كتب ناصر قنديل - تغيرت معادلات السيد-2 ؟

الملخص:
- منذ  نهاية الحرب إشتغل الإسرائيلي لتجاوز نقاط ضعفه :
- فشلت القبة الحديدية بتأمين الجبهة الداخلية و كان إختبار الطائرة بلا طيار التي أرسلتها المقاومة فوق الأراضي المحتلة و جاءت حرب غزة 2012 ووصلت الصواريخ واصابت تل أبيب ووصلت الدراسات الإسرائيلية إلى ان إنفاق 3آلاف مليار لعشر سنوات يسمح بأمان نسبته 60%
- الفشل بإنتاج جيل جديد من الدروع تتمكن من التعامل مع القدرات الصاروخية والعبوات الذكية
- قياس الحال المعنوية للجنود وصلت إلى إستبعاد أي فرص للنجاح إلا عندما يتيقن الجنود من ان تغييرات قد دخلت على نوعية سلاحهم جعلته أقدر على توفير الحماية اللازمة لهم في الميدان ولعائلاتهم في العمق
- في معالجة القدرة الإسرائيلية على توسيع نطاق الحرب إلى حرب إقلمية شاملة لم يتغير أبدا القياس  خصوصا بعد صفقات السلاح الروسي النوعي لسوريا و تطوير إيران لترسانة سلاحها في كل مجال
- تجربة الحرب على سوريا والتمنع الأميركي عن التورط خير دليل على عدم الرهان على تدخل اميركي مباشر
- إسرائيل لا زالت تحت وطأة المعادلات التي تسببت بهزيمتها في تموز

 


النص كاملا:


تغيرت معادلات السيد-2 ؟
- في المواجهة الدائرة بين المقاومة وإسرائيل ومحاور القوة التي صنعت نصر المقاومة في تموز وهزيمة إسرائيل دار السباق في الإستعداد للجولة القادمة وهي جولة لا بد آتية مهما طال الزمن ، هذا على الأقل واجب القيادتين في مجال الإستعداد والتحضير
- محاور الفشل الإسرائيلي حددناها بخمسة تتصل بعدم تحمل الخسائر في الحرب البرية بالدروع والبشر و ضعف االجبهة الداخلية تجاه تساقط الصواريخ  وزمن الحرب المحدود المتاح لتحقيق نصر حاسم والعجز عن توسيع جبهة الحرب نحو سوريا وإيران والتعقيدات المحيطة بإمكانية تدخل اميركي مباشر
- محاور تفوق المقاومة ونصرها حددناها بسبعة القوة المقاتلة المحترفة للحروب البرية والمستندة إلى الثبات والتضحية و الشعب المساند والمؤيد والحامي والحاضن والتزود بافضل ما في ترسانات المضاد للدروع و بمخزون متقدم ومتنام للصواريخ أرض أرض و لإتقان أصول الحرب النفسية و القدرة على تفادي الإنزلاق للفتن الداخلية والقدرة على إستنهاض حالة عربية إسلامية تحمي وتشارك وتتحرك وتضغط و تقدم مساهمتها في الإعلام والديبلوماسية مباشرة او بالضغط و الإحراج لحكوماتها
- قانون الحرب يقوم على إستعداد كل فريق لتطوير مصادر قوته و معالجة عناصر ضعفه من جهة وإضعاف مصادر قوة العدو و تعميق مصادر ضعفه والمنطقي على الجبهات الأربعة معا
- منذ  نهاية الحرب إشتغل الإسرائيلي على جبهات متعددة منها ما يتصل به ومنها ما يتصل بالمقاومة و بذل أموالا ووقتا وتعبا وخططا ومناورات لكن الأهم هو محاولاته الدؤوبة لتجاوز نقاط ضعفه التي تسببت بالفشل في تموز :
- أنفق الإسرائيلي ستة مليارات دولار لبناء قبة حديدية تصد الصواريخ الوافدة فوق المدن والتجمعات المهمة و إستنجد ببطاريات الباتريوت لتدعيم هذه القدرة وزيادة فعاليتها بما فيها إستحضار خبراء أميركيون يشغلون البطاريات لكن هذه العملية لم تحقق الأغراض المنشودة بنسبة تزيد عن ال20% و كان إختبار الطائرة بلا طيار التي أرسلتها المقاومة فوق الأراضي المحتلة برا وبحرا مرورا بسماء غزة ووصولا لفضاء الضفة الغربية ولم يتحقق إسقاطها إلا بصعود الطيران الحربي لملاقاتها و جاء الإمتحان الثاني في حرب غزة 2012 وبإمكانات أقل من قدرات المقاومة اللبنانية بكثير ووصلت الصواريخ واصابت تل أبيب بعدما وصل العديد منها إلى بئر السبع والنقب وثبت العجز والفشل ذلك  ان القاعدة التقنية للقبة الحديدة والباتريوت تشتغل على إلتقاط رادات عالية التعقيد إشارات وجود الأجسام الطائرة والقصد الصواريخ لمنح المشغل فرصة إطلاق صاروخ الإعتراض او تركه يشتغل تلقائيا وعلى هذا الصعيد أثبتت القبة كما الباتريوت فعالية عالية الجودة لكن المشكلة هي محدودية عدد الصواريخ القابلة للإعتراض دفعة واحدة من كل بطارية وبالمقابل التحكم من طرف إطلاق الصواريخ الوافدة بالتركيز والمناورة على نقاط لا يغطيها عدد كاف من صواريخ الإعتراض ووصلت الدراسات الإسرائيلية إلى ان إنفاق ألف مليار دولار لن ينجح بتحقيق الأمن الصاروخي بنسبة تزيد عن ال50% بينما إنفاق 3آلاف مليار لعشر سنوات يسمح بأمان نسبته 60%
- مناورات برية تزيد عن العشرة لتحسين الأداء ورفع المعنويات وتفعيل قدرات القتال و كانت النتائج محصورة بتمارين تكتيكية لم يتسن خلالها إنتاج جيل جديد من الدروع تتمكن من التعامل مع القدرات الصاروخية التي إستخدمتها المقاومة في حرب تموز ولا العبوات الذكية التي قامت بتصنيعها ذلك ان القاعدة العلمية للصواريخ والعبوات الذكية تقوم على  مبدا الإنفجار على دفعتين مرة لثقب الدرع والثانية لصهره و إشعاله و كل المحاولات التقنية الإسرائيلية إشتغلت على إضافة درع ثالث ورابع لتكون الحصيلة العلمية التي يتوقعها الخبراء الإسرائيليون أن هذا لن يغير كثيرا لأن المرحلة الأصعب في الصواريخ والعبوات الذكية قد جرى حلها تقنيا وهي كيف لا يؤدي الإنفجار الأول إلى تفجير الوجبة الثانية فورا وبات سهلا وفقا لذات المبدا إضافة تفجير ثالث ورابع وخامس كما هي تقنية الصواريخ التي تشتغل على الوقود الصلب والسائل معا بحيث يدفعها الوقود السائل وفي مرحلة لاحقة يشتغل محركها للوقود الصلب ويصير الحديث عن مداها مسالة تحت القدرة بزيادة مراحل الدفع بالوقود الصلب لمحرك ثان وثالث وهكذا في مجال السلاح المروحي  والصواريخ المضادة حيث لا يزال لغز سقوط احدث المروحيات الإسرائيلية واشدها تطورا في بلدة ياطر الجنوبية في حرب تموز وهي تقل نخبة ضباط النخبة فوق تلة مريمين حائلا دون الرهان على الإعتماد على هذا السلاح للنجاح في حروب البر
- قياس الحال المعنوية للجنود وصلت في أحدث الدراسات الإسرائيلية إلى إستبعاد أي فرص للنجاح عن طريق خوض تعبئة نفسية محورها الإستعداد للموت دفاعا عن فكرة والتركيز على فرضية واحدة للنجاح هي ان تغييرا حدث يسمح بتحقيق النصر وهذا لا يمكن الفوز به بالتحليل السياسي كما تقول الدراسات نفسها بل بالوصول لمرحلة يتيقن فيها الجنود من ان تغييرات قد دخلت على نوعية سلاحهم جعلته أقدر على توفير الحماية اللازمة لهم في الميدان ولعائلاتهم في العمق ومن دونها لن يكون تحول مهما كثرت المناورات المسماة تحول
- في معالجة القدرة الإسرائيلية على توسيع نطاق الحرب إلى حرب إقلمية شاملة لم يتغير أبدا قياس السياسة بحجم الأثر على المناخ الشعبي في حال اي حرب  مع إسرائيل تدخلها سوريا وإيران و لا تغيرت المعادلات العسكرية فما خسرته سوريا في أزمتها من قدرة سياسية وعسكرية على التفرغ لإسرائيل  كسبت كما يقول الإسرائيليون أكثر منه بالخبرات التي اكتسبها الجيش السوري من خوضه سنتين من كل اشكال  حروب المدن والجبال والسهول والبر والبحر والجو وما كسبه  كان اهم بكثير في مجال السلاح بسبب الغارات الإسرائيلية التي إستهدفت جمرايا مرتين وترتب عليها تزويد الجيش السوري من روسيا بأحدث السلاح وخصوصا ثلاثي الياخونت والاس اس 300 والاسكندر 1 اي ، بينما إيران كانت تواصل بكل هدوء بناء وتطوير ترساناتها المتعددة الوجوه في ميادين الحرب برا وبحرا وجوا وفي مجلات الرادارات والزوارق والصواريخ
- في مجال القدرة على الإستناد لتغيير في القرار الأميركي بالتدخل المباشر في اي حرب قادمة أنفقت الكثير من القدرات والضغوط لكن الحصيلة أظهرتها بسلبية عالية حرب غزة حيث صار التدخل الأميركي هو لتأمين وقف للنار وليس غطاء النار الذي تنتظره إسرائيل وكانت تجربة الحرب على سوريا والتمنع الأميركي عن التورط خير دليل على قساوة شروط  التدخل الأميركي في المزيد من الحروب بعد تجارب العراق وأفغانستان
- بقي ما قام به الإسرائيلي على جبهة المقاومة لضرب نقاط قوتها وتحويلها لنقاط ضعف وما إشتغلت عليه المقاومة لزيادة مصادر قوتها و سد ثغرات الضعف التي ظهرت في الحرب
- في الحلقة القادمة سنناقش المتغيرات على جبهة المقاومة لكن يمكننا القول أن أحسن الأحكام تقول أن إسرائيل لا زالت تحت وطأة المعادلات التي تسببت بهزيمتها في تموز ولم تفلح كل محاولات العلاج من أسبابها كي تحقق الشفاء من بعضها إن لم يكن كل آثارها

 

 
ناصر قنديل

17/8/2013

nasserkandil@hotmail.com

 

2013-08-17 | عدد القراءات 12717