه مصدار النهوض الإقتصاد والثقافي والسياسي وتتدرج فيه المدنية في الدولة المطلوب وجودها  لتصير مدنية لاحقا فيجري ذلك على إيقاع تجذر فكرة الدولة والهوية الوطنية و بالتالي تنهض الأحزاب كحامل لمشروع وبرنامج ومعبر عن مصالح تكتلات وشرائح إجتماعية  فبلاد  بلا نقابات ولا احزاب عابرة للطوائف وقادرة على تشكيل مكافئ حركي فاعل لمؤسسات السلطة هي بلاد بلا دولة وليكون فيها دولة مدنية وجب أولا ان يكون فيها دولة
-    مبروك للجيشين السوري و اللبناني في عيدهما ومبروك للجيوش العربية العودة لمفهوم الأمن القومي والوحدة الوطنية و الإستقلال تتقدم على لعبة صناديق ممولة لإختطاف العرب إلى ضفة التبعية والتفكك  والضعف والجهل والظلام بإسم الديمقراطية
ادر عابرة للطوائف والقبائل والمناطق والجهات
-    بلاد بلا نقابات ولا احزاب عابرة للطوائف وقادرة على تشكيل مكافئ حركي فاعل لمؤسسات السلطة هي بلاد بلا دولة وليكون فيها دولة مدنية وجب أولا ان يكون فيها دولة
-    مبروك للجيشين السوري و اللبناني في عيدهما

 

ناصر قنديل

1/8/2013

nasserkandil@hotmail.com

 

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية

http://top-news.me/en/share.php?art_id=416

 

لقراءة المقال باللغة الفرنسية

http://top-news.me/fr/share.php?art_id=94

 

2013-08-01 | عدد القراءات 13058