كتب ناصر قنديل - لا تتعبوا مع حماس

الملخص:
- تمتلئ الصحف بالتقارير عن محادثات تجري بين حركة حماس وكل من القيادة الإيرانية وقيادة حزب الله و في حلفية الموقف :
 - ان حماس التي ربطت مصيرها بمشروع الأخوان تراه يتهاوى
- ان المشروع الاميركي متسارع لخطف الورقة الفلسطينية راميا بحماس التي انحازت للمحور القطري التركي الاخواني على قارعة الانتظار
- ان في حماس كوادر كانوا معترضين على المسار الذي اخذت له الحركة بعيدا عن حلفائها التاريخيين والطبيعيين في خيار المقاومة
-  حسابات إيرانية قديمة يطال الأخوان أنفسهم بوجه مشروع الفتنة السنية الشيعية
- قلق منا لعسكر المصري وعلاقته بالغرب رغم كل املواقف المرتبكة الصادرة من هناك وخصوصا الحضور السعودي السريع
- الخوف ان يؤدي هذا التسرع إلى تصدع في البيئة الشعبية لحلفائها وخصوصا في سوريا دون أن ينجح في كسب حماس ومراجعتها الصادقة لأخطائها فيكون عينها على المال الذي  حرمت منه  ولم تجد لتعويضه بديلا ويصير الخطاب كما بدأنا نسمع مختلفون حول سوريا متفقون حول فلسطين وهل ثمة إمكانية لإتفاق حول فلطسين لا تكون سوريا في قلبه ؟
- اللهم اشهد اني بلغت


النص كاملا:

لا تتعبوا  مع حماس

- تمتلئ الصحف بالتقارير عن محادثات تجري بين حركة حماس وكل من القيادة الإيرانية وقيادة حزب الله وتأتي هذه المحادثات تحت عنوان إعلامي هو إحتواء حماس وعدم تركها لمصيرها في ضوء تطورات الحدث المصري ومحاولة قراءة التطورات معها على خلفية إسترداد شهر العسل والفصل بين العلاقة مع حماس كمكون مقاوم وبين وضعها كفصيل أخواني بل يذهب البعض إلى الربط بكلام نسب لسمؤولين إيرانيين إثر تظاهرات 30 يونيو لا يخلو من نبرة تعاطف مع الأخوان بوجه دور الجيش رغم المد الشعبي الواسع الذي ظهر في الميادين في إنتفاضة الخلاص من حكم الأخوان
- الأكيد أن في خلفية الموقف مجموعة معادلات لا يمكن تجاهلها وأولها ان حماس البنية التي قاتلت لعشرين عام  في فلسطين لا يمكن تخيل إنصياعها للخروج من خيار المقاومة وقضية فلسطين مصدر رصيدها ونمو حضورها لا تزال في قبضة التآمر الصهيوني بحماية ودعم أميركيين و المنطق يقول انه لا مستقبل لحماس كما لغيرها من الفصائل الفلطسينية بلا جواب على أسئلة فلسطين ولا جواب إلا المقاومة ومن يريد ركوب قطار التفاوض والمساومة يعرف سلفا مصير من سبقه أو على الأقل يعرف أن الناس إذا ارادت مبايعة هذا الخيار فستذهب لمن إختاره بالأصالة وتحاسب من ناهضه إذا أذعن بتهمة تضييع الوقت والتضحيات و تخفيض سقف المفاوضات بالإنقسام بذريعة خير المقاومة
- و في خلفية الموقف أيضا ان حماس التي ربطت مصيرها بمشروع الأخوان الإقليمي وهدرت الكثير من رصيدها و مكانتها لحسابه ها هي تراه يتهاوى ولن تتمكن بتواضع امكاناتها قياسا لمصر وما جلبته لمكانتها فيها سوى ان تنتحر بتسخير آلتها العسكرية والامنية للمواجهة مع الحكم الجديد هناك وخير لها ان تعود الى الجذور فتفصل بين مكونها الاخواني ومشروعها المقاوم كما كانت تفعل طوال عقدين من الزمان
- وفي خلفية الموقف ايضا وايضا ان المشروع الاميركي متسارع لخطف الورقة الفلسطينية راميا بحماس التي انحازت للمحور القطري التركي الاخواني على قارعة الانتظار بعدما عصرها واستخدمها في الحرب على سوريا سياسيا ومذهبيا و عسكريا ايضا وحماس تنعي على صفحاتها كل يوم من صفوفها من يسقطون في معارك سورية ولا احد طبعا يتحدث عن مشاركة لغير حزب الله في هذه الحرب
- وفي خلفية الموقف ايضا وايضا ان في حماس كوادر كانوا معترضين منذ البدء على المسار الذي اخذت له الحركة بعيدا عن حلفائها التاريخيين والطبيعيين في خيار المقاومة بمن فيهم سوريا و يتوجهون هذه اللحظة بالمناشدة لقيادة حزب الله والقيادة الإيرانية للمبادرة بالإحتضان بعدما اخذها القطريون لحمة ورموها عظمة كما يقال و يرون في الإحتضان فرصة لإنتشال الحركة من الضياع الذي قد يفككها و يبعدها عن الخيار المقاوم بينما رمي حبل النجاة لقيادتها يستردها موحدة لهذا الخيار
- في خلفية الموقف بصراحة ايضا بعض من حسابات إيرانية قديمة تطال الأخوان أنفسهم وهو موقف لا يقطع الأمل منهم رغم كل ما جرى فيراهن على خلفيتهم العقائدية الإسلامية كمصدر لإعادة نظر بالسياسات كلما إشتدت المآزق بينما تعتبر بعض القيادات الإيرانية أن خير بوليصة تأمين راسخة بوجه مشروع الفتنة السنية الشيعية التي يجهد الأميركي والإسرائيلي لتفجيرها هو تحمل كل القساوة والمرارة الناجمة عن التعامل مع الأخوان خصوصا في مصر لأنهم بيضة القبان  في الحركة الإسلامية السنية القادرين إذا صلوا على النبي كما يقال وغادروا المواقع الموهومة التي سلكوها أن يعيدوا الميزان
- في خلفية الموقف في السياسة تجاه ما جرى في مصر قلق من العسكر وعلاقته بالغرب رغم كل المواقف المرتبكة الصادرة من هناك وخصوصا الحضور السعودي السريع ووراءه دول الخليج لتعويم الحكم الجديد ماليا وفي نهاية المطاف يدبو الصراع الذي تخوضه إيران مع أميركا والغرب  مجسدا في المنطقة بما يدور بينها وبين السعودية من مواجهات لا بد ان مصر واحدة من ايرز  ساحاتها
- كل هذا صحيح لكن الصحيح أيضا أن الأخوان ماضون رغم العزلة الشعبية مكتفين بما لديهم من جمهور لخوض غمار حرب تدمير مصر ورهانهم ليس الشعب ولا إيران ولا المقاومة بل إقناع الغرب وبواسطة إسرائيل نعم إسرائيل أنهم حصان الرهان الرابح في نهاية الشوط وأنهم بما يملكون من خطاب ديني يستطيعون تقديم ما لا يستطيع تقديمه سواهم خصوصا لأمن اسرائيل
- الصحيح أيضا أن حماس هنا كمشروع سياسي أحرق السفن وتموضع على حضنه الأخواني لم تعد كما كانت من قبل فالتبعية المرجعية دخلت حيز  التنفيذ وهامش الإستقلال الذي يظنه كثيرون مستمرا لم يكن إلا هامشا منحته مرجعية الأخوان لفرعيها التركي والفلسطيني قبل التمكن من مصر لتسهيل مهمة الوصول إلى مصر فكانت مهمة حماس صناعة المجد الشعبي بخيار المقاومة ومهمة الفرع التركي مد جسور الإطمئنان مع الغرب وهذه الهوامش أنتهت ولا رجعة لها وطالما قررت المرجعية اخر حروبها فكل الفروع انصياع
- الصحيح ايضا وأيضا أن الحوار ليس مرفوضا ولا مضرا لكن الخطير أن يبدو في عيون الذي دفعوا الأثمان الباهظة لتبدل حماس وتموضعها على الضفة الأخرى انه مراجعة من جانب إيران وقوى المقاومة وليس مراجعة من قيادة حماس
- الصحيح الذي لا يقل صحة عما سبق أن الطريق الأسلم هو أن تفصل قوى المقاومة وإيران بين علاقتها بالقيادة السياسية لحماس التي عليها واجب المراجعة وان تمد اليد لقيادة كتائب القسام للحوار إن رغبت بذلك وإن لم ترغب فتكون الرسالة وصلت من عينه على فلسطين وقلبه  فيها واقدامه  فوق ترابها وبندقيته لاجلها يبقى الباب له مفتوجا
- الخوف ان يؤدي هذا التسرع غير المحسوب اذا صدقت المعلومات المتداولة الى احباط  في جمهور المقاومة وتصدع في البيئة الشعبية لحلفائها وخصوصا في سوريا دون أن ينجح في كسب حماس ومراجعتها الصادقة لأخطائها فيكون عينها على المال الذي  حرمت منه  ولم تجد لتعويضه بديلا ويصير الخطاب كما بدأنا نسمع مختلفون حول سوريا متفقون حول فلسطين وهل ثمة إمكانية لإتفاق حول فلطسين لا تكون سوريا في قلبه والحرب كلها حرب إسرائيل وتوابعها العرب وراعيها في الغرب لكسر ظهر المقاومة كرمى لعيون امن اسرائيل واسقاطا لخيار المقاومة
- لنا كل الثقة بسماحة السيد حسن نصر الله بلا شروط ولا نقاش وبالإمام القائد السيد علي الخامنئي حماه الله وحكمته ورجاحة العقل و صواب القرار لكنها تظلمات او توهمات صائم ربما
- اللهم اشهد اني بلغت


 

ناصر قنديل

30/7/2013

nasserkandil@hotmail.com

 

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية 

http://top-news.me/en/share.php?art_id=414

 

لقراءة المقال باللغة الفرنسية

http://top-news.me/fr/share.php?art_id=92

 

2013-07-30 | عدد القراءات 16392