كتب ناصر قنديل - تغيرت معادلات السيد -1-؟

الملخص : 
ما هي معادلات النصر في تموز وهل تغير بعد 7 سنوات  ؟
- على ضفة إسرائيل عدم قدرة :
1- إسرائيل على تحمل الخسائر الناتجة عن اي تقدم بري يصيب الجنود والآليات 
2- الجبهة الداخلية الإسرائيلية على تحمل تبعات تساقط الصواريخ على العمق 
3- إسرائيل على تحمل حرب طويلة المدى الزمني 
4- إسرائيل على توسيع نطاق حربها مع المقاومة لتصير حربا شاملة تطال في نهاية المطاف سوريا وإيران 
5- الغرب وخصوصا أميركا على دخول الحرب عسكريا بجيوشها إلى جانبها بعد فشل حربي في العراق وأفغانستان 
- على ضفة المقاومة والسيد:
1- إمتلاك جسم محترف من بضعة آلاف من المقاتلين يحقق ذاته الدينية بمفهوم الشهادة 
2- الإستناد إلى بنية شعبية مساندة لخيار المقاومة 
3-  إمتلاك مخزون و قدرة صاروخية تتنامى كما ونوعا 
4-  تطوير قدرات الحرب البرية ضد المدرعات
5-  إتقان فنون وقواعد الحرب النفسية 
6- القدرة على تفادي الإنزلاق لحروب الفتن الداخلية 
7- القدرة على بناء صدقية في النفوس والعقول والقلوب العربية والإسلامية 
- غدا هل تغيرت المعادلات  وما هي إتجاهات و نتائج التغيير ؟
 
 
النص الكامل : 
تغيرت معادلات السيد -1-؟
- لا جدال في أن الذي  جرى في مثل هذه الأيام قبل سبع سنوات أنتج معادلات جديدة حكمت المنطقة التي تتمحور حول التوازن المحيط بأمن إسرائيل وأن هذا الإنجاز للمعادلات قد كشف عن وجود معادلات وقفت وراء ما فعلته المقاومة في حرب تموز 2006 حتى 14 آب  حتى صار حقيقة غيرت وجه المنطقة
- لا جدال أيضا بغض النظر عن التوصيف والتسمية وبين المعترفين بالنصر او منكريه في أن كل ما تشهده المنطقة منذ ذلك التاريخ فيه نسبة ترتفع وتنخفض من تلك المعادلات التي صنعت الإنجاز أو تلك التي صنعها الإنجاز
- لا جدال في أن إسرائيل خرجت الحرب عكس ما دخلت لجهة قوة الدرع والقدرة على الذهاب للحرب والشعور بالأمن والثقة بالإستمرار والوجود كما لا جدال في أن هذه التغييرات طالت إسرائيل بنيويا من أعلى مراتب القيادة والقرار إلى أدنى مستويات المتسوطنين والناخبين وهذه بالمناسبة مقتطفات من تقرير التحقيق في اسباب الفشل وتداعياته المسمى تقرير فينوغراد كما تقرير كاهان 
- لا جدال أيضا أن الغرب المستند  لوجود إسرائيل قوية في الشرق المهم والمهم جدا على مستوى امنه الإستراتيجي ومصالحه التي يختصرها مشروع الهيمنة  والمرتهن في كثير من قواعد حياته السياسية والإقتصادية الداخلية لنفوذ اللوبيات الخادمة لإسرائيل قد إستشعر هذه التغييرات و معها المزيد من القلق والمزيد من الحوافز للتحرك
- لا جدال أيضا أن الكثير من مفردات حياتنا السايسية والأمنية والإقتصادية على مستوى العالمين العربي و الإسلامي لا تزال صناعتها أو إدارتها إذا لم تكن صناعة صافية تتم في مراكز قرار اغلبها مرتبط بالغرب ويتأثر بحساسياته ومخاوفه ويخضع لتعليماته او بحد أدنى يحترم تطلعاته أو في مصارف ومرجعيات إقتصادية تحتكم لقواعد وممنوعات و محفزات الغرب و إعلام يتبع ويقلد ويتلقى كثيرا توجيهات الغرب ومخابرات تتواصل وتتصل وتستنير او تأتمر بمخابرات الغرب
- لا جدال إذن في ان الزلزال الذي هز إسرائيل منذ سبع سنوات جاءت تردداته في البلاد العربية في إطار مفهوم يلاقي نتائج المعادلات التي أنتجتها المقاومة وسيدها وإن لم تكن كل مفردات المشهد العربي صناعة كاملة لتخديم وظيفة مرسومة فهي حاصل تفاعل مع احداث فرضتها سياقات داخلية لكن ثمة عقول وخطط وإمكانات رصدت للسيطرة عليها وإعادة توجهيها والتحكم بمساراتها لخدمة رؤيا تتصل بصناعة معادلات جديدة تنسف تلك التي صنعت ما أنجز في تموز و خصوصا ما نتج عنها 
- بات ممكنا اليوم تلخيص المشهد العربي الجديد بعد أعوام ما سمي بثورات الديمقراطية والربيع العربي بثلاثة عناصر هي :
- أولا تعميم الفوضى على شفا الحرب الأهلية والتفتيت والتقسيم في كثير من الحالات 
- ثانيا فقدان الجيوش الوزانة في الدول الوازنة القدرة على البقاء في ثكناتها كقدرات إستراتيجية تنمو عددا و عدة وقدرة وصولا لإستهدافها وضرب بنيتها وخبرائها واسلحتها 
- ثالثا  خروج القيادات السياسية التاريخية من المشهد الرسمي لحساب احادية سعودية تتمركز حولها إدارة النظام العربي الرسمي الذي اخرج سوريا ليستتب له القرار 
- السؤال الإستراتيجي الجدي لا يتصل بما أصابت هذه التردادات لزلزال 2006 وما ترتب عليها من خسائر وهي كثيرة بل السؤال هو هل تغيرت معادلات السيد حسن نصرالله صانع نصر تموز وصانع المعادلات التي أنتجته و صاحب المعادلات التي ترتبت عليه ؟
- في قلب المعادلات ينتصب جسران يحملان باقي العناصر جسر يتصل بقدرات إسرائيل وميزانها الإستراتيجي وجسر يتصل بجسم المقاومة و قدراتها والمقصود هنا بالميزان والقدرات كل شيئ سياسي ومعنوي وعسكري وإقتصادي 
- على ضفة إسرائيل يمكن تلخيص معادلة الهزيمة في تموز بخمسة عناصر:
- الأول هو عدم قدرة الكيان على تحمل الخسائر الناتجة عن اي تقدم بري يصيب الجنود والآليات ويخفق في تحقيق اي تقدم ميداني يعادل هذه الخسائر ويجعل الداخل الإسرائيلي قادرا على تحملها وتقبلها وتدعيم خيار المضي بالحرب للمزيد من الإنجازات والمعادلة هنا معادلة معنويات الرجال وصلتهم بقضية وجودية تفقد بريقها كلما تقدمت إسرائيل بالعمر وتسليحية لها صلة بالقدرة على تفادي الإصابات بسلاح  الدبابات أو سلاح الحوامات وهما عصب كل حرب برية إسرائيلية منذ حرب تشرين عام 1973 وثغرة الدفرسوار التي صنعت امجاد أريئيل شارون ومحاصرة الجيش المصري الثالث وكما قالت حرب لبان منذ عام 1982 وكما اكدت حرب تموز 2006 وما بعدها في حربي غزة بعدما كان سلاح الجو وحده  يتكفل بصناعة النصر والردع وفقا لحرب 1967 وبات رغم قدرته التدميرية هامشيا في صناعة النصر في زمن حرب الصواريخ
- الثاني عدم قدرة الجبهة الداخلية الإسرائيلية على تحمل تبعات تساقط الصواريخ على العمق الإستيطاني والإقتصادي و العسكري والسكاني بكل المرتبات المادية والمعنوية لذلك الإستهداف الذي لم تعش  هواجسه في الحروب التي سبقت حرب تموز وهي قدرة ثبت انها في  تناقص مستمر كلما تقدم عمر الكيان و باتت الأجيال الرابعة والخامسة هي المعنية بلعبة الحياة والوجود فيه ما لم يشفها حل تقني يجعلها بمنأى عن هذا الخطر وتاثيراته التي لا شفاء منها إذا وصل هذا الإستهداف وطال العمق وعمق العمق  
- الثالث عدم قدرة إسرائيل على تحمل حرب طويلة المدى الزمني وكانت حرب تموز اطول حروبها قبل  تموز وبعده فمن حرب الأيام السنة عام 67 إلى تسعة عشر يوم في حرب 1973 مع وقف النار على الجبهة المصرية التي أنتهت معها الحرب كحطر عسكري وإستراتيجي رغم غستمرارها ل 31 ايار 1974 كحرب إستنزاف محدودة على جبهة الجولان ، وإنتهاء ب22 يوما لحرب غزة الأولى 2008 -2009 و11 يوما لحربها الثانية 2012 وذلك لأسباب التكوين القائم على المهاجرين للكيان ومخاطر الهجرة المعاكسة او لأسباب إقتصادية تتصل بقدرة الصمود وخصوصا تأمين دورة الكهرباء والوقود وحجم قدرات التخزين بكيان بلا عمق جغرافي و يستند لبحر مكشوف للنار في حالة الحرب جاءت حرب ال33 يوما لتكون فعلا اطول حروبه ليس من باب الصدفة
- الرابع عدم قدة إسرائيل على توسيع نطاق حربها مع المقاومة لتصير حربا شاملة تطال في نهاية المطاف سوريا وإيران ليقينها ان البعد المعنوي لإنخراطهما في الحرب سيزيدهما وزنا شعبيا وسياسيا ويحاصر حلفائها وداعميها في النظام العربي الرسمي ويحرجهم كما سيزيد من مخاطر تعرضها لنار أوسع وأشمل واشد قساوة 
- الخامس عدم قدرة الغرب وخصوصا أميركا على دخول الحرب عسكريا بجيوشها إلى جانبها لتعديل توازنات معينة سواء بالقدرة البشرية أو النارية خصوصا بعد المترتبات الناتجة عن فشل الحربين الأميكريتين الكبيرتين في العراق وأفغانستان وما ترتب عليهما من آثار على نظرية الحرب الأميركية وشروط التورط والتدخل وأشكالهما 
- على ضفة المقاومة والسيد هناك سبعة عناصر صنعت المعادلة في تموز وتكرست بعدها :
- الأول هو إمتلاك جسم محترف من بضعة آلاف من المقاتلين المتمكنين من كل صنوف السلاح وإستخدام اكثره تطورا في مجالات حرب الصواريخ و الدروع والدفاع البحري والجوي والإتصالات ومنظومات الإدارة والتجسس والتنصت والمتابعة وهو جسم ممتلئ باليقين بالنصر جاهز للتضحية وبذل الدماء يحقق ذاته الدينية بمفهوم الشهادة و في الحرب يتقن خوض معارك الأنفاق والإلتفاف ويستند إلى نظرية عسكرية قوامها أن الثبات يشكل نصف الحرب ونصف النصر
- الثاني هو الإستناد إلى بنية شعبية مساندة لخيار المقاومة تمده بالموارد البشرية والمعنوية والمادية ولا تبخل بالتضحيات وتتحمل أقسى انواع الدمار والخراب والقتل وخسارة الأرواح وتثق بقيادتها حتى الموت ولا تبدل ولا تهتز ولا تتراجع  وتحيط بها شرائح إسناد متعددة طائفيا تشكل لها شبكة حماية في النسيج اللبناني المتعدد
- الثالث هو إمتلاك مخزون و قدرة صاروخية تتنامى كما ونوعا قادرة على المناورة بوجه الدفاعات الإسرائيلية و إصابة أهداف في عمقه الإستراتيجي الإقتصادي والسكاني والعسكري و تملك آليات للعمل والإستمرارية في اقسى ظروف القتال والإستهداف والتعرض للنار والدمار 
- الرابع هو تطوير قدرات الحرب البرية و خصوصا الحصول على موارد الصواريخ المضادة للدروع والحوامات وتطويرها وتصنيع العبوات الذكية والمعقدة التي تضاهي أحيانا فاعلية الصواريخ بما يجعل القدرة اللازمة لخوض المواجهات مع اكثر الدبابات تحصينا وأكثرها قدرة على المناورة او اقواها واخطرها في مدى وقدرة النار 
- الخامس هو إتقان فنون وقواعد الحرب النفسية باشكالها المتنوعة وخصوصا على مستوى القيمة الإستثنائية التي تميز بها وأغناها سيد  المقاومة حتى صار رمزا لها في العصر الحديث كما صار حضوره وصارت إطلالاته مواعيد مكررة لمواصلتها وإثخان الجراحات الإسرائيلية في كل مرة 
- السادس هو القدرة على تفادي الإنزلاق لحروب الفتن الداخلية و البقاء بالجهوزية القادرة لخوض اي مشروع حرب إسرائيلية رغم البيئة المعقدة المحيطة والمليئة بالحاسدين والحاقدين والمستعدين للتآمر والطعن من الخلف وحشد القدرات للتوريط في الحروب الجانبية
- السابع هو القدرة على بناء صدقية تسمح بإستثمار جاذبية القضية الفلسطينية في النفوس والعقول والقلوب العربية والإسلامية وربط قضية المقاومة بها وتجذير حضور فلسطين في الوجدان الجمعي للعرب والمسلمين بصورة تتيح دائما إستنهاض شبكة شعبية و سياسية حاضنة للمقاومة توازن أو تتفوق او تنجح بإحداث الشلل بقدرة التواطؤ الرسمي العربي وأحيانا شق صفوفه كما تنجح في إستقطاب جزء من المؤسسات العربية السياسية والديبلوماسية والإعلامية لتعويض ضعف المقاومة في هذه المستويات خصوصا كلما نجحت العوامل الجوهرية في حركة المقاومة التي تمثلها صناعة الإنتصارات 
- غدا في الحلقة الثانية من هذا المقال سأحاول مواكبة سير هذه المعادلات  على الضفتين للإجابة عن سؤال هل تغيرت معادلات السيد منذ 14 آب 2006 حتى 14 آب 2013 وإذا تغيرت فباي إتجاهات و ما هي الحصيلة الجديدة لهذا التغيير ؟
 
ناصر قنديل

15/8/2013

nasserkandil@hotmail.com

 

 

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية

http://top-news.me/en/share.php?art_id=425

 

لقراءة المقال باللغة الفرنسية

http://top-news.me/fr/share.php?art_id=105

 
 
 

2013-08-15 | عدد القراءات 15346